من أعمال التشكيلية فتحية الجروشي
شعر

قصائد قصيرة

.

(1)

توليذو

تستحم عارية حتى من ورقة التاريخ

فوق الجبل

وراء بوابة الشمس

والغريكو يخبئ ألوانه في الكنيسة القديمة

وسحابة غبية

تريد تغطية الشمس

وبويرتا ديل سول

وألوان دومينيكوس ثيوتوكوبولوس*

دفعة واحدة

(2)

هنا بارالصلاة

لا .. بل هنا

بار ومعبد للكآبة

كل يغني

أو يصلي.. على ليلاه في صمت

ويعطي وجهه نحو الزجاج

الماطر المعميّ

ولا غرابة

إذ لا صديق لنا هنا

غير الزجاج

والخمرالرديئة

والسحابة

كل يداري وحدة لا يحتملها وحده

مثل كأس

أسرت فيها ذبابة

(3)

العمق أعمى

ولا أثيرفي مفارق الطرق

جثة الصمت هنا

ينهشها الضجيج والغباء

وهذه الغربان تملأ نوافذ المساء

(4)

كانت تصلي قبل ساعة السفر

فقاعة في الريح

لا هنا ولا هناك

تسبح عبر عتمة المساء

دونما دليـــل

كان المساء غائما

والريح

آه ..

الـــريح

مثل إبر ثلجية صغيرة .. عمياء

(5)

افتح شرنقة الحزن على متسع

من فضاء المساء

وكان الأنا

يداعب من نفسه، زاوية الإدعاء

زاوية الرؤية الواحدة

والتسطح

والجبن

وإيثار نفس الإناء

(6)

ربما

ليس

ما

لن

ثم

لم.. !!

ربما.. حُمّل الناس فوق ما يحتملون

من البؤس والهمّ

ولكنما

عندما

قيل لهم

تعالوا هنا واهتفوا

أتوا مثل أي قطيع غنم

ربما

لا

ربما لم.. !!

وغرُب صباح

وأشرق ذات ليل مساء

إختفى النور

تعفن حتى الهواء

تآكلت الصحف

ثم جف القلم

تيبّست.. ربما

تفحمت ليت ثم عسى

ولكنّ

ربما ليس

ربما..

لم.. !!

(7)

في حواري العالم

يتسلل الظل عبر الأزقة

عند قيلولة الناس

كاسرًا أذنه

للأغاني الخفيضة

وأسرار بعض البيوت

فحتى إذا اقتحم الحزن

تلك الأزقة

وتلك الحواري

وكل الظلال

عند موت صديق

يتملكك الحزن

فتلعن نفسك والظل

يتسلل الظل

ولكنه لا يكف عن كونه مجرد ظل

ولكنما الموت

موت

أغلق الباب على الكلمات

لكي لا يتسرب السر

أقاوم صدأ الخلايا

بالمزيد من الصدأ المرّ

يفاجئني وهج المرايا

فلا يتسنى لي إدراك

ضوء القمر

على الدرج المتبرج

المبيّض بالجير والصمت والجبس

والنصوص التي حفظها القسّ

عن ظهر قلب

يرددها كلما انتفض الموت

في نومه

أو غادر الميتون

فلا يعرف القس حجم الرزيئة

ولا يعرف الميتون كيف اتحدنا

وكيف افترقنا

ولا يعرف الناعقون

كيف تجاوز الزمن المستبد

حدّ الدموع

لا يعرف هذا الهراء

المكيف بالوجع

وكيف التقت

أناملنا ذات لحظة

كلماتنا

وقصائدنا

ثم اختفت كلها

لا أحد يعرف كيف

ولا القسّ

هذا المحنط في نصه البابلي القديم

المغلف بالبؤس والجهل والأمنيات

وكيف تقاطعه

فهيهات

أن تفهم عنك هذي التماثيل

هيهات..!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* دومينيكوس ثيوتوكوبولوس، الأسم الحقيقي للرسام اليوناني الغريكو (1541- 1614).

مقالات ذات علاقة

لستُ نصي…لستُ حتى أنا

سميرة البوزيدي

سفر الياسمين

مفتاح البركي

في جيوبه تتأوه الأحلام الخائبة

مفتاح البركي

اترك تعليق