من أعمال التشكيلية تقوى أبوبرنوسة.
المقالة

ظل دافيء

من أعمال التشكيلية تقوى أبوبرنوسة.
من أعمال التشكيلية تقوى أبوبرنوسة.

ليس ضروريا أن تكون الأضواء مسلطة على الإنسان المسالم ليكون في دائرة الشهرة، حتى وإن سبّب ذلك عدم تأثيره في حياة قطاع كبير من الناس، لكن من الضروري عدم المساس بآدميته، وتجريده من وجوده وفاعليته.
وليس صوابا دوما السير خلف مقولة الشاعر القديم:
إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنما يراد الفتى كيما يضر و ينفع. لأن الحكم على الناس ليس من جملة فنون القول؛ إنما هو نتاج لصلات البشر ببعضهم، ولو كانت على نار هادئة.
والوجود في الركن لا يعبر عن الهامشية والضعف والنقص والهشاشة بالتبعية، بل هو حالة حياة، لا يمكن أن ينظر إليها بصرامة وقسوة، كونها لا تقع تماما في كبد المشاهدة، بل تخجل وتتنحى جانبا، رفضا للزحام والتقاتل والمشاركة في مذبحة تحوير الوعي أو تخديره.

إن القوالب الجاهزة ليست منهجا صوابيا دوما، ولا موضوعيا كذلك، فليس هناك صورة ثابتة للثائر والمناضل والمبدع والمؤثر والقيادي والعالم، بل هناك مساحة واسعة من التفاصيل المتراكمة والمتجاورة تسهم في ربط الاصطلاح بصورته الذهنية، وهي تفاصيل تتغير وتتناقض أحيانا بتوالي الأيام والأعوام.
يكفي المسالم شرفا أنه لا يؤذي الناس، في زمن أصبح فيه قهر الآخرين وحسدهم وعرقلتهم والتنكيل بهم بشتى الطرق دلالة على رجولة الرجل وسيطرة المرأة، وما هو بمفخرة.

أن يسلم الناس من لسانك ويدك، وأن لا تحمل لأحد الضغينة والكراهية، هو سمة تفوق، أما التناحر من أجل الوصول إلى الأهداف العرضية فوق أنّات الغير فدليل على بلاغة الفاشل وليس فعل النجوم.

مقالات ذات علاقة

أوجاع نفسانية على ما يجري في طربلس وبنغازي  

محمد علي المبروك

نسيجُ العنكبوتِ

مفتاح العماري

سعيد المحروق ونقد العقل الكروي

سالم العوكلي

اترك تعليق