متابعات

تاريخ الدبلوماسية الليبية في محاضرة بطرابلس

بوابة الوسط

ألقى الباحث في التاريخ الليبي الدكتور محمود الديك في بيت الثقافة للتراث والفنون الاثنين، محاضرة بعنوان «تاريخ الدبلوماسية الليبية من1551الى1951»، وهي تعريف شارح لكتاب صدر للمحاضر بذات العنوان رصد خلاله مسيرة النشاط الدبلوماسي للأنظمة السياسية الحاكمة خلال هذه الفترة.

الدكتور محمود الديك وكتاب تاريخ الدبلوماسية الليبية

وبيّن الديك في حديثه بمقدمة تمهيدية المفارقات الحاصلة في أطوار الدول المتقدمة والمتخلفة، إذ تعجز دولة مثلا ضاربة بجذورها عميقا في تاريخ الحضارة عن أخد المكان اللائق بها في المشهد السياسي الحديث، بينما تتمكن دولة حديثة النشأة بالمقارنة من فرض شخصيتها في حجم يتجاوز كثيرا أصول تلك النشأة، بل نرى شكلا مغايرا حتى في طريقة تعاملها مع الأزمات فتحول الهزائم إلى انتصارات كما في أميركا.

مضيفا بالقول إن «الدول الناشئة حديثا تسعى إلى تأسيس تاريخ لها وهناك في المقابل دول لها تاريخ لكن خطأها يكمن في استحضار ذاك الماضي وإسقاطه على الحاضر بمنطق ينافي شروط الواقع وهنا تكمن النكسة، فلا أحد ينكر أن الحاضر هو جزء من الماضي ولكن يجب معرفة ظروف الأحداث والاعتبارات المرتبطة بها».

وأشار المحاضر إلى أن العلاقات الدولية شغلت وما زالت حيزا كبيرا من اهتمام البحاث، خصوصا إذا ما أدركنا ضرورة فهم الأسس التي يجب أن تبنى عليها تلك العلاقة، والتي تتطلب استجلاء التفاصيل والسياسات المحددة لاتجاه كل دولة مع أخرى، والخريطة الدبلوماسية لكل منها.

ويصل بذكره لهذه الملاحظة إلى طرابلس الغرب كمدينة متوسطية حولها موقعها الجيوسياسي لمركز استقطاب دبلوماسي بقدر ما منحها مزايا توسيع دائرة الشراكة مع أقطار العالم العديدة، ظل مهددا أيضا بالاضطرابات والنوازل ما يعني أن ذلك متوقف في النهاية على مدى استثمار حكامها الجيد للعلاقات بما يخدم المصالح الاقتصادية والسياسية.

وأوضح الديك أن تشابك العلاقات الدبلوماسية لليبيا مع الدول الأجنبية يقودنا إلى لزوم رصد هذا المسارات من رأس الهرم إلى القاعدة، كذلك فهم تفاصيل أدوار دول بعينها وهي إيطاليا وفرنسا وأميركا لما لسياساتها من تماس حقيقي مع طرابلس في مفاصل زمنية مختلفة.

وألمح بالخصوص أن الدراسات التاريخية عنيت بتضخيم الجانب الحربي وإبراز ملاحم المواجهة المسلحة لتلك الدول على حساب تاريخ معاهدات التهدئة، والتي تظهر المقدرة الدبلوماسية للأجداد في مجابهة الخصوم بالطرق السلمية ومحاكاة الطرف الآخر سياسيا.

مقالات ذات علاقة

إحياء يوم المكتبة العربي

المشرف العام

محاضرة عن الثقافة في زمن الكورونا

مهند سليمان

ندوة حوارية عن الإسلام فوبيا بمنتدى جامعة طرابلس الثقافي

مهند سليمان

اترك تعليق