طيوب البراح

سفر المخاض

     محمد مصطفى بن زيادة

 

الثورة :

بعزائم الشبان تنشر في المدائن فوحها وتقارع الانصاب والاوثان

تنزع عن بشاعتها غلاف الصمت

تكسر حاجز الخوف المعتق في المخابر والسجون

وشعاع شامخة الجباه تغدّ في شمم ليطمس وهجها

أبواق ناعقة المنابر .. جوقة الحذاق .. بياعي الضمائر والمحابر والعيون

وصدى الزنود السامقات الى الاعالي ترفع الوسطى مع السبابة اليمنى

وتمسح عن تقاسيم الليالي البائسات غضون كالحة الحوادث والمحون

وصليل عارية الصدور يحاصر الاسوار والثكنات ..

لا الموت يرهبه ولا وهم تجاوزه الزمان وظل يربض فوق كاهلنا سنين

وصدى المدافع والبنادق يمتطي صهوات جامحة المدائن والحصون

وضجيج قعقعة السلاح يهب في عجل ويركض في جنون

في كل ناحية وطرف الافق يغرق في احمرار جراح أعوام من التيه الحزين

وصفوف أرتال من الفلذات تمضي شاهرات في المدى

حلما ترعرع في دخائلها سنين

وعلى الاكف تزاحمت أرواحهم متسابقات

لا يعطلها حساب الربح أو وجع الظنون

لتظل في دأب بكل يد مضرجة تدق بلا هوادة

أبواب حمراء لها وهج اذا اشتد اتقاده

سقطت عروش طالما اتخذت من الطغيان منهاجا وعادة

ليعود للاحلام رونقها وللافق التماعته وللقلب اعتداده

بعد العاصفة :

وتنهدت أمي وتاريخ من الاحزان يركض فوق كاهلها

ويلفح وجهها بغمامة الحزن الرصين

وتساءلت وتراكم الاشواق نصل عابث بفؤادها

يروي بنزف جراحه شجر الحنين

ماخطبكم ولدي وهل للبيت عاد الغائبون

هل غادرت قضبان أوهام الطغاة ديارنا حقا

وهل سقطت عروش البغي والأنصاب والأوثان والخوف المعتق في المخابر والسجون

أبنّي لاتعجل بحكمك قبل أن يهدأ غبار العاديات ويستكين

فللنفوس مآرب مخفية تخنق بواكير المنى وتظل تطفئ كل جذوة

ولربما هي خطوة أولى فقط ومسيرة الاميال مبدؤها بخطوة

وازالة الاشواك في عجل ستدمي من أراد النزع عنوة

وتقدم الاجيال مبدؤه بفكرة ثم نخوة

تشعل دروب السالكين

فارفق بنفسك واتئد في الحكم حتى تستبين

واصنع لتوقك أجنحة تعلو بها فوق الوقائع والشؤون

واختر مكانك في الصفوف هناك حيث يغمرك اليقين

بالفوز في الاولى وفي الأخرى وفي حين التغابن عند رب العالمين

الضياع :

أواه يا وطني المشتت بين مآرب ستكون آخرها اذا احتدم الصراع

كلٌ على ليلاه ينشد ورده

وتكاثر الليلات ينذر بالضياع

 

بين التعصب والعناد وبين شحناء تثير تنائف البغضاء والشح المطاع

بين الرصاص ونفث افواه المدافع والبنادق والدماء تسيل في كل البقاع

ومطامع الاصحاب والجيران تدهمنا بشاعتها وقسوتها وتصدمنا بلا أدنى قناع

وخطى السنين تمر في عجل تخلفنا وراء ذيولها نسقط بلا حتى وداع

لا العقل يزجرنا ولا تاريخ أجداد لهم صيت وباع

كلا ولا حق لأحفاد لنا يرجون أن نحفظ لهم أحلامهم وطموحهم

خارج حسابات التخاصم والنزاع

فاغضب ولا تغفر تفاقم جهلنا وعقوقنا

يا أيها الوطن المصفد بالجراح وبالمطامع والرعاع

البزوغ :

وطني الجريح .. رغم العناء

مازالت الاحلام في وله تغازلنا

ومازلنا نغد الخطو في عجل وننسج من شغاف قلوبنا بلسم لكي نمحو الأسى

مازال في دفء الشرايين النقية دافقا زخم يجاهر في سبيلك بالتبتل في محاريب الفداء

مازال في نبض القلوب الصادقات نشيد عشقك عابقا

رغم المكاره ينطلق في الأفق يستهدي العلا

مازال في لجج الصراع هناك طائفة تشد نواجذ الاخلاص

تصنع من دجى الظلمات فجرا صادق الخطوات يطفح بالسناء

يغسل ترابك من ركام شواهد رغم اهتراء ظلالها وجذورها

ما انفك يسكن عند حلق زنادها وهم البقاء

مازال في شفق النزيف هنالك غيمة من حلم تومئ بالشذى

مازال في غسق التنابذ كوة من صفح تومض في بالضياء

ليطل من رحم المواجع وانكسارات الدروب وماتناثر من دموع وما تقاطر من دماء

 

صبح يقول لكل أفاك وسرّاق وقتّال وكل الحاقدين

الحائكين خيوط عتمتهم .. وكل الأصدقاء

بأن موطننا على مهل الى  مجد يسير

وأن عناء ثورتنا وإن طالت فلن يغدو هباء

                                              12/2014

مقالات ذات علاقة

أعظم نساء الكون

المشرف العام

ذكريات شتاء بعيد

المشرف العام

ردهة صغيرة

صفاء يونس

اترك تعليق