متابعات

تاناروت …5 أعوام من الإزدهار الإبداعي

الصورة عن تاناروت


كما تنعكس زرقة السماء على مِداد البحر ينعكس أزرق تاناروت على لظى فيافي ليبيانا فتتزامن هذه الأيام مع ذكرى مرور 5 أعوام على تأسيس تجمع تاناروت للإبداع الليبي الاسم الذي يشق قحط إحدى وديان منطقة الحمادة الحمراء جنوب غرب ليبيا فاشتق منه هذا الاسم ليصبح شمعة ميلاد مؤسسةً ثقافيةً كاملةً، كردة فعل طبيعية وضرورية وبالتالي كان حضوره مبررًا لتحريك المياه الراكدة في المشهد الثقافي والفني الليبي الذي يخيم عليه الجمود والضبابية فجاء تاناروت منعشًا إياه مشرِّعًا أبوابه لكل المواهب الإبداعية والفنية من خلال كوكبة من المثقفين في بنغازي اللذين إرتأوا أن يكون خيارهم إعلان الحرب على كافة أشكال القبح والتمرد على ظواهره السلبية والهدّامة، متسلحين بإصرار السماء على الإمطار لتُمسّد وجه التراب بالحياة وتنكس القصيدة عن نوافذ الصباح غُبار الأيام الثكلى.

.جهود كبيرة تبذل ولا تزال طوال السنوات الخمس المنصرمة فرؤية المؤسسين لتاناروت تقوم على النهوض من ركام ما تخلفه النزاعات المسلحة وتتركه الأحقاد على جانبيّ الطريق بوعي كبير ومسؤولية أخلاقية جادة، وقد مضوا إلى حد بعيد في تنظيم الفعاليات والأنشطة المختلفة كالأمسيات الشعرية وإقامة الندوات وحلقات النقاش القراءة والترويج لجماليات الحياة، واستقطاب الشباب من ذوي العقول النيرة ليلقوا الرعاية والتشجيع تحت سقفه الأزرق فينهلون من منابعه العذبة ويصقلون شخصياتهم عبر فروع أغصانه، ومن الأهداف المهمة للتجمع هي تحرير المثقف من القالب الكلاسيكي الذي كبلته به المؤسسات الحكومية وإن ما يمكن إنقاذ يتحقق منذ 5 سنوات على سواعد أبناء تاناروت للإبداع.

وتتحدّث الشاعرة والقاصة “رحاب شنّيب” أحد الأعضاء المؤسسين لتجمع تاناروت قائلةً:
بعد خمس سنوات من عمل متواصل لمؤسسين وأعضاء مروا على هذا الفضاء الأزرق علينا أن ندرك دائما أن العمل الثقافي بحاجة إلى تكاثف جهود وعطاء مستمر، فبالرغم من العمل الصعب في المناخ الليبي العام مع قلة الامكانيات إلا أن تجمع تاناروت استطاع أن يؤثث بيئة خصبة لرواده، وأن يدعم الثقة لدى أعضائه مما جعلهم قادرين على الاستمرار والعمل.

وتؤكد بأن تاناروت لم يعد منظمة ننظم إليها وحسب، بل هو مسار حياة، فالهدف هو من جمعنا والحماس هو من يجعلنا نسلك الطريق بثبات، ندرك أننا في مجتمع اعتاد على اللون الباهت، الفكرة الباهتة، الحلم الباهت وندرك أن حضورنا بشكل مغاير له ارتداداته لذا كلما نستقبل شبابا يعزفون ويقرأون ويرسمون ويطرحون أفكارهم في حلقات النقاش تراقصنا الغبطة وتسقي غبطتنا حقول أفكارنا، كم أتمنى أن تتكرر هذه التجربة في كل مدينة وفي كل حي، علينا أن ندرك أن العمل الثقافي لا مناص منه حتى نساعد في بناء مجتمع أفضل.

وعن أهداف المرحلة المقبلة تردف: بعد خمس سنوات يخطط تاناروت إضافة نوادي أخرى لفضائه، فبعد نادي الكتاب والسينما والعلوم الإنسانية ونادي تاناروت العلمي نستقبل نادي الترجمة ونخطط لمشاريع مختلفة وكله بفضل تكاثف الأعضاء و الداعمين المؤمنين بدور الثقافة.

مقالات ذات علاقة

مصراتة: ثاني أمسيات (صالون رمضان الثقافي) تتناول قضايا الموسيقى والآلحان العربية

المشرف العام

يوم ثقافي وطني بحضرة الأسيرة المقدسية إسراء الجعابيص

فراس حج محمد (فلسطين)

توصيات الملتقى الوطني الثاني للإبداع

المشرف العام

اترك تعليق