قصة

عـــــبور

ألقت الدلو الجلدي في البئر.. وأنصتت ساكنة، طويلاً.. لكنها لم تسمع صوت ارتطام الدلو بالماء.. ولا بصخر القاع.. أنصتت بخشوع ظل الدلو يهوي بالبئر.

– جفت الآبار وصارت القيعان سحيقة.. قلبي يخبرني أن هنالك ماءً زلالاً، هنالك في الأعماق.

تمتمت وأنصتت لخطوات الدلو تتراكض على بساط الفراغ السحيق.. وفي الفراغ نبت الضوء.. غلب القحط واخضرت صخور اليأس فشقت سنابل القمح قسوة الحجر وصهلت في عنان السماء على إيقاع طبولٍ عرس بدوي.. حلقت عيناها السوداوان كحلاً.. وخضبت أصابعها الحناء.. علقت على صدرها قلادة فضية معطرة بعرق سواعد سمراء نصبت خيمة وأنارت فناراً.. تحلقت حولها شيوخ القبيلة وفرسانها.. أكرموا الضيف وأشبعوا اليتامى وأنجدوا المستغيث.. تبادلوا في وطيس الهيجاء صفوف الصلاة وصبروا على طوى الصيام بجرعات اللبن وحبات التمر الباسق يغرق في اخضرار جرديها قرص الشمس الملتهب رويداً، رويداً.. فيتشتت النور في القيعان السحيقة..

– وقلبي يخبرني أن هناك ماءً زلالا.. هنالك في الأعماق..

مقالات ذات علاقة

حفيد الشمس

إبتسام عبدالمولى

الممرضة…

أحمد يوسف عقيلة

نڤتالين….

هدى القرقني

2 تعليقات

عبدالرحمن الطاهر 9 أبريل, 2014 at 20:37

( وأنصتُّ ) .. بتاء واحدة مشددة ـ وليس ( أنصتت )!!!

رد
المشرف العام 10 أبريل, 2014 at 06:30

إنها تاء التأنيث الساكنة .. أخي الكريم

تحياتي

رد

اترك تعليق