قصة

رنين مغناطيسي…

من أعمال التشكيلي عادل الفورتية
من أعمال التشكيلي عادل الفورتية

 
كنت قد تمسكت جيداً بذلك الشيء الذي يشبه الكرة في يدي اليمنى، وبعد أن قاموا بوضع قطع صغيرة من الفلين في أذني وذلك المربع الأبيض على وجهي، شعرت بوخز بسيط في يدي ثم قاموا بدفعي إلى هناك…
 
لا أدري كم لبثت؟ عندما بدأت تلك الأصوات تخترق كل شيء، وكأنها طبول الحرب، حاولت أن أفتح عيناي ولكن كان الخوف قد لبسني وبدأت أشعر بقدمي ترتجفان، لا شيء كان يشعرني بالأمان سوى هذه الكرة في يدي…
 
شعرت أن هناك من يجلس إلى يميني وينظر نحوي، بعدها بدأت أرى في مخيلتي كل أولئك الذين رحلوا، أمي وأبي، حتى أولئك الذين قرأت عنهم ورأيت صورهم في صفحة الوفيات…
 
يا الله لقد جعلني خوفي من الأماكن الضيقة أتخيل أشياء كثيرة، هل أضغط على الكرة بدأ صدري يضيق وأنفاسي ترتفع؛ لا.. لن أضغط.. سيقومون بإعادة هذه الدقائق مرة أخرى، لقد قالت لي: خمسة وأربعين دقيقة.. أكاد أصرخ.. علي أن أصلي…
 
نعم ولكن لن أفتح عيناي حتى لا أرى ذلك السقف الذي يكاد يلتصق بوجهي.. بدأت أخبر نفسي إنها دقائق، دقائق فقط…
 
عندما شعرت بأن المكان يتحرك من تحتي وأحدهم ينزع ذلك الغطاء عن وجهي، ويقول لي ها قد إنتهينا، عندها شعرت بنبضي يهدأ ورغم ترتنحي وأنا أقف على قدمي، إلا إنه قد كان هناك نهاية لذلك.. فالنهايات دائماً تأتي ولكن قد لا يكون وقت الانتظار دقائق.
 

10 نوفمبر 2019

مقالات ذات علاقة

التراب الوطني

أحمد يوسف عقيلة

المهندس العبقري

فهيمة الشريف

بوك عمر

يوسف الغزال

اترك تعليق