شعر

تحوّلات صادمة

تجارب رسم الطيور للفنان العبقري دافنتشي (من اختيار الشاعر).

 
منذ أن استيقظتُ صباح اليوم
وجناحان غريبان على كتفيّ
أحسستُ بأني أرتفعُ قليلاً حين أردت مغادرة فراشي
الريش يغطيني
أصغر بكثيرٍ في الحجم
أغمضتُ عيوني كي لا أتفاجأ من هذا المنظر في مرآتي
يا ويحي، كيف تكون حياتي
بل كيف يصير الإنسانُ من الطير؟
جئتُ لأشرب كالعادة فنجان القهوة .. لم أقوَ
جئتُ لآكل خبزاً مدهوناً بالجبنةِ … لم أقوَ
حرّكتُ جناحيَّ قليلاً
ووقفتُ على نافذة الغرفة مذهولاً
عصفوراً مذعوراً يخرج مرتعشاً من عشه
الشارع .. نفس الشارع، شارعنا، أعرفه
الجارة .. نفس الجارة، جارتنا، أعرفها
الحارةُ .. نفس الحارة، حارتنا، أعرفها
لكنْ جسدي لم أعرفه
أؤمن أن الله يغيّر كيف يشاء
لكن أن يجعلني طيراً؟!
تقدر يا الله، لكن من حقي أسأل…ما هذا؟
ما سر التحويل الخارق.. ولماذا؟
قلت لنفسي
ارضَ يا أحمدُ بمصيرك
لا تحزنْ
كن طيراً ما شاء الله
حلّق وابني عشك منذ الآن على شجرة كينياء
امسح منقارك في شباك حبيبتك الأولى
خذ أعواداً من رزم الضوء المائلة على الجدران
وابنِ عشك
عشتَ بلا بيتٍ مخصوص لك
ولا وطنٍ لك
الآن
تمتلك السكن بأعلى الأشجار
وسماؤك هذي الممدودة وطنُك
لا تشغل بالك بعد الآن
حلّق ما شئت
اعبر حتى البوابات اللاتي كن سدوداً في وجهك
ادخل بلداناً منعتك ولم تمنحك التأشيرات
حلّق فوق شوارعها
زقزق ما شئت لمن شئت
ومن لا يعجبك من الأشخاص
ارمِ بذرائك فوقه
هل تقدر أن تفعل هذا لو كنت كياناً بشرياً
خذ فرصتك الآن
حلّق .. زقزق .. اذرق فوق رؤوس البشر كما تهوى
وافعل ماشئت

____________________________
14/12/2019

مقالات ذات علاقة

ما يسمونه قصيدة

جمعة عبدالعليم

سيئة بما يكفي

حواء القمودي

مـا وراء الخـزف

الحبيب الأمين

اترك تعليق