شعر

ليبيا سفينة تائهة

 

القصيدة التي أحاول كتابتها

سفينة تائهة

تعترش موجة مرتبكة

تمد يدها في الماء

تغرف الكلمات المالحة

ومحار السكون القاسي .

والسمك الكبير الذي بعيون مفتوحة على

الدوام

يحدق متربصا في أصابع البلاد .

القصيدة التي أعنيها مثل أفق لا ينتهي

تركب موج الروح

وتجذف نحو النور

تلوح بمنديل صغير

وتحلم بالضفاف.

عندما كنت بسيطة

وحينما كان وجهي يلتصق بزجاج النافذة

فيما يحلق قلبي عاليا

لم يكن وقتي طريا كفاية

ولا أوهامي قانعة

لأتذوق من ملح التجارب

الملح نفسه الذي يستف قصيدة

تشبه وطن .. تشبه سفينة تائهة

تحكي عن الفراغ الذي يفتك بالوقت

فيما يلعب الجميع بالنار

يهتفون في الميادين

ويموتون في الظلام

سأكتب عن الصحف المليئة بالهراء

تمجد الغباء الجديد

وترواح في التفاهة ذاتها

وليبيا حرة

البرلمان يتخبط في الدسائس

والشوارع تكنسها الوشاية .

وأطفالنا لازال الهلع يسكنهم كل مساء

من مطر السلاح

يكاد يمنع ماء السماء،

ولكنني سأكتب عن هذا الاجتياز المر

وعن شوارع مليئة بالطيبين

وقوارب تحت شمس الله تغني

وأسلحة نائمة

وأطفال بملاعب حرة

سأكتب عن أمي حين كانت

تدعو للثوار في كل صلاة

وعن أطفالي يختالون بعلامات التحرير

والعلم المطبوع على التشيرت

وعلى الأساور

وعلى كراسات الرسم

سأكتب عن ليبيا

وشاطئ الخلاص القريب

والأمنيات الممكنة.

مقالات ذات علاقة

إصبعي الوسطى – نصوص

صالح قادربوه

مضى أول العمر

جمعة عبدالعليم

أول مرة

عائشة المغربي

اترك تعليق