طيوب البراح

بعد فوات الأوان

زينب عبدالله

من أعمال التشكيلية خلود الزوي
من أعمال التشكيلية خلود الزوي

 
أعترف بذنبي ، أعترف بجميع أخطائي
أعترف كوني أنانياً
أعترف بأني أخطئت بحقكِ
أعترف بأني مذنب
ولكن ما الجدوى من اعترافي  
ما الجدوى
أعيش منذ تلك الحادثة حالةً من الهذيان .
ليتكِ أوقفتني تلك الليلة
ليتكِ صفعتني، لكي أعي عن نفسي
أنا مجرم وقاتلكِ
اللعنة لرجوليتي
اللعنة لنفسي
تلك الليلة ستظل عالقة في عقلي، لأني ارتكبت فيها أثماً عظيماً
هل تعلمين بأني في كل ليلة أرتجف فيها، ليس خوفاً من العقوبة.
بل خوفاً لمقابلتكِ
أعلم بأنكِ ستسامحينني
ولكني أريد منكِ توبيخي
أريدكِ أن تشتميني لأنني تركتكِ تلك الليلة
تواجهين مصيركِ لوحدكِ
أني أعترف بذنبي ،أعترف بجميع أخطائي ولكن بعد فوات الأوان
لماذا فعلتي ذلك
الا أنكِ تريدين معاقبتي طول حياتي
ابتسمي الآن
لأنكِ نجحتي
نعم لقد عاقبتني أشد العقاب
أنا أحس بندم
أحس بالقهر مما تلطخت يداي
أحس بأني افتقدت شيء ثمين في حياتي.
هل تعلمين أذا أخبرتكِ
بأني افتقدتك ، افتقدت كل التفاصيل الجميلة التي جمعتني بكِ
افتقدت السلام من أعماق وجداني
 
أفتقد كل شيء جميل منذ رحيلكِ
أصبحتٌ عبارة عن جسد أتنفس فيه وميت من داخلي من دون أحاسيس أو وجدان
أحمل قلباً ميتاً
قلبي يشتعل بشعلة من الحرمان والأسى.
هل أنا أستحق انتحارك من أجلي
من أجل شخص سيء مثلي
 
أعيش كئيب منذ أن رأيتكِ ملطخة بدمائكِ
تلك الصورة المفزعة التي لم تغادرني
أعيش منذ تلك الحادثة حالة من الهذيان
 
أعترف بذنبي
أعترف بخيانتي لكِ تلك الليلة ، فأنا رجل ساقط
التصق بذباب العفن والقاذورات
نعم أعترف بذنبي
ولكن من سيستمع بندمي
من سيسمعني بعد فوات الأوان
من سأشكي حالتي
ليتكِ طعنتي السكين في قلبي
فأنا المذنب
ما ذنبكِ لكِ تقتلي نفسك
ما ذنبكِ
 فأنتِ مثل الملاك
 
لم أعلم قيمتكِ 
ولم أعلم بأنكِ نور يهديني إلى الشمس لإضاءة نور الهدى في الطريق ودرب صلاح في حياتي
 
أعترف بحماقتي
 
أعترف بمجوني
فأنا رجل منحط
 
أريد منكِ أن تغفرين لي
 
فدموعي تنزف ألماً
تنزف قهراً وحسرة
ليتني كنتٌ صادقاً معكِ
ليتني كنتُ رجلاً مثالياً
رجلاً لا تغريه الذباب 
رجلاً من غير ذنوب
أنا نادم
ليتني أدركتُ أخطائي وأنتِ على قيد الحياة
أعيش بوجع
أعيش بألم وانكسار سيرافقني عبر السنون
أعيش وأنا أحمل خطأ وجرم فوق أكتافي
 
يا إلهي
 
أحس بجبل من الذنوب فوق رأسي يرهقني
 
سامحيني أرجوكِ
فأن ما تبقى من حياتي هو عذابي، لأني فرط بكِ
فرط حبكِ وخسرته
سامحيني أتوسل اليكِ
أرجوكِ
هل تسمعين صوتي
 
هل تحسين بندمي في السماء
 
الآن فهمت لماذا انتحرت، لكِ تجعليني أحس بتأنيب ضميري طوال حياتي، افرحي ولترقدي في سلام.
لأن مبتغاكِ قد حصل، سأعيش حياتي بأكملها وأنا أحمل بين يدي ذنب انتحارك
اعذريني وأنا أقف فوق قبركِ أن تقبلي من هذا الخائن توبته وندمه
 
بعد فوات الأون

مقالات ذات علاقة

سحابة

المشرف العام

بــكلــمة

المشرف العام

ليلة الأمنيات

سمية أبوبكر الغناي

اترك تعليق