شعر

لماذا لا تأت إلا ثملاً..؟

حينما بلغت الرابعة عشرة،

أخذ ابن الجيران يطاردني..

يقفز من على سور نافذتي..

يتعربش على الحيطان ..

ويصفق له ..

كل الأشقياء…أمثاله

في الحي..

بعدما تجاوزت العشرين ..

بسنة واحدة ..

تناوب الأصدقاء الزعران ..

على مغازلتي ..

حاموا حولي ..

دبابير نحل .. مشتعلة حماسا ورغبة ..

كل واحد ،ينتهز الفرصة ..

ليقرص تفاحة خدي ..بلسعة !

وكان عليّ …

أن أختار..

واحداً …فقط ..

أرضى عنه،

ليلعق رضاب شفتيَّ..

وفي اللحظة التي أشتهي ..

أوصد بابي دونه…

ثلاثون عاما مرت ..

وأنا ألهو.. وفي يوم باذخ الحزن ..

انشغلت ،ابحث عن الصديق ..

بعد أن ..اتخذ زوجي ..

عشيقة..!!

الأربعون تأتي طوعا..

تهرول نحوي.. وأنا أنضج ببطءٍ …

على نارها …….

حيث لهيبها ،

يستهوي الكهول العاشقين ..

بنفاد صبر..يقبّلون كفي..

وانحداراً نحو قدمي..يركعون …

وربما بدأو …بالعكس ..

حينها … راق لي ذاك الشاب ..

الذي يصغرني بأعوام عشر..

انتظرته في المقهى …

ساعتين من الوقت ..

بردت القهوة..

ودفعت الحساب،

ثلاث مرات …

بينما حلت الظهيرة..

أنقذني من جلستي تلك …

صديقه ..الأكبر سناً..مني ..ومنه!

فهمت عندها،

لماذا كان يصرّ على موعده..

بعد الثانية عشرة ليلاً..

ولا يأت ..إلا ثملاً..!

هذه الليلة ..

صارحت المرأة …

المختبئة خلف زجاج مرآتي ..

 المعتوهة…

الواقفة تنتظر..

عودة الشاب كل ليلة ..

أن اذهبي ..توسدي فراشك

البارد ..

فالأربعون.. لا رجاء للحب فيها ..

دون ثمالة الكأس ..؟!

بيروت/ 25/03/2001

مقالات ذات علاقة

الموتى لا ينامون في المقبرة (المزار الأخير)

مفتاح البركي

حديقةٌ تُطِلُّ

محمد زيدان

خمسة

حواء القمودي

اترك تعليق