شعر

انهض سبتيموس*

رغم ليلك المحشو
بالنار والرعب والترقب
تنهضين سنفونية عصيان لا تهدأ
وعزف علي مقام الرفض
تشربه على عجل
الشوارع الظامئة للرياح
عراجين البلح الضارعة في العشيّات
الصوامع المكبرة في الأسحار
الأولاد الضاجّون
المدجّجون بالطيش والميديا
العابثون بمكياج الظلام
المتخندقون فيك وحولك
الناهضون بمهرك
والعاكفون على خلاصك
أعرف أن فرحتي
من دونك ناقصة
وأن طعم الانتصار
في فمي مرتبك
لأنك وسادتي
وخزانة أحلامي
شريكتي في الصحو
ونديمتي في الغياب
حجّتي إذا تباهت العواصم
ومحجّتي إذا عربد الرمل
وتقاعست الظلال
أطوف حول غزالتها
وأسعى ما بين قوس النصر
وباب السرايا
أصرخ إلي سبتيموس سفيروس
أن ينهض
وأن يلقي
تحية الصباح كعادته
علي الفلاحين والصيادين والتلاميذ
وأن يشهد كما كان يفعل
علي بوح العاشقين
في المساءات الحافلة
بالزهر والحناء
انهض سبتيموس
النعوش اختارت وجهتها
والفجر أبحر في الأجفان
————————————————————————
*ولد سبتيموس سفيروس سنة 146 ميلادية لأبوين أمازيغيين في مدينة لبدة بغرب ليبيا وقد حكم هذا الرجل روما لمدة ثماني عشرة سنة، من العام 193 ميلادية حتى وفاته سنة 211 ميلادية ويصفه الكتّاب الرومان “بالبربري” الذي تعلَّم اللاتينية، ولكنه لم يفقد قط لهجته الأمازيغية.

مقالات ذات علاقة

يا أنتِ

عائشة الأصفر

من شهقتها تسردُ موالها

مفتاح البركي

اجْخرّة* أو ساراجينا

عاشور الطويبي

اترك تعليق