طيوب النص

لك الله يا وطني

يا وطناً ترددت فيه الأصداء المزعجة .. وهلعاً أطلق صرخات مفجعة .. عندما ساقوه من عقود الخراب .. الى سنوات السراب .. وبقى الخراب معتماً بالكذب والضباب .. وبقى نزيف الدم ، دافق بمخالب وأنياب .. يا شعبا سعى الى الزمن الرطيب .. فحرفوا خطواته من الزمن الكئيب .. الى الزمن العصيب .. زمناً نهض فيه القتل والتعذيب .. ساد فيه التدمير والتخريب .. رحل عن مواجع ونحيب .. فحط من بعد عقيب .. فواجع ونحيب .. دفع من حريق ولهيب .. فوقع في سعير رهيب .. قدراً عجيب .. عجيب .. لك الله ، يا شعباً، شمسه ما عادت بعد المغيب .. في عودها لا أمل بعيد او قريب .. القلوب في الصدور تدب دبيب .. يحرقها من حريق الوطن لهيب .. ثلاث سنوات عجاف .. سعى فيها الوهم طواف .. مؤتمر وطني وحكومات ، دلوهم اسفاف .. لاعقول لهم ولا أعراف .. إلا القطاف .. ونهش ليبيا من أوسطها والأطراف .. حتى نزف فيها الدم هدراً وإسراف .. ساقوا الشعب الى الهاوية وأوهموهم بأنهم في الحواف .. أوهموهم بالندى والبلل وساقوهم الى الجفاف .. لك الله ، يا وطناً تخلل في أعماقه الأشرار كالداء العضال .. يستأصل شرايينه ويصعب له استئصال .. حلقوا به ثم دفعوا به إنزال .. في الغابات المظلمة والأهوال .. لك الله ، ياليبيا بعد ان غمرك الهرج والجدال .. بعد ان أبطلت الحكمة ورفع فيك حمق الأقوال .. لك الله ، وقد طافت فيك أخس الأفعال .. وأججت فيك أشر الاعمال .. لك الله بعدما أحيوا فيك اليأس وقتلوا فيك الآمال .

مقالات ذات علاقة

بناتُ أحلام

سليمان زيدان

غياب يشبه الشروق

صلاح يوسف

قمر لا يكتمل

ميسون صالح

اترك تعليق