كتاب قضية ليبيا
طيوب المراجعات

“قضية ليبيا”.. للشُنيطي

كتاب قضية ليبيا
كتاب قضية ليبيا

يعد كتاب (قضية ليبيا) من المراجع القديمة التي تناولت قضية استقلال ليبيا، رغم أن مؤلفه الأستاذ محمود الشنيطي لم يكن متخصصاً في التاريخ ولا مجال العلوم السياسية، بل هو أول أستاذ عربي تحصل على درجة الدكتوراة في علم المكتبات في الوطن العربي من جامعة شيكاغو الأمريكية سنة1960.

وقد صدر كتاب (قضية ليبيا) عن دار النهضة المصرية عام 1951 في ثلاثمائة وسبعة وخمسين صفحة من الحجم الكبير، وأهداه الكاتب (إلى العاملين في سبيل وحدة ليبيا واستقلالها) وأوضح غايته والهدف من تأليفه فقال (هذا كتاب حاولت فيه دراسة هذه القضية منذ مطلع القرن العشرين، وسايرت تقلب مصائرها بين إهمال الأتراك، وطغيان الطليان واحتلال بريطانيا وفرنسا، حتى تفتحت الآمال فقررت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة منح ليبيا الاستقلال في أول يناير 1951).

وقد قسّم المؤلفُ كتابه إلى ثلاثة أبواب بعد التصدير الذي يقول فيه (اتجهت الأنظار منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى ليبيا والقضية الليبية، وشغلت هذه القضية الأذهان فكانت موضع مساومات بين الدول الكبرى، ومثار لهفة وترقب في البلاد العربية ومحل خلاف بين أهل ليبيا أنفسهم) ويضيف قائلاً (وإذا كانت ليبيا قد راعت الشرق والعالم ببسالة أبنائها في مقاومة الغزو الايطالي وانتزعت الإعجاب بحركة شهيدها الشيخ عمر المختار ولقيت في سبيل الحرية فناء نصف سكانها وهجرة الآلاف من أبنائها، فإن الشرق والعالم ليتجه اليوم إلى أبناء أولئك الأمجاد ليحققوا للوطن الليبي ما يرجى له من الحرية والوحدة والاستقلال).
يأتي بعد ذلك التمهيد الذي أختار له المؤلف عنوان (ليبيا والقضية الليبية) متناولاً فيه ثلاثة جوانب هي: أهمية قضية ليبيا، والبلاد الليبية، ومراحل قضية ليبيا الحديثة. أما أبواب الكتاب الثلاثة فقد جاءت على النحو التالي: الباب الأول بعنوان (الحكم التركي والغزو الايطالي) واشتمل على ثلاثة فصول هي: “الحكم التركي” و”السنوسية” و”الغزو الإيطالي”. ثم الباب الثاني بعنوان (كفاح ليبيا بين الحربين) واشتمل على أربعة فصول هي: “بدء المقاومة” و”المفاوضات” و”استمرار المقاومة-عمر المختار” و”الاستعمار الايطالي”. أما الباب الثالث فقد كان عنوانه (ليبيا في مفترق الطرق) واشتمل على خمسة فصول هي: “الليبيون والحرب العالمية الثانية” و”الاحتلال البريطاني والفرنسي” و”قضية ليبيا في الميدان الدولي” و”تجدد الكفاح الوطني في طرابلس” و”قرار الأمم المتحدة في عام”. وأخيراً خاتمة الكتاب التي اختار لها الكاتب عنوان “الموقف الآن“.

وقد عزز المؤلف كتابه بالعديد من الخرائط الجغرافية للغزو الايطالي لطرابلس وبرقة، والصور التاريخية التوثيقية والتي من أبرزها صورة خاتم الحكومة السنوسية عام 1334 هجرية، وصورة ضوئية لخطاب السيد أحمد الشريف، وصور شخصية لكل من السيد أحمد الشريف السنوسي وشيخ الشهداء عمر المختار والمبعوث الأممي أدريان بلت. كما اشتمل الكتاب على نص وثيقة الحزب الوطني وهو أول الأحزاب الليبية التي أنشئت بطرابلس سنة 1945 ونشر ميثاقه الصادر في الأول من شعبان سنة 1364 هجرية متضمناً أغراضه وأهدافه السياسية التي حددها في اثنتي عشرة نقطة. وأيضاً نص قرار الدورة الثالثة للمؤتمر الوطني الطرابلسي الذي عقد بمسجد مراد آغا في تاجوراء يوم 25 مارس 1950 بحضور ثمانية آلاف نسمة حسبما نقل الكاتب عن صحيفة طرابلس الغرب في عددها الصادر بتاريخ 26/3/1950. كما تناول الكتاب اتفاقات الحركة السنوسية مع قوات الطليان في كل من عكرمة والرجمة بشأن معاملة الزوايا السنوسية وعدم مصادرتها، والتي نقضها الايطاليون بعد مدة قصيرة من ذاك الاتفاق.

