مختارات

خطرها على بعض ذكريات الليبيين

نبيل الطاهر العالم

البيجو 504 العائلية (الجندننيرا)

سيارة البيجو العائلية.
الصورة: عن الشبكة.

أيام… كانت بحق سيدة طرق ليبيا وفخر عائلتها وفكاكة وحل فقرائها. (تاكسي في وسط البلاد تخدم… روميس بين المدن تخدم… وروميس لمصر وتونس والجزائر برضو تخدم).. بجد عملاقة وجبارة هالجندننيرا (العائلية) لأنها كانت تنافس في شركة النقل العام للركاب وشركة الاتحاد العربي للنقل البري وشركة الخطوط الجوية الليبية في نفس الوقت… ماعليك إلا أن تتوقف على طريق رئيسي أو تمشي للجنسية (محطة التاكسيات) لين تجيك تهف معنقرة في شموخ وكبرياء.. وعلى قولة أهلنا في الشرق لنقنها سلاكت وحل.

وصل بها الأمر في بعض الأحيان أن تكون وسيلة لنقل حجاج بيت الله الحرام وأذكر أن عمي الشيخ الطيب إمام جامع العباس أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية كان يملك واحدة بيضاء اللون ذهب بها في أحد حجاته الكثيرة للاراضي المقدسة بعد أن عبر بها الأراضي المصرية وقطع البحر الأحمر بعبارة لأداء فريضة الحج.

كانت من الملامح الرئيسية للمحتمع الليبي أيام كانت الأسر الليبية تتميز بكثرة عدد أفرادها (للأسف الأن ونتيجة لتقلص عدد أفراد الأسر الليبية أصبحت الداوو ماتيز كافية لنقل الأسرة).

كم أعالت من عائلة وساهمت في تكوين شباب أصبحوا مهندسبن وأطباء ومحامين, سواء أكانت وسيلة رزق أبائهم أو وسيلتهم للوصول إلى مناهل العلم.

كانت السيارة الرئيسية في الاعراس الليبية فهي كانت التي تنقل العروس وصديقاتها للحمام وأساطليها هي الرئيسة والمهيمنة في موكبي القفة والحنة ولا تنحني إحتراما الإ للمرسيدس أو البي إم دبليو يوم الخميس عند نقل العروس لبيت زوجها لكنها تظل المكون الرئيسي للموكب علاوة على إنها في معظم الأحيان هي من تحضر جماعة المولد والزفة لبيت العريس, وفوق كل هذا قد كانت السيارة الرئيسية لاسطول خدمات الاسعاف الليبي وكانت تؤدي في مهامها على أكمل وجه.

ربع دينار كان كافيا للتمتع بصالونها الفخم من الضاحية التي تسكنها في طرابلس إلى وسط البلاد، وسبعة دنانير كي توصلك لمصراتة و 4 تقريباً كي توصلك للزاوية.

كان صوت منبهها مميزا وكانت لها الوان رائعة كالازرق المعدني والأبيض والكريمة والاخضر الزرعي، وكثير من أبناء جيلنا تعلم عن طريقها القيادة. أذكر إنه عندما كنا في المرحلة الإعدادية أننا كنا نقيم مسابقة في عدها حيث كنا نخرج للطريق الرئيسي المقابل لمستشفى الخضراء وأحدنا يحمل ساعة وهو الحكم ويعطي فترة معينة لإحدنا (غالبا ماتكون 5 دقائق) بحيث يبدأ في باحصاء عدد البيجو العائلية التي تمر خلال هذه الفترة وبعد تسجيل النتيجة تعطى الفرصة للاعب أخر كي يقوم بالاحصاء وفق نفس الشروط والفائز الذي يحالفه الحظ في إحصاء أكبر عدد.

كانت جميلة لكن التطور جعلها تختفي بهدوء وتختفي معها الكثير من أخلاقنا للأسف. هذه هي البيجو العائلية (الجندننيرا) ياسادة التي كانت سيدة الطرق الليبية وفخر العائلات في بلادنا ووسيلة النقل المهيمنة على قريناتها.

________________

نشر بموقع ليبيا المستقبل

مقالات ذات علاقة

الباشا بميدان البلدية

المشرف العام

فنادق ودكاكين طرابلس بيوت للفن والثقافة (1)

المشرف العام

غالاريا أرورا

المشرف العام

اترك تعليق