النقد

جدليَّة الرَّمز في أُقصُـوصــة (ضجيج الصَّمت) للقاص: خالد خميس السحاتي

دكتوره/ عـتيقـة هـــــاشمي
الأستاذة بكلية الآداب-جامعة محمد الخامس/ المملكة المغربية

من أعمال التشكيلي بشير حمودة.
من أعمال التشكيلي بشير حمودة.

نص الأقصوصة (ضجيج الصمت):

استشاط الصمت غضباً، أمسك بتلابيب حارسِ الزمن الكسول، أوقعه على الأرض، نظر يمنة ويسرة، حاول إيهامَ نفسه انه بخير، لكن هذا الهراءَ لم يرق له!، فذهب ناحية السراب ليفرغ في وجهه تلك الشحنة من الصراخِ والصخب اللذين ينوء بحملهما لسنوات طويلة، تناهى إلى سمع السراب ضجيحٌ مرعب، لم يعرف مصدره، وحين أبصر الصمتَ لأول وهلة أفزعه ما رأى! هدَّأ من روعه قائلا له: “إنك من ذهب”. أجاب الصمتُ بهدوء مصطنع: “وهل يتجاهل الناسُ الذهبَ ويُقْصونه في زاوية مهملة؟” عندها فقط تبادل الصديقان الأدوار، فصمت السرابُ، ودخل الصمتُ في حالة من الصراخ المتصل حتى تحوَّل إلى سراب!!.).


 * مدخل:

تعتبر القصة القصيرة فنا نثريا أدبيا مستحدثا. ظهر عند العرب زمن النهضة نتيجة المثاقفة مع الغرب. وقد وجد الباحثون صعوبة في إعطائه تعريفا محددا، لأنه يعتمد السرد والوصف والحوار، ولُحْمَتُه اللغة الحاملة لخصائص فكرية وثقافية واجتماعية، تحيل على وضع اجتماعي يشكل جزءً منه. إن الحديث عن فن القصة يستدعي الحديث عن تنوع طرائق الاشتغال بها وعليها، وتنوع زوايا النظر عبر سرد أحداث تُجسِّد تحولات في العلائق البشرية. وهذه الأحداث قد تكون واقعية أو من وحي مخيلة الكاتب، الذي يستمد مادته عادة من تجربته الحياتية، ومن محاولة كشف عن ما تَضِجُّ به العوالم من حركة وصراع، ليصوغها وفق مقصديته. وتختلف القصة القصيرة عن غيرها من الأجناس الأدبية في كونها تعتمد على مجموعة من الخصائص التي عرفت تحولا في عصرنا الحالي، إذ كانت القصة التقليدية تعتمد أساسا على الأقانيم الثلاثة (البداية والوسط والنهاية)، بينما أصبحت تتأسس على تداخل الأزمنة، وتعدد مستويات الفهم، وتجاوز الخطاطة السردية وإلغاء الحكاية، وتوظيف أساليب جديدة، كأسلوب التداعي وتيار الوعي، واعتماد اللغة الشعرية، والشخصية السيكولوجية، وتوظيف الرمز، حيث نلفي الكاتب يعرض الأحداث والشخوص في قالب تجريدي يمنحها رمزية ترتفع فوق المألوف، بالإضافة إلى الصراع الذي صار عنصرا رئيسيا، إذ يعتبر الدافع لتحريك الأحداث والشخصيات. فالشخصية البطل في القصة القصيرة ( الصمت) تجد ذاتها في صراع مع الشخصية المضادة (السراب/ الضجيج) والتي غالبا ما تختلف عنها سلوكا وانفعالات، بل تسعى إلى الظهور والتنامي مع الأحداث، والتطور بتطورها. ثم إن أكثر ما تستند إليه القصة القصيرة أيضا ضرورة توظيف عنصري الزمان والمكان. ذلك أن الزمان بين الاسترجاع والاستباق يضمن للأحداث سيرورتها، في حين يمنحها المكان واقعيتها.

