من أعمال التشكيلي رضوان أبوشويشة
قصة

فاجعة

 

– يا عين ما تبكى على اللي ماتوا …..وابكى على اللي في السجون يباتوا

الوقت 6:45 التاريخ .20/10/2011 المكان صحراء سرت

– يا عين ما تبكى ..

السماء ملبدة بغبار واتربة لم تتكرر فى اعتى قبلى مر على البلاد …..عيناه زائغتان تبحثان عن هدف ما ..

يتقدم خطوة ويتأخر خطوة …قلق يعتمر جسده …وروحه الصغيرة تناكف كل لاشياء التى حوله …

فى العشرين من عمره شعره الاشقر يتدلى مغطيا رقبته وشم على الساعد يمثلا قلبا ممزقا الى اشلاء

– على اللي ماتوا

يتقدم خطوة ويتأخر بالاخرى يده على الكلاشن كوف لايشك فى الارتعاشة القابعة فى قلبه ولكن مع كل خطوة كان يخطوها لاتزال الكلمات ترن فى اذنه

دير صيور على روحك ياصايع ياضايع

هاهى الفرصة قد اتت اخيرا بين يديه التحق بالجبهة منذ يومين فقط فرض نفسه على الجميع لكنه فى داخله يبحث عن الفرصة الذهبية كنز ما … اموالا مدفونة …مصاغ او حلى …لايهم . المهم ان تكون الفرصة قد واتت اخيرا

– وابكى على اللى

البيت بداء يقترب منه وخطواته الواهنة وقلبه ينبئه أن اجاصة الزاد فى طريقها اليه …اصوات الرصاص تلعلع من بعيد ..والقذائف تكاد تصيبه بالصمم وفى داخله لايزال ذلك الحوار يتكرر

• احمد الى اين انت ذاهب

• انا ذاهب الى الجبهة

• ولكن لماذا ..الحرب تكاد ان تنتهى .؟

• لا لايزال هناك امل …سأعود بالمهر والسيارة وربما ثمن البيت

• احمد لا تتركني ارجوك ..انا احتاجك

– في السجون يباتوا

احس بحركة خلفة …كان قميصه مفتوحا وقميصه الداخلى مملوء بمصوغات ذهبية وحفنة من الاوراق الماليه تجعل من حركته امر صعبا ..فى ذلك البيت وجد ضالته اخيرا واغترف كل شىء ليعبىء مابين جسده وقميصه الداخلى كل ماوجده .. الحركة من خلفه تقترب ..لكنه يتلهف الان الى مستقبلا زاهرا بهذه الغنيمة كان يفكر فى مايفعله بها عليه ان يتمارض وان يعود من حيث اتى انتهت مهمته …

الحركة بدأت تشتد خلفة ..ترى هل هو احد الثوار … لايهم لقد واريت كل اشيائى وحتى هذا الرجل الذى قتلته منذ قليل سأقول انه حاول قتلى وأنا امشط..

التفت الى الخلف كانت هنالك فتاة في يدها كلاشن كوف مصوبة نحوه وعيناها تطفران بالدموع

– ياعين ماتبكى على اللى ماتوا … وابكى على اللى فى السجون يباتوا

لم يحس بالالم كما يحس به الان …هو الان بجسد مترع بالطلقات والدماء تنساب من جسده الغض ..يحس ان روحه تتباعد عنه قليلا قيلا …كان الطبيب الشاب فى المستشفى الميدانى يبكى من اجله …احس بدعة تغمره وسكونا لامثيل له صعدت روحه فيما كان الطبيب يقص قميصه الداخلى لتسقط على الارض حليا وجواهر وكومة من النقود بعملات مختلفة……

مقالات ذات علاقة

الكتابة

المشرف العام

زينب

أحمد يوسف عقيلة

ارتـــواء

حسين بن قرين درمشاكي

تعليق واحد

كذذذذذذذذذذذذذذذب سادكم 22 يناير, 2013 at 11:59

سادكم كذب ع عباد الله

رد

اترك تعليق