من أعمال الفنان التشكيلي علي الزويك
طيوب النص

خربشات ملونة 02

ZWIK_03

 

01 – إحن إلي كفك الذي يمسح دمعي
ويكفكف حزني
و أكتفي به كف السؤال . .
كفاك كفا عني
فقد آلمني كثيرا كفك . .
و إكتفيت من الكف
حتي كف دمعي . .
فكيف بالله يطيب لك العيش
في كنف غير كنفي
وتسبل رأسك
علي كتف غير كتفي. .
وتكتفي بمن لا تكتفي . .
فأنا لم ولن
أكتفي بمن هو غيرك
حتي أضم بلحد
في كفني . .
كفاك كفا عني
يا من به إكتفيت عمري
حد الكفاف . .
02 – أشعر بتلك الرغبة الملحة في سفر طويل
أبتعد به عن كل شئ . .
أبحر في فضاءات شتي
بين أمواج تقذفني هنا وهناك
أصارع كبد الحياة وشقائها . .
وعندما اخلو بنفسي مع نفسي
أخرج حقيبتي
وأستخرج منها وسادتي المحشوة بتراب الوطن . .
أضع راسي عليها و انام . .
وأحلم بك ياوطني
مخضبا بحناء العروس
ومبتلا برائحة الورود
نورك يخطف الأبصار . .
تجذبني إليك
لون الحناء
ورائحة الورود
ويخطفني بريق نورك الوهاج . .
أستيقظ
لأجد نفسي وحيدة بقاعة الإنتظار
علي صوت النداء يقول :
تم إلغاء جميع الرحلات
من و إلي مطار معيتيقة الدولي
بسبب الأحوال الأمنية . .
فتتكسر أحلامي علي فوهات البنادق
وأمضي عائدة أجر أمتعتي وخيباتي
إلي بيتي الصغير
حيث لا وجود لحناء ولا لورود ولا لبريق وهاج .

 

03 -كنت أنا أنت
وكنت أنت أنا . .
ياصديقي القديم
رايت فيك نفسي
ورأيت نفسك في .
كلما بعد الزمن
زاد إشتياقي إليك أكثر
وأحسست ان شييئا مني
بدا ينفصل رويدا رويدا . .
بالله ضمني
و أحظني إليك بقوة
لتعود إلي نفسي
وتعود إليك نفسك . .
فإن أرواحنا قد إتحدت
منذ زمن طويل
ولم يبقي إلا الأجساد
لترمم بعضها بعضا . .
يا أنا الذي إفتقدتك كثيرا . . .

 

04 – شكرا لذلك الفضاء الممتد
الذي طغي عليه
لون الرمال الذهبية
وصفاء السماء السماوية
وبين هذا وذاك
كان لونك قد توسط الفضاء
وكنت علامة فارقة
جمعت كل الجمال
في بؤرة الصورة
فإختزلت محتوي الحدث
بتوقيت خارج الزمن
قطعت دابر الماضي
وتوقفت علي عتبة المستقبل
فكنت أنت الذي أعرف
وكنت أنت الذي أقصد
وكنت أنت الذي في خاطري
تجول وتلعب . .

05 – .شارفت الرحلة علي نهايتها
ورست السفينة
بكل ماتحمله إلي مرفئها
لقد عشت سنوات عمري
من أجل هذه اللحظة
لحظة السكون
لحظة نزول الاشرعة
لحظة سماع المرساة
وهي تخترق قاع البحر. .
كنت أنت الربان
وكان قلبي المرفا . .
إدخل بسلام مع أمتعتك
ودعني أنظر إلي ما تحمله في داخلك
دعني أذوب في كيانك
وتذوب في كياني
دعني أسمع خفقان قلبك
وتسمع هدير أمواجي
دعني أشرب أكسير الحياة
بك ومعك و إليك
يامن كنت أنت الذي أعني
أنت الذي أقصد

 

06 – قهوتي والسكون
وقلمي المركون
وورقي المصقول . .
يكسرون صمتي المدفون . .
ويفضحون مشاعري و الظنون . .
ويغشاني الجنون . .
حين أكتب أسمك الحنون . .
ولا يبقي شئ من مدامعي
في العيون . .
يامن حبه
أقوي من المال والبنون . .

07 – عندما أقرأ
فنجان قهوتي
كل مساء . .
أطالع وجهك في كل الدروب . .
قالت لي منجمتي :
لا فكاك لك منه ولاهروب . .
قد خط لك تعويذة
من دماء القلوب . .
فمصيرك إليه تعودين
رغم الخطوب . .
فأسلمت إليه أمري
وقررت أن أتوب . .
فعذرا ياسادتي
لا تلومني
فهذا قدر مكتوب . .
حتي لو لم يسحرني
فأنا إليه طواعية
سأعود . .
ما زال في نفسي منه شئ
باق لم يذوب . .

08 – قلم محظوظ
ذلك الذي يسطر الكلمات . .
وينعم بدفء المشاعر . .
لا ادري من يختار من . .
الأنامل تختار القلم
أم القلم يختار الأنامل. . .
ولكن الأقدار تجمع بينهما
من أجل أن ننعم نحن
بسحر البيان
وتكتحل أنظارنا
بجرة الأقلام . .
كم أحسد ذلك القلم
وكم أغبطه
فكم خط من كلمات
وكم نسج من جمل ونصوص . .
وللأقلام فيما تخط
دروب . .
وفي الأنامل فيما تصوغ
خطوب . .
وبين الأنامل والأقلام . .
نتيه
في سحر البيان . .

09 – وتبقي الاسئلة تبحث عن أجوبة
تاهت في دهاليز النسيان
وأضحت رمادا تسفه الريح
في أي إتجاه وفي أي مكان حيثما اتفق
حتي البحث عن رائحتها
أضحي عبثا ممزوجا بجنون
يكابد الغافلون والحاملون
أملا ضائعا ورغبة ملحة
توارت في ظلمة السنين الخوالي

10 – في بوحه الجلي
قطفت أعذب كلماته
المتبلة برائحة الورود
في يوم ربيعي مشمس
إختلسته من عمرها . .
كان لرنينها صدي عذب
هز دواخلها
حتي خارت قواها
فأسبلت رموش عينيها
وسافرت علي صهوة الحروف
تحلم بقصيدة
تضم أركانها في كيانه
حيث الورود والازهار
تغطي عين الشمس . .

مقالات ذات علاقة

لعبة

عبدالحكيم كشاد

صمتًا حُريب

هدى الغول

أحتاج فراغأً لأتنفس

نعمة الفيتوري

تعليق واحد

محمد ناجي 7 أبريل, 2016 at 08:26

شكرا علي نشر خربشاتي الملونة

رد

اترك رداً على محمد ناجي