شعر

كل عام وأنت بخير

من أعمال التشكيلي “القذافي الفاخري”

حسب المجرى العادي للأمور
اليوم عيد ميلادي
ولكن ماذا يفعل شخص يكره الأعياد والمناسبات ..
أعياد الميلاد تأكيد على أننا نتقدم في العمر ..
بلاغ لنا وتنبيه للاستدراك ..
فاصلة لجملة سابقة تخبر عن جملة تليها ..
ولا تعني شيئا ولكنها ملتوية ..
سبب لنسيان خيط الحذاء دون ربط
ونسيان مكان المفاتيح ..
يوم آخر نحاول استجماع الفرح فيه
ونفخ شموع أمنية ستختفي مع الكعكة ..
مناسبة لا تصنيف لها
لفرقعة احلام العمر الفائت
بحثا عن تهويدة لهدهدة الطفل فينا ..
كل عام وأنت بخير
وستكبر يا أنا
وهاقد كبرت ..
ومازال يصرف من جيب عمري
سنة تلو سنة
ذلك الطفل في داخلي
وها هو يستنزف السابعة والثلاثين
ويواصل ..
يذكرك بأنك أنت
وأنت بين أن تكون طائشا ثلاثينيا
وبين أن تكون عاقلا أربعينيا
أنت كمرحلة انتقالية بين صراعين ..
سلام بين حربين
فتوتك وحكمتك ..
كتلك الفاصلة التي لا تعنيك في شيء
تتوسط عربدتك واستهتارك
وجبنك وحلم تعقلك
ولا يسعك
إلا مالا يسعك
أن تشاهد ذلك الطفل يسرف في صرفك ..
وتدعي أنك ممنوع من الصرف
ميلادا سعيدا
وتلك العادة
حسب المجرى العادي للأمور
أن تتذكر عمرك ..
وأن يقال لك كل عام وأنت بخير .

مقالات ذات علاقة

ربما أغنتك …

علي الجمل

ولاء

المهدي الحمروني

بلاد عصية على الفهم

محمد المغبوب

اترك تعليق