إن هذه العناصر مجتمعة هي ما يضفي على النص القصصي عنصر التشويق إذا أحكم الكاتب بزمام الحبكة في عرض أحداث القصة. ولعل خالد السحاتي أحد القاصين العرب الذين أغنوا الساحة العربية بإبداعاتهم القصصية، من خلال الكثير من الإصدارات منها مجموعته القصصية (شواطئ الغربة) والتي سنقف بتأن عند أحد نصوصها الذي يحمل عنوان (ضجيج الصمت)، هذا العنوان أثار في دواخنا عدة إشكاليات، من قبيل، أين تكمن أهمية هذا العنوان والدلالات الرمزية التي تحيل عليها هذه الثنائية الضدية (ضجيج/سراب في مقابل الصمت)؟، وهل اختيار الكاتب له كان بمحض الصدفة أم أنه مقصود؟ وما مدى تعالقه مع موضوع النص؟.

  • شعريَّة العُـنوان:

يعتبرُ الكثيرُ من الباحثين أنَّ العُنوان نصٌّ مُوازٍ(paratexte)؛ وذلك لتأثيره البصري، ولأنه علامة مضمون النص، ويُفْتَرض فيه أن يتصف بالوضوح، حيث يستوعبه المتلقي بسرعة. ثم إنه يشكل مجموعة من العلامات اللسانية التي تظهر على رأس النص قصد تعيينه وتحديد مضمونه الشامل، لذلك فهو أهم العتبات التي تسمح للقارئ بالولوج إلى أعماق النص. وبتأمل عنوان القصة القصيرة (ضجيج الصمت) نجده عبارة عن مقولة اسمية مركبة، تستضمر كائنين لغويين يكملان جانبها اللسني والدلالي، ذلك أنها جاءت تركيبيا عبارة عن جملة اسمية مكونة من مبتدأ (ضجيج) لخبر مستتر جوازا يمكن تقديره، وبما أنه عنصر ابتداء في جمل اسمية، فهذا يوحي بثبات حال معين، ثم مضاف إليه (الصمت). أما من حيث دلالته، فالعنوان يشكل بؤرة دلالية، والمتمعن فيه إذا ما قارنه بالمحتوى المسرود، سيلفي الخيط الذي يحبكه، إذ يمتلك سلطة نصية تجعل منه نواة دلالية رمزية، فهو معبر إلى بناء تمثل مغاير، حيث نجد السارد قد كرّر الجزء الأول منه والمعاني الدالة عليه  عبر المتن الحكائي أربع مرات ( ضجيج/ الصراخِ(مرتين) /الصخب) ، وكذا الجزء الثاني منه صريحا (الصمت) خمس مرات، وهو ما يجعلنا نفهم بأنه يحمل بعدا تأويليا إذ يبرز رمزية الثنائية الضدية بين الضجيج والصمت، هذه الثنائية التي تتجسد عبر جدلية  الثابت (statics) الذي هو الصمت، والذي يسعى للوصول إلى قوانين التعايش، والمتحول (dynamics)الذي هو الضجيج، الذي يهدف إلى تفعيل هذه القوانين أي قوانين التغير التاريخي، وهو ما ذهب إليه أدونيس حين انتصر لفكرة تحويل هذه القوانين إلى مثال ناجز، ذلك أن (الصمت) الذي قد يعبر عن الغموض، والكبرياء، والوقار، والرضا، والتأمل، والحلم، وربما العجز، والانكسار، والخوف، والموت، كما قد يحيل على مفاهيم ودلالات رمزية تكشف عما هو مغيبٌ ومُصَادر، هذا الصمت الذي هو نفي للوجود، وفرض للسلطة الواحدة، حين يقرر أن يخرج عن صمته، ويرفع صوته ليعبر في جرأة عن ذاته معلنا الميلاد، فيتحول إلى سُخط على واقع، بل وعلى تاريخ بعد أن كان سجينه. يظهر ذلك جليا في الحوار الدائرة بينه وبين السراب، فكأنه يستدعي الحلم الغائر في الذاكرة الجمعية للإنسان من خلال سؤال عريض “وهل يتجاهل الناسُ الذهب، ويُقْصونه في زاوية مهملة؟”. فالقاص بطرحه لهذا التساؤل يستحضر عبر التحول الرمزي للصمت الانكسارات التي يعيشها الانسان الليبي خاصة والعربي عامة.

