شعر

لا تغلق الباب

محمد المزوغي

من أعمال التشكيلي الليبي.. محمد أبوميس

 

أَهْدَى لِيَ الحزنَ
مَنْ أهديتُه الْفَرَحَا
وَكَمْ مددتُ يَدَ الآسِي لِمَنْ جَرَحَا

جرّبتُ كُلَّ سِهَامِ الْغَدْرِ
كَمْ طعنتْ
ظهري وَكَمْ شربتْ
من جرحه قدحا

مازلتُ أوسعُها صفحا وتوسعني
ظلما وهل ظالمٌ مثلُ الذي صَفَحَا

ما قلت للحقد
قَدْ هيّأْتُ متكأً
فهات كَأْسَك
شيءٌ منك فيَّ صحا

لم أعرفِ الحقدَ
لم أحملْ حقيبَتَهُ
وخاسرٌ خاسرٌ في الحقدِ من ربحا

مُذْ قلت للحُبِّ
كُنْ صوتي وكن بصري
لغيره بدخول القلب ما سمحا

لا تحسبي كُلَّ أقماري قد انطفأتْ
مازال في الرُّوحِ ضوءٌ بعد ما برحا

أسري بقنديلهِ
في غربتي فأرى
في آخر النفق الممتدِّ شمسَ ضُحَى

لا أكتمُ الحُبَّ
في سِفْرِ المحبَّةِ مَنْ
أرادَ كَتْمَ الْهَوَى في صَدْرِهِ افْتَضَحَا

ما حَاولَ المتنُ
أن يُخفِي مَقَاصِدَه
إلّا وعنها أزاحَ السِّتْرَ مَنْ شَرَحَا

تقول لي حكمةٌ تختارُ صاحبَها:
طُوبي لِمَنْ وهو يشكو فاقةً مَنَحَا

لا تُغلقِ البابَ في وجهِ امريءٍ أبدا
لا بابَ أجمل من بابٍ قد انفتحا

كان الزمانُ جميلا
في بساطته
فكيف أضحى بهذا القبح متشحا

قال ” الظلاميُّ ”
بسم الله أذبحكم
وأذبحُ الخاطرَ المُحْتَجَّ إِنْ سَنَحَا

قال “المدجّجُ ”
باسمي الآن أَقهرُكُمْ
حيُّوا الرصاصَ
وحيُّوا وَجْهِيَ الْوَقِحَا

قال ” السِّياسِيُّ”
إنَّ الماءَ ملءُ فَمِي
فكيف أنطقُ أمرُ الماءِ ما اتَّضَحَا

قال “الموريسكِيُّ”
مافي القلبِ من فرحٍ
وَدَّعْتُ بَعْدَكِ يا غرناطةُ الفرحا

على جدار اغترابٍ
باتَ متكئاً
يشكو النزوحَ
وَكَمْ يلقى الَّذِي نزحا

في آخر الْعُمْرِ
سهرانٌ بشرفته
يَعُدُّ ما خَطَّ في أيّامِهِ ومحا

كَفّاه حَلَّقَتَا كانَ الطريقُ إلى
عَرْشِ السَّمَاءِ بها في النور قد سبحا

يقول يارب
يا ذخري وَمُعْتَمَدي
إنّي لديكَ طرحتُ الهمّ فانطرحا

وما ذكرتُك والآهاتُ تحرقني
إلا بذكرك أضحى الصدر منشرحا

ولا دعوتُكَ حين الدربُ ضاق على
خطايَ ياربّ
إلّا انسابَ وانفسحا

فارفعْ إلهي ظلامَ الظلمِ عن وطني
ياربّ ياربّ
خطبُ الظلم قد فدحا

البويرات 28 /6/ 2017

مقالات ذات علاقة

بلادنا جميلة.. بحرا ومطراً وأنت

تهاني دربي

مناجـــــاة دمشـــــــق

المشرف العام

مسافةُ ما يفصل التيه بين عتمتين

مفتاح البركي

اترك تعليق