شعر

ما يسمونه قصيدة

صَخَبُ رفاقه المهرولين
صوب المدرسة
أنين الجرس العجوز
النشيد الوطني
يتسمر له مُرتجفاً
ثغاء الماعز
وشوشة المحاريث
رائحة النار المبللة
الجارة العانس
تفض بكارته

مَرَج المدينة
زملاؤه المهندمون
مقابل سحنته البدوية
الأوزان والقوافي
التفاضل والتكامل
الأب القاسي الحنون
دموع أمه الصامتة

هَرَج المدارس الداخلية
الزلازل والبراكين
السماسرة والمرابون
الأحلام المسروقة

صخب
فقليلاً من الصمت
لرجل ينحدر
صوب الأربعين
الشوارع تهذي بخطاه
والأزقة تردد
سيرة عشقه
سافر يوماً في عيون ألقمته الغياب
فتوكأ على عجزه المكابر
وصار يجتر ذكرياته الباسلة
فماذا تنتظرون منه
غير أن يغوص في أعماقه

ليس عنده بطولات ليسردها
وليس لديه أفق ينشده
أدمن نكهة الماضي
وسد في وجهه الأمس سحنته
وحيداً يغوص
في وحل الأرقام
وتلتهم أبوته الأفواه
…. صابراً
يدحرج حجر العائلة
يقول دم القلب
فيتهمونه بالشعر
يتألم ….
فيصفقون له
وهو يختتم
ما يسمونه قصيدة

( من ديوان عصيان الكلام وأشياء أخرى)

مقالات ذات علاقة

مـوقـف

عبدالحميد بطاو

وهل ذا خيال؟

عبدالرزاق الماعزي

ما أنتِ للمثال

عادل الحفيان

اترك تعليق