طيوب النص

فِي شِبْرِ غِيَابٍ صَفِيقٍ

من أعمال التشكيلي حسن أبوعزة
من أعمال التشكيلي حسن أبوعزة

 
اِنْتِظَارًا أَسْبُرُ لَيْلَ المَسَافَةِ ، فِي قَلْبِي تَجِفُّ الأُغْنِيَاتُ ..!
فِي جَفْنِ جَفَاءٍ أَغْفُو .. فَتَرْعُفُ بِي جِرَاحُ الغِيَابِ ..
فِي شِبْرِ غِيَابٍ صَفِيقٍ ؛ يَتَفَاقَمُ غَيْمُ البِعَادِ الرَّصِيصُ ..
فِي انْتِظَارِكِ؛ أَرْسُمُ وَجْهَ الغِيَابِ الكَئِيبِ ، وَأَمْحُوهُ بِمِمْحَاةِ التَّذَكُّرِ ..
بِنَبَضَاتِي أَحْسُبُ سَاعَاتِ غِيَابِكِ .. فَتَغْدُو أَيَّامِي قُلُوبًا ..
غُبَّ الغِيَابِ أَزْرعُ لَيَاليِّ انْتِظَارًا ، فَتُسْفِرُ عَنْ رَجَاءٍ خَدِيجٍ ..
لَكِ تُلَوِّحُ بِالوَدَاعِ يَدِي.. وَقَلْبِي بَنْدُولُ أَشْوَاقٍ مَجْنُونٌ ..
فِي صُرَّةِ الغِيَابِ نَدُسُّ قُلُوبَنَا ، وَنُفَتِّشُ عَنَّا فِي خَبَايَا المَسَافَاتِ الكِذَابِ.
متى تعودُ ؟ سَيْفٌ يُرْشَقُ في خَاصِرَةِ الغِيَابِ قَبْلَ بَدْءِ السَّفَرِ..!!
أَيَّتُهَا القَصِيدَةُ الَّتِي لا غِيَابَ لَهَا، لَقَدْ أَدْمَنَكِ الحُضُورُ ..
يَتَجَهَّمُنِي الْغِيَابُ ؛ فَأُشْهِرُ في وَجْهِهِ وَجْهَكِ ..
يُفَلْسِفُ قَلْبِي نِسْيَانَكِ : إِنَّهُ مُجَرَّدُ مِرَانٍ عَلَى المَوْتِ..!!
مَحْضُ صِرَاعٍ مَحْسومٍ بينَ حُضُورِكِ والْغِيَابِ..
النِّسْيَانُ لا يَذْكُرُكِ .. الذِّكْرَيَاتُ لا تَنْسَاكِ..
لِيَرْعَوِيَ ، أُهَدِّدُ قَلْبِي بنِسْيَانِكِ ، فَيُعَانِقُكُ طيفًا .. وحلمًا .. ذكرياتٍ وقصائِدَ ..
وأنتِ معي أَنْسَاكِ .. وأنا مَعَكِ أَتَذَكُّرُكِ ..
يلهجُ القَلْبُ بِكِ فيترجِمُ الْغِيَابُ حُضًورًا.
إِزَاءَ حُضُورِكِ الجَهورِ يَخْسَرُ الْغِيَابُ أَبْجَدِيَّتَهُ .. يَفُقُدُ النِّسْيَانُ كفاءَاتِهِ ..
النِّسْيَانُ مُبَاغَتٌ بِوَجْهِكِ .. الْغِيَابُ مُجَابَهٌ بحُضُورِكِ ..
الحُضُورُ مَدائِنُ نورٍ مُقيمٍ .. الْغِيَابُ مهاوي عَتْمَةٍ عميقةٍ ..
أَتَمَّدَّدُ في جَحِيمِ المَسَاَفِة فَتَتَقَلَّصُ أَخَادِيدِ الْغِيَابِ ..!
أَيُّتُهَا المُتَوَغِّلَةُ في الْغِيَابِ ، أَوْصِدِي خَلفَكِ أَبْوَابَ النِّسْيَانِ.
أَيَّتُهَا المُتَمَاهِيَةُ فِي الحُضُورِ ، لا غِيَابَ مُؤَهَّلٌ لنِسْيَانِكِ..!
يَالَغَبَائِي أَتَذَكُّرُكِ وَأَنَا أَنْسَاكِ .. !!
فِي الْغِيَابِ نَفْتَعِلُ التَّفَاصِيلُ .. فِي الحُضُورِ تَرْتَجِلُنَا التَّفَاصِيلُ.
النِّسْيَانُ لا يمحو الوُجُوَهَ ، إِنَّهُ يُعِيدُ نَقْشَهَا في القَلْوبِ وَالذَّوَاكِرِ فَحَسِبُ .!!
إِنَّنَا لا نَكْبَرُ بِمُرُورِ سَنَواتِ أَعْمَارِنَا كَمَا تهُرِمُنَا لَحَظَاتُ الانتظارِ القَاتِلَةُ.
فِي انْتِظَارِكِ يَتَمَدَّدُ قَلْبِي .. يَمْتَدُّ طَرِيقًا يوصلُنِي إليكِ .. ينفسحُ حِضْنًا ينفتحُ لكِ ..
يَتَحَّوَّلُ إِلَى يَدَيْنِ تَمْتَدَّانِ لاحتضانِكِ .. وَحِينَ لا يحدثُ شِيْءَ من هذا ينكمِشُ عَلَى
لَهَبِ الخَيْبَةِ جُثَّةً هَامِدَةً …
تَبْتَلِعُنَا المَسَافَاتُ الأَغْوَالُ ، قَتَامَاتُ الغِيَابِ ، وَلا نَنْسَى؛ لأَنَّ البَيْنَ يَنْسَى أَنْ يَقْطَعَ
حَبْلَنَا السِّرِّيَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَنَا ..!
رَجْفةُ القَلْبِ لَحْظَةَ التَّذَكُّرِ نُبُوَءَةٌ بِالرُّجُوعِ.
مِنْ نَبَضَاتِهِ يَبْنِي القَلْبُ جِسْرًا لِلرُّجُوعِ.
لَحَظَاتُ الانْتِظَارِ تُمَارِسُ رِبَا الأَوْقَاتِ عَلَى قُلُوبِنَا ..!
 

مقالات ذات علاقة

قال الكهان عندنا

عاشور حمد عثمان

فنتازيا

عبدالسلام سنان

لعبة

عبدالحكيم كشاد

اترك تعليق