ترجمات

قصائد من البنجاب


امريتا بريتام

 

(1)

مَحوتُ اليوم رقم بيتِي

وأزالَت لطخةَ الهوية من على جبهة شارعِي

واقتلعت إشارات الطرقات.

ولكن ..

إن أردت حقاً أَنْ تُقابلَني

فدق الأبوابِ في كُلّ بلاد

كُلّ مدينة، كُلّ شارع

وحين تلمح قبس من روح حرة

فاعلم أن ذاك هو بيتَي.

(2)

هكذا قدرنا

رقع ممزّقة على مرأى البصر

آه …كم نحتاج إلى إبرة ضوء.

(3)

كسيجارة

دَخّنتُ حزني

في صمتِ،

وحين نقرتها ..

سقطت

بضعة قصائد.

(4)

سأراك ثانية

أين؟

كَيفَ؟

لا أَعْلم

ربما كطيف في خيالك

ربما

كرسم غامض على شراعك

ربما ..

ولكن

في صمت وهدوء

ستجدني أحدق فيك.

(5)

أَنا أيضاً مِنْ البشر

أَنا إشارةُ الجرح،

رمز الحادث،

الذي، في تقلب الأزمنة

أصاب جبهةُ أمُّي.

أَنا اللعنةُ

الذي تحل الآن على الرجلِ .

ولدت

عند تساقط الأنجم

حيت خمدت الشمس

وأسود القمر.

(6)

من ذا الذي يدرك

صعوبة أن أرعى الهمجية في بطني

أن ينحل جسمي وتحترق عظامي؟

أنا

فاكهةُ الموسم

الذي أزهر فيه توت الاستقلال .

(7)

منفاي انتهى، يا أمّاه،

لن أعيش بعد اليوم في الغابة

اقتربي،

وتحسسي تحت اللحية الكثة

خدودَ طفلك التي تعرفين

افتحي صدرك، يا أماه، ودعي

جداول الحليب السبع

تتدفّقْ نحو لسانِي الجافِّ

وتأملي

الأقدام الصغيرة التي جلجلت ذات يوم بأجراسك الذهبية

والذراع الذي زينته رضيعا بتميمة

والصدر الذي غرست به شتلة قلب

كامتداد أخضر ناعم لشمسك.

في الدهاليز الخفية لهذه الغابة المُظلمة، المنيعة،

ذاك القلب

صار شجرة جائعة ..

بأوراقِ مسنّنة ومخالب حادّة وزهور عنيفة

تمْضغُ القلوبِ الأخرى

كآكل لحم مخضرم

أماه ..

لم يعد لي في الغابة مكان

الآن

صارت الغابة قلبي.

مقالات ذات علاقة

أنت دوماً معي

المشرف العام

شذرات من قصائد قديمة

زكري العزابي

تــيــار

مأمون الزائدي

اترك تعليق