مختارات

كوميديا النفط

فاجأ النفط الليبيين ـ كما فاجأ الكثير من العرب غيرهم ـ بسلاسة وجمال وحلاوة الحياة بعد قسوتها وشظفها.

فاجأهم بالبيوت الحديثة والسيارات والطائرات وأنواع لاتحصى ولا تعد من الأكل والشرب، فاجأهم بالمكياج وعمليات التجميل، فاجأهم بكل ذلك وهم وإن اظهروا تبرمهم وضيقهم فإنهم ممتنون للنفط على ذلك.

النفط لم يكتف بذلك فقط بل أدخل العرب الذين فاجأهم بخيراته سالفة الذكر ومن بينهم الليبيون ادخلهم وبعد تجهم تاريخي طويل وبعد تقطيب لقرون طويلة، ادخلهم عالم الضحك وتأليف وقول النكتة وأيضا إنتاج واستهلاك الكوميديا.عرب النفط الذين ظلوا مقطبين طويلا انهمروا ضحكا وكوميديا.

فبرع البعض منهم وما انفك أن لحق الليبيون بركب اشقائهم في الرمل والنفط والكوميديا!!!

كوميديا النفط التي ينتجها العرب في رمضان لها سمات باتت واضحة وجلية وترسخت كمدرسة متميزة وحقيقية .

ومن أهم ملامحها أن جميع شخصياتها حتى »الكومبارس« يعانون وكما تقدمهم تلك الكوميديا مظاهر التخلف والإعاقة العقلية واعوجاج اللسان ويلبس ممثلوها الباروكات الطويلة والملابس القصيرة ويتحركون كما الرسوم المتحركة وكل ذلك مختلف ومتميز ولم يفعله قبلنا نحن أبناء النفط أحد ويسجل باسم العرب وإن كنتم لاترون ذلك فلتشاهدوا بعض الكوميديانات العربية وهم كثر لتتعرفوا على مزايا كوميديا النفط.

عن صحيفة الجماهيرية

مقالات ذات علاقة

طرائف الأدباء والفنانين

المشرف العام

طرفة أدبيّة

الصديق الطيب البخاري

العرَّاب المقبور بين القتل والفجور

المشرف العام

اترك تعليق