إن خالد سحاتي يثير من وراء الدلالات الرمزية للعنوان (ضجيج الصمت) جملة من الأحداث في إشارات نقدية لاذعة حيث الاشتغال بالهوامش بعيدا عن مساءلة الواقع.

  • تتبع الأحداث:

تسعى النصوص السردية الحديثة جاهدة إلى الاشتغال على العلاقات الفنية الداخلية للنص ذاته، لأن الكتابة التجريبية باتت تَفْرِض على الكاتب ذلك. وبالتالي نجد أن النص السردي انتقل من النمطية إلى الجدال، وهو ما جعله يتسم بالتعقيد، وتعدد الأبعاد الدلالية التي تحيل على عملية الهدم والبناء، عبر ما تستدعيه نظريات النقد الحديث من انزياحات، تدفع القارئ عُنْوة إلى البحث في فك رموزها، وكأن النصوص السردية الحديثة تتوغل في فلسفة المعنى لتصل إلى فلسفة الفن. وهذا يتطلب فهما جديدا بآليات أكثر جدة.

ولعل ما تنطوي عليه الأحداث في أقصوصة (ضجيج الصمت) من أهمية كبيرة، إنما مرده إلى استجابتها لهذا التشكيل السردي الحديث المرهون بطروحات النقد الجديد. وإن كان ذلك لا يمنعنا من التأكيد على أن الأحداث اكتست أهميتها أيضا من قدرتها على إضاءة جميع عناصر الأقصوصة، بدءا من الشخصيات والعلاقات التي تربط بينها ثم فضاءات الزمان والمكان والحبكة وصولا إلى الرهان. وهو ما يدعونا إلى تتبعها لمعرفة مدى مساهمتها في تنامي السرد، وتطوره ومدى تأثيره في المتلقي.

تبدأ الأقصوصة من ثورة الصمت، وغضبه الشديد الذي دفعه إلى التمرد على الزمن، ومواصلة الصراخ، معتقدا أن ذلك سيخفف من وطأة الاختناق الذي يسكنه منذ زمن طويل، وقد ناء به صدره. هذه الحالة التي بات عليها الصمت من ضجيج، أثارت حفيظة السراب، وجعلته يتساءل في استغراب بل في رعب من هول ما رأى من تحول الصمت من هدوء إلى ضجيج، عن سبب الغضب المفاجئ لصديقه، وهو الذي يُنْعت بكونه من ذهب. تدخل ليهدئ من روعه، ويطلع على ما ألم به، فكان جواب الصمت صادما، وهل يتجاهل الناس الذهب ويقصونه في زاوية مهملة؟ عندها سيلتحم الصديقان في عملية تحول جديدة، تجعل السراب يصمت بينما يواصل الصمت صراخه ليتحول إلى سراب.

  • الحبكة وقوة التأثير:

لا شك أن الحبكة في الأقصوصة هاته، تحيل على ثنائيتين ضديتين بين رمزي (الصمت)و(الضجيج) من جهة، وبين رمزي (الصمت) و(السراب) من جهة ثانية، هذه الثنائيات تشكل الشخصية الرئيسية في الأقصوصة، حيث تشغل حيزا جغرافيا كبيرا، وبالتالي فحبكتها بارزة، ومن خلالها تتمظهر دلالات الحدث وأبعاده في رمزية تستدعي التأويل. هذه الحبكة يحكمها عنصر أساسي هو الصراع بين هذه القوى المجردة. فالصمت الذي يشعر بالغُبْن والظلم والإقصاء، ويرى أن الحياة في ظل حالته تلك فارغة، وأنه عليه أن يستأصل هذا التجاهل للذات بالتمرد عبر قوة الضجيج، والتحول إلى سراب في محاولة لإثبات الوجود، واستعادة الإحساس بكينونته، وقيمته المضمُونيَّة التي هجرته في ظل زمن يعرف سيرورة بطيئة وكسولة.

