منال بوشعالة
لا أنتظرُ شيئاً أكثر
شيئاً أكبر
شيئاً أقل
شيئاً أصغر
كل الأشياء التي فارقتني
تلونت داخلي بالأحمر
…
كل الذين حولي مُتأخرين
وأنا الذي أبكر
…
ما زلتُ أخسر
ذَبِلْتُ مني
وتبدلت عروقي بالأصفر
…
من قال بأنك تراني
هذا الجسد كاملاً
وأنا الذي أبتر
…
أنا الذي أعبر
فلا أعْبُر
وجودي شيءٌ آخرٌ
لا أدري أين أبْحَر
…
تطول مسافاتي
بينما أنا أقْصَر
…
ما زالت الحياة
تثبت أنها الأحقر
…
والعيش ينادي
أنا الأمكر
أنا الأمكر
…
والفقر
يطحن الأفقر
…
وأنت مجبور الاختيار
هذا كافر
وذاك أكفر
…
هذا الذي تراه ميتاً
يمشي وجسده على كتفه
فكيف تقول له إثأر ؟
…
هَجَرَهُ صوته منادياً
من أين له صوتٌ ليزأر ؟
…
لا تحاول
لا تجادل
لا تحاور
فلو كان يريدُ أن يُبصر
لأبصَر
…
أرأيت حولك ..!
لا أرضٌ اخضرّت
ولا قبرٌ أزهر
…
أرأيت حولي ..!
هنا الوضعُ أغبر
…
أعبرُ الخطر
وأنتظرُ الأخطر
…
ما زلتُ صائمة
وأرى من حولي قد أفطر
…
أيعقل أن لا أحدٌ لك أخبر
أيعقل أن لا أحدٌ لك …….
…
دعني أصمت
فالصمت أستر
…
ما لي أرممُ حُطاماً
غيري لها أكْسَر
…
ما لي أفكر فيك
وخاتِمك اليوم أعسر
…
ما لي أردّ جواباً
وفي عينيك أسكر
…
آه
هذا الشعور مُرهق
نَقْبُرُهُ داخلنا
بينما داخلهُ نُقْبَر
…
لا تهتم لما أقول
كلامٌ .. وكان يَخنقني
هذه أنا
وأنت تعرفني
…
أنامُ كثيراً
بينما ما زلتُ أسهر.