شخصيات

الهاشمي المكي وجريدة أبوقِشة

نزار نصر

الشيخ “عثمان المكي” يتوسط أسرته ويقف عن يمينه ابنه “الهاشمي المكي” صاحب الجريدة الهزلية (أبو قِشّة) بكسر القاف وهي كنية فصيحة للقرد وصغيره في اللغة قِشّة (الصورة: نزار نصر)

الشيخ “عثمان المكي” يتوسط أسرته ويقف عن يمينه ابنه “الهاشمي المكي” صاحب الجريدة الهزلية (أبو قِشّة) بكسر القاف وهي كنية فصيحة للقرد وصغيره في اللغة قِشّة.

أصدر الهاشمي المكي جريدته الأولى (الإسلام) في تونس يونيو 1908 التي عطّلها الاستعمار الفرنسي بعد صدور عددها الأول والوحيد فأصدر بعدها صحيفة أبو قشة التي تفطنت فرنسا لأهدافها فأوقفتها كذلك وكان هذا سببا في هجرته إلى طرابلس حيث أعاد إصدار صحيفته الهزلية بنفس الاسم عام 1910 وطبعها بالمطبعة الشرقية لصاحبها اليهودي افرايم تشوبة الذي جعل مقرها بالقرب من المحكمة الشرعية (دار القاضي) في شارع قوس الصرارعي (ساباط الشيخ) بمدينة طرابلس القديمة…

كان تشوبة متعِبا لمصدري الجرائد وله قصة شهيرة مع الشيخ محمد البوصيري وجريدته (الترقي) في إصدارها الثاني الذي انطلق بُعيد تفعيل الدستور العثماني (المشروطية الثانية) وقد لحق بالهاشمي المكي عتاب بعض مثقفي البلد لتعاونه مع تشوبة لا في طبع جريدته بمطبعة تشوبة وإنما في قبوله رئاسة تحرير صحيفة الدردنيل التي أصدرها تشوبة من مطبعته ثم تفهّم الأستاذ عبد الله جمال الدين الميلادي نوايا صديقه العزيز الهاشمي المكي ونقل عذره لمثقفي البلد من معاتبيه بعد ما اتضح أن إيطاليا مقدمة على الاحتلال لا محالة خصوصا أن أعيان يهود طرابلس قد وقفوا موقفا مناصرا لدخول إيطاليا قبل تحريك أسطولها حيث أبدى القنصل الإيطالي تعاونا ملحوظا مع الطائفة الإسرائيلية وكان وسيطا مريحا في وصول مساعدات الاتحاد العالمي الإسرائيلي بباريس إلى سراة يهود البلد وإنما أراد الهاشمي المكي أن يتخذ من اليهود يدا بيضاء عند الإيطاليين إذا دخلوا لتستمر إصدارات الصحف ولكن خاب الظن أمام تعسف الاحتلال الذي بادر بإغلاق الجرائد ومن بينها صحيفة الهاشمي المكي الذي تحول إلى مصر وما مكث فيها حتى قصد الآستانة وهناك نشر كتابا ينصر فيه قضية الليبيين ضد إيطاليا ثم استقر بجاوة في أندونيسيا وتزوج من تلك البلاد ومن عقبه ابنه الرسام التونسي الشهير حاتم المكي.

نزل الهاشمي المكي أول إقامته بطرابلس بسانية السطى محمود بن السطى عمر ومكانها اليوم القصر الذي أنشأه الإيطاليون وهو القصر الذي تحول إلى القصر الملكي فقصر الشعب بعد ذلك ثم نزل ضيفا على صديقه جمال الدين الميلادي قبل أن يستقر في زنقة الزقوزي المتاخمة لجامع بن موسى بمحلة كوشة الصفار بالمدينة العتيقة في طرابلس وهو ذات البيت الذي عُرف بعدها بحوش العريفة خيرية الحاراتي زوجة القزلة والعريفة هي مؤدبة البنات التي تعلمهنّ القراءة والكتابة وأعمال التدابير المنزلية وقد احتفظ بصداقته الوثيقة مع جمال الدين الميلادي حيث نزل الأخير فترة ببيت الشيخ عثمان المكي والد الهاشمي في حاضرة تونس أول نزوله هناك عام 1923 قبل أن يستقل بسكنه ومنها إلى مهجره النهائي بإزمير تركيا.


درس الهاشمي المكي في الزيتونة حتى نال شهادة التطويع ثم تحول إلى المدرسة الخلدونية صاحبة الريادة التنويرية في تونس حتى نال منها دبلوم الرياضيات عام 1903 وحصل على شهادة الهندسة التطبيقية في قياس الأراضي

مقالات ذات علاقة

وآن لهذا الفارس ان يترجل

أحمد إبراهيم الفقيه

5 معلومات لا تعرفها عن الشاعر الراحل حسن السوسي

المشرف العام

أربعينية رضوان أبو شويشة

مهند سليمان

اترك تعليق