طيوب البراح

تائهة

ريم القماطي

من أعمال التشكيلية خلود الزوي
من أعمال التشكيلية خلود الزوي

في 20 من شهر يونيو ألفين وثلاثة عشر.. على رصيف المُراهقة.. كنتُ أتمشّى بين متاجر الأماني ودكاكين الطّموح، خالية الجُيوب.. بعد أن أضعتُ حُلُمي في احتفالٍ يُقامُ سنويّاً لجمع الأحلام…

توقّفتْ سيّارةُ أُجرة.. تنقُلُ السّنوات… اتّجهتُ نحوها، و صعدت.. بعد أن وصلنا المكان المعلوم.. توقّفَتْ.. حينما هممتُ بالرّحيل، سألني السّائق:

_ هل أنتظِرُكِ؟

فقُلتُ: لا

ردّ: حسناً.. و رحَل…

لم يَكُن الموقِعَ الصّحيح… تبّاً… لم آخُذ رقم السّائق، ولا أعرفُ أينَ أنا حتّى..

كان ذاكَ الوداع الأخير لي.. ودّعتُني، و رحَلْتْ… كان الرّصيف يكبَرُني بسنوات.. كنتُ أتعثّرُ كلّ الوقت.. حتى تماسكتْ خُطواتي.. تعلّمتُ الكثير.. أصبحتُ بعُمرِ الرّصيف فكرِيّاً، أما جسديّاً فلازِلتُ تِلكَ الفتاة التي سُلِبتْ مُراهقتُها.. منذُ ذاك الوقت وأنا أعيشُ في حيٍّ يملأ أرصِفَتُهُ الشّيب.. منازِلُهُ شاحبة… سُكّانُهُ النّدبات الموحِشة… شمسُهُ انعِكاس الدّمعِ في المرآة… وقمَرُهُ عينٌ مُبْيَضّةً من شدّة الحُزن.. أبوابُهُ يركُلُها الحنين فتتخبّط طوال الوقت… هواءُهُ زفير الأسى وشهيقُ الأماني…

لازٍلتُ أنتَظِرُ السّائق!!!!

وأنتظرُ لقائي بي بشوق.. واحتضاني لي !!!!… ليتَهُ يعود ليُعيدني!!!!.. كان الوداع الأخير بيني وبيني..

مقالات ذات علاقة

يتَبعُني حُلُم

المشرف العام

سبات الضمير

المشرف العام

عزلة

المشرف العام

اترك تعليق