المقالة

صـراع المعـتـقـد

-.أحن إلي الله .. وأود أن أغادر هذا الطمع الترابي وهذه الفوضى ..
وأمارس السكون بطبيعتي دون أثم .. داخل لحد .!!
-. الآن.. على بعد ملايين السنين من لحظة البدء .. وبعد أجيال كثيرة مازلنا نقتات معارفنا بأسلوب بهائمي فيه من السلبية والخطأ مقدار اكبر مما فيه من الإيجاب والصواب ..!
-. الإغريق يعتقدون أن الأرض خلقت قبل 4004 عام من زمنهم .. ويعتقدون إنها منبسطة وممتدة , أما الرومان فإنهم يعتقدون أنها كرة موضوعة على قرن ثور ” بعضنا مازال يردد هذا بعفوية ” .. وفي القرون القليلة الماضية كانوا يعتقدون إن الأرض ساكنة لا تتحرك .. ” واعتقد الشيخ عبد العزيز بن بار مفتي الحرم المكي هذا وجادل فيه ..!” ..!
الآن نوقن .. أن الكرة الأرضية تدور ونعرف سرعة دورانها وكتلتها وحجمها ووزنها أيضاً .. أننا مدهشون ..!!
-. هذا التسلسل في الاعتقاد وتغيره لم يحدث بسهولة ويسر , بل احتاج إلي قرون ٍ طويلة وضحايا ” كوبرنيكوس ” وثورات فكرية ” سقراط” ساعدت على تغيير المعتقد , وكان الطرفين المتصارعين يعتقدان الصحة والصواب في اعتقاداتهم , وفي النهاية ينتصر معتقد على آخر ويؤدي إلى اندثاره ” وليس بالضرورة أن يكون هو الصواب- نيوتن .!” .. شيء مسلم به.!
أن الأساطير هي أساس العلوم جميعاً .. ربما اندثر زمن الأساطير أو تغير شكلها وكذلك اسمها , ولكن صداها ما يزال يتردد فينا بطريقة ما ..!!
– وتزداد معركة الأفكار شراسة في أقاليم واتجاهات فكرية وفكروية معينة وتقل في سواها , ولكنها أبداً لا تنتهي ولن تنتهي , وكل معتقد فكري أو فكروي لابد أن يترك اثر خفي في النتاج الحضاري للأمم والشعوب , وغالباً ما يصعب الإحساس به ومعرفته , وبالتقادم تأخذ بعض الأفكار نوعاً من القدسية , ويمنع كلياً تداولها أو إعادة مناقشتها ضمن ظروفٍ اجتماعية وعلمية وفكرية جديدة ..!
.. وبمرور الزمن تسود أفكاراً معينة وتسيطر معتقدات فكرية كثيراً ما يدعمها السلطان ” سواء الإلهي أو البشري – قوة ومال .. !”.
من هنا تتكون ثقافة الأفراد والجماعات والأمم وتتكون أيضاً الطقوس الحياتية المتنوعة , ودون شك لكل الثقافات مناطق ظلال معتمة ومحرمة وممنوعة من النقاش والتداول .. ونحن كأفراد لا يمكننا معرفة مناطق ظلالنا الفكرية المعتمة .. إلا من خلال الآخرين وردود أفعالهم , وعندما تكون مناطق الظلال المعتمة جمعية ” خاصة بجماعة معينة أو امة ” فان صعوبة رؤيتها والإحساس بها تزداد .. لان أفراد الجماعة أو الأمة يدعمون بعضهم بعضاً للمحافظة على هذه المناطق المعتمة وإلقاء الغشاوة الفكرية تجاهها .. !
شيئاً فشيئاً تتحول هذه المناطق المعتمة إلي دوافع وأنوية خلافات وتعصب وأسباب وجيهة للانقسامات والفوضى والصراعات , فالعقيدة تقتل تماماً كما الحرب ..!

25.03.2010

مقالات ذات علاقة

اليوم العالمي للغة العربية

المشرف العام

القلمُ يتوسدُ تابوتَه

يونس شعبان الفنادي

الفيلسوف سونسيوس مطران طلميثة عام 400 م يشكو حال ليبيا!

أحمد الفيتوري

اترك تعليق