حوارات

فتحي بن عيسى: أحاول إيجاد حلقة وصل بين الكتاب الليبي وقارئ العربية في كل أصقاع العالم.

أؤمن بأن الثقافة لا سقف لها ولا حدود، تماما كالكون في اتساعها، في تناقضاتها، في تقبّلها للجميع واحتضانها لهم.

في الوقت الذي نشهد فيه تراجع القراءة بشكل ملحوظ، وانحسار عدد المكتبات في ليبيا، وتعطل حركة النشر في ليبيا، ها هي مكتبة (الكون) تعيد الأمل للكتاب ومحبي الكتب، وتختار أن تنافس الكتاب في القاهرة، أحد عواصم الكتاب العربية.
في هذا اللقاء نتوقف للحديث مع الكاتب الصحفي “فتحي بن عيسى” حول مشروع وتجربة (مكتبة الكون).
 

الكاتب الصحفي فتحي بن عيسى

بداية سألنا: كيف لمعت هذا المشروع، خاصة في القاهرة، أحد عواصم الكتاب العربية؟
كما تفضلت فإن (القاهرة) أحد عواصم الكتاب العربي، على الرغم من الإنتاج الغزير للمبدعين الليبيين وما تبذله دور النشر المحلية في سبيل نشر الإبداع الليبي، وعلى الرغم مما يعترض عملها من صعوبات وعراقيل، إلا أن الكتاب الليبي لم يأخذ حظه من الانتشار ولا تزال تصدمنا تلك الأسئلة: “هل توجد حركة نشر في ليبيا؟ كم من الكتب تنشرون؟ هل لديكم؟ وهل عندكم؟ وهل، وهل..؟”.
أنا لا أحمّل مسؤولية هذا لأحد، من هنا جاءت الفكرة: “لماذا لا يوجد مكان يضم الإنتاج الإبداعي الليبي ويوفره ويجعله متاحاً أمام متعطشي المعرفة وعشّاق الحرف والكلمة.
كنتُ تقدمت بمشروع (بيت ليبيا الثقافي) للجهات المعنية بالأمر في ليبيا، إلا إن المشروع لم يلق أي اهتمام. وبحكم علاقتي بالكتاب نشراً وتوزيعاً إذ تشربت هذه المهنة عن شيخي وأستاذي ومن هو في مقام الوالد، فضيلة الشيخ (محمد بريون) رحمه الله، صاحب مكتبة النجاح الشهيرة بطرابلس، قررت أن آخذ هذه الخطوة على الرغم من تحذيرات الكثير من الأحباب بعدم الجدوى المادية لها، خصوصاً بعد تركي للعمل الإعلامي وتفرغي لإدارة المكتبة والتي أرجو أن أكون قد أديت بها جزءاً ولو يسيراً نحو ليبيا.

مكتبة الكون (الصورة: عن صفحة المكتبة)

كيف جاء اختيار اسم (مكتبة الكون)؟
أؤمن بأن الثقافة لا سقف لها ولا حدود، تماما كالكون في اتساعها، في تناقضاتها، في تقبّلها للجميع واحتضانها لهم.
ستجد على أرفف المكتبة مختلف الانتماءات والآراء جنبا إلى جنب. فالفكر لا يموت والفكرة لا تخبو بقمعها وإنما بفكرة أخرى.
مكتبة الكون فضاء معرفي لا يؤمن بالإقصاء ولا يعترف باحتكار أيّ كان للحقيقة والمعرفة، كما إنك لا تستطيع أن تسبغ الكون بلون، كذلك الثقافة لا يمكنك أن تحصرها في زاوية، فالثقافة هي تلاقح إنساني متواصل؛ وواهمٌ من يسعى لقولبتها ومسيء لها ولنفسه من يعتقد أنه يحتكرها.

ولماذا القاهرة وليس طرابلس؟
الفكرة من إنشاء المكتبة هو بالدرجة الأولى إيجاد حلقة وصل بين الكتاب الليبي وقارئ العربية في كل أصقاع العالم. هذا يتطلب اختيار عاصمة لديها الامكانيات اللوجستية والسمعة الطيبة في مجال النشر والتوزيع. للأسف الوضع الحالي في كل ليبيا وليس في طرابلس لا يسمح بتحقيق هذا الهدف.

مكتبة الكون (الصورة: عن صفحة المكتبة)

ما هي رسالة المكتبة؟  
رسالتي وهدفي أن أسهم في سد فجوة بين المؤلف الليبي والكتاب الليبي من جهة وبين قارئ العربية من جهة أخرى، وذلك حسب ما يتاح لي من امكانيات وجهد.

وماذا عن الصعوبات؟
شحن الكتب والإصدارات من داخل ليبيا، فالأمر لا يخلو من تعقيدات إدارية، وارتفاع تكلفة الشحن، ومخاطر أمنية.

من تستهدف المكتبة؟
المكتبة للجميع، وتسعى للتعريف بالكتاب والكاتب الليبي وتقديمه بما يليق بإبداعه وجهده واجتهاده.

الأستاذ فتحي بن عيسى مع أحد ضيوف المكتبة (الصورة: عن صفحة المكتبة)

ما هي مشاريعكم القادمة؟
نعمل حالياً على انشاء موقع الكتروني واطلاق تطبيق مبيعات باستخدام الهواتف الذكية، بالإضافة لوضع خارطة للعام 2020 تتضمن إقامة ندوات وحلقات نقاش حول الإصدارات الليبية، وحفلات توقيع، وإحياء مناسبات تتعلق بالكَتاب والكُتاب الليبيين.

هل تفكرون بافتتاح فرع للمكتبة في طرابلس؟
ليس الهدف أن نكون مجرد منفذ بيع، فالمكتبات في طرابلس كثيرة وتؤدي دورها على أكمل وجه على الرغم من كل الصعوبات التي يواجهونها. هدفنا أن نقدم اضافة ونسد فجوة ونسهم في دعم جهود الناشر الليبي والمؤلف الليبي ليصل الكتاب الليبي إلى كل مكان يمكن أن نصل إليه.

كلمة أخيرة.
الشكر والتقدير والثناء لدور النشر الليبية والمصرية التي وقفت معي وساندتني في تنفيذ هذا المشروع، ونحن بصدد الإعداد لحفل يتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب لتكريمهم والاحتفاء بهم وبالإصدارات الجديدة وبكل من ساند الفكرة.
كما لا يفوتني أن أشكركم على دعمكم ومساندتكم فهذا أمر ليس بالغريب عنكم، دمتم منارة للثقافة الليبية ونبراساً للإبداع.

مقالات ذات علاقة

الشاعر علي صدقي عبدالقادر: أنا مغرم دائما بالتجديد

المشرف العام

خالد مطاوع هويتي المزدوجة أشعر معها بالألفة وبالغربة معاً

المشرف العام

الشاعرة أميلة النيهوم :اللغة الفخمة تُقرأ بروح حاضرة وقلب مجذوب

مهند سليمان

2 تعليقات

ميلود جابر 30 ديسمبر, 2019 at 06:34

كل الشكر للأستاذ فتحي بن عيسى على على المجهود وهذا العمل الثقافي المهم والذي يقدم صورة عن الأدب الليبي.
والشكر لموقع بلد الطيوب السباق للتعريف بالمشاريع الثقافية.
ونتمنى أن نرى المزيد من هذه المشاريع وأن تعود المكتبات لسابق عهدها.
وحفظ الله ليبيا

رد
المشرف العام 30 ديسمبر, 2019 at 13:25

نشكر مرورك الكريم

رد

اترك تعليق