إن هذا الكم الرمزي الهائل الذي استعان به الكاتب في أقصوصته (ضجيج الصمت)، إنما هو صرخة نابعة من رحم التشظي، والإحساس العميق بالغربة – شواطئ الغربة -والانفصال عن الذات، وفقدان الهوية، وقد امتزج بإبداع سردي خلاق، يعبر عن تمثلات الكاتب عبر لغة تعبيرية انفعالية، تثير دهشة القارئ حين يجعل نهاية بطلي الأقصوصة يتبادلان الأدوار. هذا التبادل الذي يطفح بالدلالات والرمزية، ويجسد عالما من الوهم، تسوده الضبابية.

  • القوى الفاعلة:

تمثل القوى الفاعل داخل النص القصصي خصيصة اساسية، ذلك أنها هي من يقوم بالحدث عن طريق الحركة والصراع والحوار، حيث يتم الكشف عن رؤيتها، وانفعالاتها، وهو ذاته ما يسمح لها بأن تُسْمِع صوتها للقارئ، فيستكشف دواخلها.  إن المتلقي للمنجز القصصي يصادف في تفاعله مع شخصيات النص، أنها تحمل في كثير من الاحيان افكار كاتبها، وانها تتحدث بدلا عنه بطريقة غير مباشرة، كما هو الشأن في نص (ضجيج الصمت)، هذه الأقصوصة التي احتفت بشخصيات ذات طبيعة تجريدية (الصمت/الضحيج/السراب)، وقد تعمد الكاتب أَنْسَنَتَها، حيث اضفى عليها سمات (الكلام/الهدوء /الغضب/الصراخ/ التحول..) بغية منحها ابعادا متعددة. وقد استحضر السارد هذه الأبعاد بصورة مكثفة مراعاة للبناء الفني للقصة القصيرة.

  • البعد الاجتماعي:

يتمظهر البعد الاجتماعي من خلال علاقة الشخصية بمحيطها، وأثر ذلك في سلوكها. ففي أقصوصة (ضجيج الصمت) نلفي الشخصية البطل (الصمت) تعيش معاناة سببها تراجع القيم الإنسانية، وتتمثل تداعيات هذا التراجع في كون الصمت فَقَدَ قيمته، ومكانته التي تليق به، وأن واقع الإقصاء والتهميش الذي يعيشه ثابت ودائم، وبالتالي أصبح وجوده عدمي، ولأنه يرفض الانسلاخ عن هويته، وكذا الانسحاب إلى الخلف، آثر أن يواجه صمته الذي هو سبب حالته، ويثور على نفسه في محاولة لاستعادة المفقود الذي لن يتحقق، إذ سيتحول إلى سراب. مما يعني أن الواقع الذي يستحضره الكاتب رمزيا عبر تيمة الصمت و تيمة السراب ما يزال مستمرا، هذا الواقع الذي تسوده الغربة والضياع، خاصة إذا ما ربطنا أحداث الأقصوصة بزمن كتابتها 2019 ، أي بعد ثورة الربيع العربي بسنوات، هذه الثورة التي يُفترض أن تُأسس لآمال وأحلام  الإنسان الليبي في تغيير الواقع، غير أنها أبانت بجلاء ذاك الصدع الذي يشرخ كيان الإنسان الليبي خاصة والعربي عامة فيشطره.

