شعر

رحلة الأربعين

على شفير العمر!!

من أعمال التشكيلي الأردني وليد الجعفري
من أعمال التشكيلي الأردني وليد الجعفري

عِقدٌ مِنْ العُمْرِ فِي جِيدِ الحَياةِ حَلا
تَسْتَنقذُ الرُّوحُ مِن حَبَّاتهِ الأَملا

أَنَاملُ الُحبِّ وَالأَيَّامِ قَد نَظَمتْ
زَهوَ الحَياةِ وَقَد أَمْضَيتُهُ عَجِلا

فِي دَارَةِ (المَجدِ) قَد أَودَعتُ أُمْنِيَتي
وَطَائرُ السَّعدِ قَد زَانَ المنى جَذِلا

أَصْحُو وَأَغْفو مع الآمالِ فِي دَعةٍ
طِفْلاً أُقَلِّبُ كَفَّ الَحظِّ وَالِحيَلا

أَلهُو وَأَلعبُ لا الآلامُ تَشْغَلني
وَلَستُ أَعرفُ مِن عِلاتها المللا

وَكُنتُ أَبحثُ فِي الأَقرانِ مُجتَهداً
أَسْتخلصُ الِخلَّ مَنْ أَوفى وَمَنْ فَضُلا

فَسَاقَني الحَظُّ أَنْ أَشقى بِأَحسنِهم
مَنْ قَد تَنَكَّرَ لِلمَعرُوفِ أَو جَهِلا

طَوَيتُ عُمرَاً مَعَ الأَيَّامِ أَرفُدُهُم
وُدَّ المَحبَّةِ أَجلو العَينَ مُكتَحِلا

فَرَجَّحتْ كَفَّةُ المِيزَانِ مَنْ صَلحتْ
مِنهُ السَّجَايا وَمَنْ فِي الَخيرِ قَد رَفَلا

مَنْ قَد أَنستُ بِهمْ فِي الله صُحبَتُهم
طِفْلاً عَرفتُ وَمَن في صِغرهِ اكتَهَلا

فَرِحلةُ العُمْرِ تَطوي العُمْرَ فِي مَهَلٍ
كَالرِّيحِ تَنْحتُ فِي صَحرَائنا الَجبَلا

كُثْبَانهُ الوَهنُ مِن سَافِي الرِّيَاحِ وَمَا
لَمَّ الرُّكَامُ بَحونَ الرَّملِ فَاعتدَلا

أَو غَرَّ سَارٍ بَهاءُ البَدرِ فِي ظُلَمٍ
سَرَّ النُّفوسَ وَبَعدَ الأُنسِ قَد أَفلا

فَالأَربعونَ شَفِيرُ العُمرِ مُشْتَملٌ
حُلوَ الحَياةِ مِن الأَيَّامِ وَالأَجَلا

بَيْناً جَلستُ أُعِيدُ الذِّكرياتِ ضُحىً
فِي هَدْأَةِ الرُّوحِ أَسْتَدعي الرُّؤى جُمَلا

فَاضتْ دُموعي عَلى مَاضٍ قَضيتُ بِهِ
عُمرًا وَوَقتاً سَرى كَالطَّيفِ مُرتَحِلا

سَعيتُ أُسعدُ مَكنونَ الفُؤادِ بِهِ
وَقَد قَطعتُ بِمَأمولِ الرَّجا الدِّوَلا

وَمَنْ يُحقِّقُ فِي دُنياهُ أُمنِيةً
تَبْقى المَنِيَّةُ رَجع القَلبِ إنْ عَقِلا

وَقَد قَضيتُ بِفَضلِ اللهِ أُمنِيتي
وَأَسألُ اللهَ فِي جَنَّاتهِ نُزُلا

وَدَائعُ الله لا أخشى عَوَاقبهم
فَالرَّازقُ اللهُ مَن يَهديهم السُّبُلا

وَتِلكُمُ صَفحةُ المَاضِي التي طُويتْ
تَسْتنفرُ النَّفسَ قَبلَ الموتِ أَن تَئِلا


14/12/2016

مقالات ذات علاقة

في الجُبةِ ألف سؤال

عبدالباسط أبوبكر

طوفان درنة

المشرف العام

رجل فضولي

محمد عبدالله

اترك تعليق