من أعمال التشكيلي علي العباني.
طيوب البراح

تلال غراتس

من أعمال التشكيلي علي العباني.
من أعمال التشكيلي علي العباني.

على أحد المقاهي القريبه من جامعة “كاﺭﻝ ﻓﺮﺍﻧﺘﺲ”  في ولاية “شتاير مارك” كانت تجلس مجموعة فتيات من الواضح انهم يدرسن ويتبادلن أطراف الحديث كان عامي الأول في الجامعة ولم أتعرف على اي صديقة مللت الوحدة وأنا في “غراتس” التي تبعد ساعتان ونصف عن جنوب فيينا إعتاد النادل على وجودي اليومي ولم يعد يسألني عن طلبي بل باتَ يجلب قهوتي في الحال
قررت النهوض والجلوس بجانب الفتيات وقلت: صباح الخير أيمكنني الجلوس؟ 
فردت احداهن وقالت: 
– بالطبع اهلا بك.. أنا هند أدرس في السنه الثانية حقوق وانتِ الاولى صحيح؟ أراكِ دائما وحيدة.
ضَحِكت حتى انقطعت انفاسي وقلت:
– يالا شدة ملاحظتك!
فقالت:
– ندى.. إنها فضولية جداً حيال كل شئ!!

دامت لقاءاتنا وأصبحنا صديقات ندرس سوياً ونتسوق ونأكل أصبحن مثل “غيداء” شقيقتي اشتاقها كثيراً في الاجازة السنوية قررنا أن نقضى أول أيامها معاً وفي الغد كل واحدة منا تعود لعائلتها.
أخبرت والدتي أنني سأصل غداً مساءاً لتنتظرني في محطة القطار ألحت جداً أن تحجز لي في الطائرة ولم أقبل 
جهزتُ حقيبتي وكنت أمشط شعري حتى دق جرس الباب وتعالت أصواتهن: هيا يا “غصون” سنتأخر
– حسناً حسناً.. ماهذا الإزعاج ستطردني صاحبة الشقة إن علمت انكن صديقاتي 
ردت هند: ليتها تفعل لتأتي وتسكني معنا 
– أبداً لن يحدث 
– هيا لنمضي تأخرنا 
– أين سنذهب ؟ 
– لا دخل لي “ندى” خططت لكل هذا 
تقدمت تسبقنا بخطوات وتمسك ورقة بيدها وقالت: 
– جهزتُ قائمة 
أولا: الملاهي استمتعنا جداً ونعود كالأطفال 
تانيا: سنأكل السمك المشوي على ضفاف نهر مور 
ثالثا: المفاجأة الكبرى
 
انتهينا من الأكل وهمت ندى بالنهوض وقالت: 
– هى سأربط على أعينكم إلى أن نصل 
فقلت: أووف أنا تعبت يا “ندى” 
– نامى مثل هند سنصل قريبا 
– اعترفي هل ستخطفيننا
– نعم.. وسأطلب مليون دولار عن كل واحده وانفجرت ضاحكه.. يالها من فكرة جميلة لنتقاسمهم إذا
– هند هند استيقظي وصلنا 
– سأسعدكما للنزول 

اهلا بكما بما أننا في مدينه تحيطها التلال والغابات قررت أن نخيم هنا فوق قمة هذا الجبل صرخت غصون:
– ماذا !!!!
وفكت رباط عيناها وتذكرت حادثة وقوع والدها من أعلى الجبل أمام عيناها منذ عامان بدأ الدوار تدريجيا يشعرها برعشة وتعرق وصعوبة في التنفس ووقعت غائبة عن الوعى.
استيقظت في المستشفى حولها صديقاتها ووالدتها وشقيقتها فزعت ودخلت في نوبة بكاء هيستيريه وبدأت في الصراخ:
– في أي دور نحن؟ اي مستشفى؟
– اهدئي ياعزيزتي في الدور الارضي مستشفى المدينة 
ندى وهند في صدمة وذهول لم يستوعبن ماحدث! إلي أن حدتثهم والدتها عن حالتها. أصيبت بفوبيا المرتفعات بعد صدمة وفاة والدها أمام عيناها لم تجتز المرحلة بسهولة ولم تتقبل بعد فكرة انها مجرد مخاوف.
قالت الطبيبة؛ انه لابد من أن تواجه هذه الفوبيا ﻛﺄﻓﻀﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎﺕ لانها لو استجابت لخوفها لن تشفى أبداً على عكس من يبدأ في مواجهتها سيلاحظ تراجع أعراض المرض.
– وأنتِ ياهند فعلتِ ما لم أستطع فعله شكراً يا ابنتي 
الآن غصون ستعود لمتابعة الطبيبة من جديد.. كونو بجانبها لتجتاز هذه الحالة وتشفى فأنتن صديقاتها الأقرب 
لاتقلقي سنفعل كل مابوسعنا لشفاءها.
 
المواجهة هى الحل 

مقالات ذات علاقة

المـسـتـحـيل

المشرف العام

أقراُ عينيك من خلف المرايا

المشرف العام

مشاعر

المشرف العام

اترك تعليق