شعر

دَعْنِي أُقَبِّلُ سَيِّدِي يُمْنَاكَا

أطفال في المدرسة (الصورة: عن الشبكة)
أطفال في المدرسة (الصورة: عن الشبكة)

 
دَعْنِي أُقَبِّلُ سَيِّدِي يُمْنَاكَا = وَأَلُمُّ نَهْرَ الضَّوْءِ إِثْرَ خُطَاكَا
 
دَعْنِي أُعَانِقُ هَالَةَ العِطْرِ الَّتِي = مَلَأَتْ نُفُوسًا مِنْ نَفِيسِ شَذَاكَا
 
دَعْنِي أُعَاتِبُ غَفْلَةَ العُمْرِ الَّذِي = وَلَّى سَرِيعًا مَا ارْتَوَى بِسَنَاكَا
 
أَتَوَكَّأُ الحَرْفَ الَّذِي عَلَّمْتَنِي = نُورًا، فَأَمْضِي فِي الدُّرُوبِ وَرَاكَا
 
وَأُقَبِّلُ التَّارِيخَ فِيكَ مَوَاقِفًا = فِي الصَّبْرِ وَالإِيثَارِ، سُرُجَ هُدَاكَا
 
فِي العَزْمِ، فِي التَّوْجِيهِ، فِي زَرْعِ التُّقَى = فِي أَنْفُسٍ ظَلَّلْتَهَا بِتُقَاكَا
 
فِي الحَزْمِ، فِي الإِخْلَاصِ، فِي الحَرْفِ الَّذِي = نَشَجَتْ بِهِ آنَ الطِّلَابِ يَدَاكَا
 
فِي الحِبْرِ في القرْطَاسِ فِي القَلَمِ الَّذِي = نَسَجَتْ بِهِ آيَ الْهُدَى يُمْنَاكَا
 
فِي غَبْرَةِ الطُّبْشُورِ في يَدِكَ الِّتي = ظَلَّتْ تَدُلُّ التَّائِهِينَ هُنَاكَا
 
فِي غَضْبَةٍ رَاحَتْ تُعَاتِبُ سَهْوَنَا = لِتَضَمَّنَا في رَحْمَةٍ عَيْنَاكَا
 
فِي صَرْخَةٍ كَتَمَتْ عَوَاصِفَ هَرْجِنَا = وَتَرَفَقَّتْ بِالخَائِفِينَ عَصَاكَا
 
_________________
 
دَعْنِي أَسِيرُ عَلَى سَبِيلِكَ تَالِيًا = لَكَ مَا تَيَسَّرَ مِنْ كِتَابِ وَفَاكَا
 
يَا طِيبَ مَا صَنَعَتْ يَمِينُكَ سَيِّدي = لَا اللهُ ذَمَّكَ، لَا الرَّسُولُ قَلَاكَا
 
شَاخَتْ عَلَى الدَّرْبِ العَسِيرِ عَزَائِمٌ = لَكِنَّ عَزْمَكَ لَمْ يَشِخْ، وَرُؤَاكَا
 
وَتَقَوَّسَتْ هَامُ العَظِيمِ فَمَا انْحَنَى = لَا يَشْتَكِي ضَيْمًا وَلَا يَتَبَاكَى
 
إِنَ أَوْهَنَتْ مِنْكَ السُّنُونُ مَفَاصِلًا = خُذْ قَامَتِي خَوْفَ السُّقُوطِ عَصَاكَا
 
كُلُّ الْمُفَاخِرِ بالوُصُولِ لِقِمَّةٍ = قَدْ كَانَ يَعْنِي نَفْسَهُ فَعَنَاكَا
 
يَا مُلْهِمَ الأَجْيَالِ دَرْبَ نجَاحِهَا = لَا لَمْ تُعَانِقْ حُلْمَهَا لَوْلَاكَا
 
يَا رَافِعًا أُمَمًا إِلَى عَلْيَائِهَا = كُلُّ العُلَا يَسْمُو إِلَى عَلْيَاكَا
 
يَا أَيُّهَا السَّامِي مَقَامًا، قِيمَةً = هَلْ مِنْ سَمَاءٍ تَسْتَطِيلُ سَمَاكَا ؟
 
قَامَتْ حَضَارَاتٌ فَكُنْتُ أَسَاسَهَا = أُمَمٌ أَقَامَتْ أُسَّهَا كِتْفَاكَا
 
تَبْنِي الحيَاةَ أَسَاسَهَا وأُنَاسَهَا = وَالفَضْلُ يُنْسَبُ دَائِمًا لِسِوَاكَا
 
وَتُهَنْدِسُ الأَرْوَاحَ، تَرْسُمُ دَرْبَهَا = وَتَدُسُّ فِيهَا مِنْ بَهِيِّ بَهَاكَا
 
_________________________
 
وَأَرَاكَ فِي رُكْنٍ كَئِيبٍ ثَاوِيًا = تَذْوِي وَحِيدًا، قُلْ لِي مَا أَذْوَاكَا ؟
 
لَا تَلْتَفِتْ لِلْجَاحِدِينَ وَكُنْ لَنَا، = فَجْرًا نَدِيًّا تَجْتَلِيهِ يَدَاكَا
 
الْمُحْبِطِينَ، العَاجِزِينَ عَنِ السُّرَى = إِيَّاكَا أَنْ تُصْغِي لَهُمْ إِيَّاكَا
 
أَفْنَيْتَ عُمْرَكَ كي تُعَالِجَ جَهْلَهَمْ = وَتُؤَصِّلَ الإِيمَانَ وَالإِدْرَاكَا
 
تَبَّتْ أَيَادِي الْمُنْكِرِينَ وَخَابَ مَنْ = لَمْ يَمْضِ فِي دَرِبِ الفَلَاحِ وَرَاكَا
 
كَمْ أَشْبَعُوكَ مِنَ الْمَقَابِحِ كُلِّهَا = لَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا شَكْوَاكَا
 
جُبِلَتْ عَلَى طَبْعِ الجُحُودِ نُفُوسُهُم = يَأْبَى مَدَاهُمْ أَنْ يَطُولَ مَدَاكَا
 
لَكِنَّ رَبَّكَ لَمْ يُضِعْ أَجْرَ الَّذِي = أَعْطَى؛ فَبِالأَجْرِ الجَزِيلِ جَزَاكَا
 
عُذْرًا، رَسُولَ العَلْمِ لَا تَعْبَأْ بِهِمْ، = وَامْضِ كَشَمْسٍ تَكْشِفُ الأَحْلَاكَا
 
حِزْتَ الرِّيَادَةَ وَالْمَجَادَةَ فَابْتَسِمْ؛ = سِرُّ السَّعَادَةِ فِيكَ، مَا أَبْهَاكَا !
 
دَعْنِي أُقَبِّلُ سَيِّدِي يُمْنَاكَا = وَأَلُمُّ نَهْرَ الضَّوْءِ إِثْرَ خُطَاكَا
 
دَعْنِي أُعَانِقُ فِيكَ كُلَّ كَرِيمَةٍ، = وَجَبِينَكَ العَالِي، وَسُرُجَ هُدَاكَا

مقالات ذات علاقة

كتاب التثاؤب

عبدالدائم اكواص

صداقة حميمة

خلود الفلاح

اعتذار

المشرف العام

اترك تعليق