قصة

ثلاثة قصص قصيرة جدًا

من أعمال التشكيلي الكويتي محمود أشكناني

غزال

كان يصطاد ببندقية ماكنة سريعة وبعيدة الطلقات، صوّب نحو غزال هارب بمنظاره رآه يهرب جريحًا لاجئًا إلى كناسه، شاهده بمنظاره يلعق جراحه وصغار الظبي تحلقوا حوله في الكِناس، عيونهم كانت فيها دمعات وهم يضمدونه ويواسونه وهناك من وضع رأسه عليه وهناك من يشمشم الدم ويلعق جراحه ليمسحه كانت مواساة ومسح جراح في حيرة…تأثر الصياد واهتز من أعماقه لم يستطع أن يزيح عن نظرة هذا المنظر حتى في منامه حلم به أيضًا…الظبي وحوله صغاره يمسحون جراحه يواسونه بادر في الصباح باع بندقية الصيد وتبرع بقيمتها لجمعية الرفق بالحيوان والحفاظ على الغزلان في الغابة.

الشباك

أحبها …رشق (كوبيد) نصله المرهف في قلبه أحبها بلهفة ووله تبادلا النظرات من بعيد والإشارات من الشُبّاك قال : في الشباك قصيدة تغزل في الشباك وصاحبة الشباك ظل عامًا يحوم حول الشباك وإشاراته كونت لديه لغة الرموز الشباكية…وأخيرًا تزوجها وانتقل إلى بيت جديد .

كان أول شيئ صنعه أغلق الشباك المطل على الشارع واكتفى بمنور خلفي في السقف يرسل الضوء من بعيد وارتاح لبيت بلا شباك .

لا أطفئ الأنوار

لم يجد عملاً إلا كاتبًا في جريدة، كانت من ذلك النوع الذي طفح في المنطقة في عصور التردي والركود.
يكتب الممتهنون بمداد النفاق على ورق التزلف ولكنه يكره المدائح السلطانية بمقدار ما أحب التصوف، المدائح النبوية لأنها نابعة من وجدان مرتبطة بمُثل وقيم لكن المعدة لا ترحم !
وخشى أن يجف قلمه ويغيض معينه ويجمد إحساسه، قال له المدير المسؤول عن الفندق : عندنا لك عمل سهل لا يكلفك عناء ولا تبذل فيه جهدًا، ماهو ؟
أطفئ الأنوار في الممرات والردهات …وهز رأسه، صمت قليلاً أطرق برأسه ثم رفعه وانسحب وقال:
أنا لا أطفئ الأنوار .

مقالات ذات علاقة

دار الغولة

رشاد علوه

مـاكينة حـلاقة*

إبراهيم بيوض

دبل براندي

حسين التربي

اترك تعليق