ويلاحظ أن مؤلف كتاب (قضية ليبيا) قد اعتمد بشكل كبير، في معلوماته التي أوردها، على ما نشرته الصحف والجرائد الإخبارية خاصة صحيفة طرابلس الغرب، وصحيفة الأهرام المصرية في بعض أعدادها الصادرة منذ سنة 1946 وحتى 1949، وكذلك جريدة المصري القاهرية، وبعض تقارير الأمم المتحدة ومحضر جلسة الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في 19 أبريل 1949 وتقارير مندوبي الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا ومصر والهند والاتحاد السوفيتي ووزير خارجية ايطاليا الكونت “سفورزا”، والمنشور الايطالي الثالث لقائد جيش الاحتلال في طرابلس الغرب وبنغازي المشير “كارلو كانيفا” الصادر في 15 يناير 1912. إضافة إلى بعض الكتب الايطالية مثل “الرمال الليبية” و”السنوسية في برقة” والإصدارات العربية مثل “جهاد الأبطال في طرابلس الغرب” للمرحوم الشيخ “الطاهر الزاوي”، و”السنوسية دين ودولة” لمؤلفه “محمد فؤاد شكري“.
وقد خصص المؤلف الأستاذ محمود الشنيطي خاتمة كتابه (قضية ليبيا) لنص الخطاب الذي ألقاه السيد “ادريان بلت” أمام الجمعية العامة في جلسة 15 نوفمبر 1950 وما ترتب عنه من إجراءات ومسؤوليات بشأن القضية الليبية في ذاك الوقت.

لا شك أن الاهتمام المبكر بالشأن الليبي لهو دليل على الأهمية، التي كانت ولازالت، تحتلها بلادنا الحبيبة ليبيا سواء في محيطها العربي أو الإقليمي أو الدولي، وتوثيق هذه الأحداث الجارية على أرضها أو بشأنها في مثل هذا الإصدار “قضية ليبيا” هو عمل يوفر الكثير من المعلومات والوثائق ويضعها أمام البحاث والدارسين لفحصها وتحليلها، وتصويب ما ورد فيها من أخطاء، أو إضافة ما يجعلها أكثر ثقة وأهمية وقيمة تاريخية.

الشنيطي لم يكن متخصصاً في التاريخ ولا مجال العلوم السياسية، بل هو أول أستاذ عربي تحصل على درجة الدكتوراة في علم المكتبات في الوطن العربي من جامعة شيكاغو الأمريكية سنة1960.

وقد صدر كتاب (قضية ليبيا) عن دار النهضة المصرية عام 1951 في ثلاثمائة وسبعة وخمسين صفحة من الحجم الكبير، وأهداه الكاتب (إلى العاملين في سبيل وحدة ليبيا واستقلالها) وأوضح غايته والهدف من تأليفه فقال (هذا كتاب حاولت فيه دراسة هذه القضية منذ مطلع القرن العشرين، وسايرت تقلب مصائرها بين إهمال الأتراك، وطغيان الطليان واحتلال بريطانيا وفرنسا، حتى تفتحت الآمال فقررت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة منح ليبيا الاستقلال في أول يناير 1951).

وقد قسّم المؤلفُ كتابه إلى ثلاثة أبواب بعد التصدير الذي يقول فيه (اتجهت الأنظار منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى ليبيا والقضية الليبية، وشغلت هذه القضية الأذهان فكانت موضع مساومات بين الدول الكبرى، ومثار لهفة وترقب في البلاد العربية ومحل خلاف بين أهل ليبيا أنفسهم) ويضيف قائلاً (وإذا كانت ليبيا قد راعت الشرق والعالم ببسالة أبنائها في مقاومة الغزو الايطالي وانتزعت الإعجاب بحركة شهيدها الشيخ عمر المختار ولقيت في سبيل الحرية فناء نصف سكانها وهجرة الآلاف من أبنائها، فإن الشرق والعالم ليتجه اليوم إلى أبناء أولئك الأمجاد ليحققوا للوطن الليبي ما يرجى له من الحرية والوحدة والاستقلال).
يأتي بعد ذلك التمهيد الذي أختار له المؤلف عنوان (ليبيا والقضية الليبية) متناولاً فيه ثلاثة جوانب هي: أهمية قضية ليبيا، والبلاد الليبية، ومراحل قضية ليبيا الحديثة. أما أبواب الكتاب الثلاثة فقد جاءت على النحو التالي: الباب الأول بعنوان (الحكم التركي والغزو الايطالي) واشتمل على ثلاثة فصول هي: “الحكم التركي” و”السنوسية” و”الغزو الإيطالي”. ثم الباب الثاني بعنوان (كفاح ليبيا بين الحربين) واشتمل على أربعة فصول هي: “بدء المقاومة” و”المفاوضات” و”استمرار المقاومة-عمر المختار” و”الاستعمار الايطالي”. أما الباب الثالث فقد كان عنوانه (ليبيا في مفترق الطرق) واشتمل على خمسة فصول هي: “الليبيون والحرب العالمية الثانية” و”الاحتلال البريطاني والفرنسي” و”قضية ليبيا في الميدان الدولي” و”تجدد الكفاح الوطني في طرابلس” و”قرار الأمم المتحدة في عام”. وأخيراً خاتمة الكتاب التي اختار لها الكاتب عنوان “الموقف الآن“.

