ترجمات

قصة إعصار 1944

 

من ديوان: حديقة استوائية. للشاعرة الجمايكية: أوليف سنيور.
ترجمة: مأمون الزائدي.

الشاعرة الجامايكية اوليف سنيور
الشاعرة الجامايكية اوليف سنيور

 

كل صباح نهاية الأسبوع

يُرخي أبي المتأنق جداً

مماسك الدراجة

يضع قبعته القشيّة

أقلامه معلقة في جيب قميصه

شعره الملمع مصفف لأسفل

وصوته اللين مزيت جيدا

يستقل الطريق للعمل في

محل سولمون للأمتعة

واللوازم صغيرة الحجم

كان مساعداً

(من صنف ذوي الياقة البيضاء)

كل أحد

يلبس بنفس الطريقة

مباهياً بمجده

و يدولب دراجته صاعداً التلة لأميال

الى حيث دُفن حبله السري

وحين يغادر

منحدرا لأسفل التلة

كان اخوته الحفاة

في الوطن

يركضون وراءه

بمسافة طويلة

ساقطين من التعب

بينما كبريائهم

وأملهم

يواصل الركوب

على ذلك الظهر الهش

 

ثم ..( إشتكت أمه )

قبل أن يكمل تأسُّسَهُ

ويساعد أسرته لتحصل

على جائزتها المرتقبة

كما هولائق وصحيح

وكما ينبغي

انطلق مع تلك الفتاة

التي لا نعرفها

جاهلة وبسيطة

لم يعلم أحد

ما كان يرى فيها

فرجلٌ من عياره يستطيع أن ينال

أي فتاة يرغبها

(الأصغر سنا)

سجّل كلماتي

سوف تجعله ينحدر

مرة أخرى

 

ولكن بمعيتها

حصلوا على البيت

فهو رجل صالح بوظيفة جيدة

(صنف أول)

من السهل رؤية ذلك

وهي (بكلمات قليلة)

من النوع الذي لا

يتعود بالمال

 

التفتت الى الأرض

نعم انظر ما عنيت قالت الأم

رتّب سريرك الذي تضّجع عليه

لكل منا قُرعته من الأرض

التي عليه أن يعزقها

 

أمي التي بالكاد تكلمت

دندنت التراتيل في الحديقة

للبصل الأخضر و الطماطم

واليقطين والبطيخ

فتنامت بقوة

(كما نعرف جميعا)

من رعايتها الدؤوب

(لا شيء يعدل امرأة حبلى في حفز

اليقطين والبطيخ)

غنت تراتيل حزينة وهي تحصد

وغنت وهي تنقل محصولها للسوق

 

والدي لم يُرِد أبدا

أن يكون دلّالاً لزوجته

لم يُرِد مرة أن يعود

للحياة التي فر منها

لم يُرِد أبداً

(على الملأ)

أن يمتن لجذوره

التي في التراب

كان عليه أن يدفع للبيت

(و لا شيء مؤمّن)

على الأطفال ان يُطعَموا

وأن يُرسَلوا الى المدرسة

 

في سنة 44 الإعصار

جعل كل شيء يتبعثر

السقف

الحقل

الوظيفة

 

(فقد السيد سولمون

متجره وتقاعد

على نحو ضاحك

حسب تأمينه)

 

صفّقت والدتي بيديها

أمرتنا نحن أطفالها

أن نمشِّط الحقل القريب

بحثاً عن قطع الخشب المسحوقة

والصفيح الملتوي

وأمرتنا أن نتسلق

لنمسمر السقف في مكانه

وأمرتنا أن نشكر الرب

كل ليلة

على ما يوشك منحنا

– شاي عشبة سيريس

الأسود المر

والبسكويت الخالي

من أي دهن

أمرتنا

أن نجيء الى الحديقة

في الصباح الباكر

قبل المدرسة

لنلقط الحشرات

بعيدا عن الطماطم والبطيخ

وأمرتنا أن نكبر

مستقيمين

كالبصل الاخضر

 

توقف والدي عن وضع البرلنتين

على شعره

صار صوته مسطحاً

كدواليب الدراجة

التي باعها أخيراً

ليشتري لنا كتب المدرسة

لم يلاحظ أبداً

انا سرقنا أقلامه

(الحبر الواشي كان يتسرب من جيوبنا)

لم يلاحظ أن قبعته

القشية المسحوقة

قد اختفت

(وعادت لتظهر بمرح

على وشاحها

وهي واقفة تتسوق

ذات يوم)

لم يجد وظيفة أبداً

تليق برجل له قدراته

(وافقت أمه)

لم يستطع العودة الى السماد والروث

ويداه بقيتا نظيفتين كل ذاك الوقت

شيء ما كبح عودته.

في غضون ذلك

انحدر أسفل التلة

واستقر بنا

على روتين جديد

الأثنين الثلاثاء الأربعاء

تعمل والدتنا في الحقول

الخميس الجمعة

تذهب الى السوق

السبت تترك له مالاً على المنضدة

يأخذه ويذهب الى بقالة وبار باونتي

ليسكرويعود للبيت

ليضربها

الأحد تذهب الى الكنسية

وتغني.

 

مقالات ذات علاقة

تأملات في المجتمع المدني

عطية الأوجلي

اسباب الفشل (2)

أحمد معيوف

شذرات من قصائد قديمة

زكري العزابي

اترك تعليق