إن الملفت للنظر في أقصوصة (ضجيج الصمت) هو كونها تكشف بالملموس طبيعة الفعل الذي تمارسه الشخوص داخل المنجز القصصي، خاصة إذا استوعبنا حجم الأسئلة التي يطرحها علينا بصدد الظرفية التي يحاول الكاتب رصدها رمزيا.

  • البعد النفسي:

مما لا شك فيه، أن العلاقة بين ما هو نفسي وأدبي لا يقل أهمية عن العلاقة بين ما هو اجتماعي وأدبي، ذلك أن الأدب يظل مصدر المعرفة، معرفة الدواخل واستبطانها. وبالعودة إلى أقصوصة (ضجيج الصمت) سنجدها تكتنز بكم كبير من المشاعر المتوترة، تحيل على وجود أزمة حقيقية، حيث يكشف القارئ عن نفسية (الصمت) هذه النفسية المدمرة، والتي ساهم في تدمرها عوامل خارجية. يتضح ذلك من الحوار الذي دار بينه وبين (السراب)، حيث عَبَّر عن مكنوناته النفسية، وما يختلج دواخله (غضبا وصراخا ثم تحولا إلى سراب)

  • البنية الأسلوبية ومستويات اللغة:

تستضمر لغة القاص خالد السحاتي في أقصوصته (ضجيج الصمت) رؤيته الفلسفية، ونظرته إلى الإنسان والواقع، انطلاقا من تجربته الإبداعية والحياتية. وإذا ما قمنا بعملية استقراء لغة الشخوص داخل النص، سنلفي أنفسنا أمام لغة التمرد والغضب، ويتحدثها الصمت، وهي لغة تعكس مدى الألم ذي يعانيه، ثم لغة الاستكانة والرضا، وهي لغة السراب الذي قبل بالتحول إلى صمت بكل هدوء.

يبدو أن خالد السحاتي قد استثمر لغة وأساليب السرد الحديث خاصة أنه قد منح للشخصيات الحرية في أن تعبر عن دواخلها من جهة، ومن جهة ثانية فسح المجال أمامه باعتباره ساردا وأمام الشخصيات في أن يتبادلا الأدوار ليصبح السارد ضمنيا أحد هذه الشخوص، ولعله الصمت الذي يسعى عبر فعل الكتاب إلى الإبقاء على هيبته رغم التحول إلى سراب.

  • خـاتمــة:

خلاصة القول، تعكس أقصوصة (ضجيج الصمت) بالملموس أزمة داخلية تلقي بسماتها على الشخصية البطل ليتحول إلى شخصية إشكالية، تطمح إلى التغيير، والتعبير عن الواقع، واستبطانه. والحقيقة أن الأقصوصة تشخصن منحى دراميا في كتابة خالد السحاتي، هذا الأخير الذي حاول من خلالها ومن خلال المجموعة القصصية ككل (شواطئ الغربة) أن يستجلي ذاك السواد حيث تتلاشى القيم، وتسود الفوضى مانعة كل شكل من أشكال الإصغاء إلى مشاكل ومعاناة الإنسان، وهو ما يجعلنا نصنفها ضمن الواقعية النقدية الرمزية حيث يرتبط مضمون النص بأزمة الشخصية البطل، ولأن الكاتب رسم خطا واضح المعالم غيب فيه عنصر الوصف الذي لا يحضر إلا في علاقته بالشخصية البطل، وكذا عنصر الزمن الحقيقي وأبقى على الزمن النفسي الذي يحيل على الشعور بالضيق والتمرد والإقصاء إلى درجة التحول إلى وهم.

مقالات ذات علاقة

بعضُ المحطات قبل محطات…

يونس شعبان الفنادي

فضاء الأنا المزيّنةِ بمجراتِ الأنت

أحمد بشير العيلة

حرب الغزالة.. استكشاف جديد لتاريخ الصحراء الليبية

رأفت بالخير

اترك تعليق