وقد عزز المؤلف كتابه بالعديد من الخرائط الجغرافية للغزو الايطالي لطرابلس وبرقة، والصور التاريخية التوثيقية والتي من أبرزها صورة خاتم الحكومة السنوسية عام 1334 هجرية، وصورة ضوئية لخطاب السيد أحمد الشريف، وصور شخصية لكل من السيد أحمد الشريف السنوسي وشيخ الشهداء عمر المختار والمبعوث الأممي أدريان بلت. كما اشتمل الكتاب على نص وثيقة الحزب الوطني وهو أول الأحزاب الليبية التي أنشئت بطرابلس سنة 1945 ونشر ميثاقه الصادر في الأول من شعبان سنة 1364 هجرية متضمناً أغراضه وأهدافه السياسية التي حددها في اثنتي عشرة نقطة. وأيضاً نص قرار الدورة الثالثة للمؤتمر الوطني الطرابلسي الذي عقد بمسجد مراد آغا في تاجوراء يوم 25 مارس 1950 بحضور ثمانية آلاف نسمة حسبما نقل الكاتب عن صحيفة طرابلس الغرب في عددها الصادر بتاريخ 26/3/1950. كما تناول الكتاب اتفاقات الحركة السنوسية مع قوات الطليان في كل من عكرمة والرجمة بشأن معاملة الزوايا السنوسية وعدم مصادرتها، والتي نقضها الايطاليون بعد مدة قصيرة من ذاك الاتفاق.

ويلاحظ أن مؤلف كتاب (قضية ليبيا) قد اعتمد بشكل كبير، في معلوماته التي أوردها، على ما نشرته الصحف والجرائد الإخبارية خاصة صحيفة طرابلس الغرب، وصحيفة الأهرام المصرية في بعض أعدادها الصادرة منذ سنة 1946 وحتى 1949، وكذلك جريدة المصري القاهرية، وبعض تقارير الأمم المتحدة ومحضر جلسة الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في 19 أبريل 1949 وتقارير مندوبي الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا ومصر والهند والاتحاد السوفيتي ووزير خارجية ايطاليا الكونت “سفورزا”، والمنشور الايطالي الثالث لقائد جيش الاحتلال في طرابلس الغرب وبنغازي المشير “كارلو كانيفا” الصادر في 15 يناير 1912. إضافة إلى بعض الكتب الايطالية مثل “الرمال الليبية” و”السنوسية في برقة” والإصدارات العربية مثل “جهاد الأبطال في طرابلس الغرب” للمرحوم الشيخ “الطاهر الزاوي”، و”السنوسية دين ودولة” لمؤلفه “محمد فؤاد شكري“.
وقد خصص المؤلف الأستاذ محمود الشنيطي خاتمة كتابه (قضية ليبيا) لنص الخطاب الذي ألقاه السيد “ادريان بلت” أمام الجمعية العامة في جلسة 15 نوفمبر 1950 وما ترتب عنه من إجراءات ومسؤوليات بشأن القضية الليبية في ذاك الوقت.

لا شك أن الاهتمام المبكر بالشأن الليبي لهو دليل على الأهمية، التي كانت ولازالت، تحتلها بلادنا الحبيبة ليبيا سواء في محيطها العربي أو الإقليمي أو الدولي، وتوثيق هذه الأحداث الجارية على أرضها أو بشأنها في مثل هذا الإصدار “قضية ليبيا” هو عمل يوفر الكثير من المعلومات والوثائق ويضعها أمام البحاث والدارسين لفحصها وتحليلها، وتصويب ما ورد فيها من أخطاء، أو إضافة ما يجعلها أكثر ثقة وأهمية وقيمة تاريخية.

مقالات ذات علاقة

كلب منصور الذهبي

ميسون صالح

التليسي .. سؤال التاريخ والوعي بالكيان

عبدالسلام الفقهي

إضاءات حول .. ديوان تباريح

زهرة سليمان أوشن

اترك تعليق