حواء القمودي.. محاولة القبض على سيرتي الأدبية
سيرة

محاولة القبض على سيرتي الأدبية!؟ (13)

13- في هذا العالم…

من أعمال التشكيلية حميدة صقر.
من أعمال التشكيلية حميدة صقر.

قصيدتي (ما الذي يبقيني هكذا) والتي اخترت لها أولا عنوان (ما الذي يبقيني في هذا العالم)، ولكن الصديق المبدع “رضوان بوشويشة” رأي أن هذا عنوان طويل ومباشر جدا، واقترح أن أحذف جملة (في هذا العالم) وأبدلها بـ(هكذا)، الجزء الأول من هذه القصيدة متكئٌ على ذكريات طفولتي، حيث توت “فاطمة” اللذيذ، والذي ستتم سرقته وسأركض وأذان المغرب يرتفع إلى بيت خالي لأنهمر غاضبة على بنتّي خالي لأنهما شاركتا في سرقته.

ما الذى حدى بتلك البنت للركض والغضب؟ لأن “فاطمة” صديقتها، صديقة طفولتها منذ ميلادها حين جاءت “أم فاطمة” ووضعتها قربي.
كان في (معتقدات الليبيين)، أن يخبئوا الأطفال الذين ولدوا في ذات الشهر عن بعضهم، لأن أحدا منهم سيتأذي! لكن “أم فاطمة” جاءت بها وقالت لأمي:
– تو يولوا صاحبات وربي يحفظهم.

وها قد صرنا صديقتين لانتفارق بالنهار وحتى بداية الليل، وفي ذاك اليوم كنّا عند الثلات (توتات) موسم غدق ونحن نملأ علبا نظفناها، نصعد ونجلس على فرع صلب لنملأ أفواهنا وعلبنا، التي وضعناها تحت التوتة حين جاءت بنات الجيران ومعهم بنتّي خالي لم يمسوا (علبتي)، ولكنهن سرقن ما جمعت “فاطمة”، حين كنت ذاهبة غاضبة أعرف أن التوت قد صار في بطونهن ولكن دافعا قويا كان يقود قدميّ الحافيتين، انهمرت غضبا بكلام قاسٍ، ثم عدت راكضة وكان الليل قد غمر (السواني)، كنت حقا خائفة وأبكي لأني لم أستطع أن أعود بذاك التوت:
(توت فاطمة
اللذيذ الذي سُرِق)..

سأكتفي الآن.. وربما أعود قريبا
الساعة 1: 38 ظهر الإثنين الخامس عشر من يوليو. اليوم الثاني عشر من ذو القعدة 1440 هجري

مقالات ذات علاقة

حكاية أول برلمان ليبي بعد الاستقلال

سالم الكبتي

الفنان المبدع يوسف خشيم

المشرف العام

للتاريخ فقط (9)

عبدالحميد بطاو

اترك تعليق