الفنان إسماعيل العجيلي يتوسط الأستاذ إبراهيم حميدان والإعلامية فريدة طريبشان.
متابعات

«الليبية للآداب» تحتفي باليوم العالمي للإذاعة في طرابلس

نظمت الجمعية الليبية للآداب والفنون الأربعاء، بدار الفقيه حسن، ندوة فكرية لمناسبة اليوم العالمي للإذاعة، ألقيت خلالها ورقات تناولت تاريخ الإذاعة الليبية والرواد المؤسسين بمشاركة الإعلاميين عبدالرحمن أحمد وعزالدين عبدالكريم، والفنان إسماعيل العجيلي، والباحث مراد الهوني، صاحبها عرض ضوئي بالصور لمراحل زمنية مختلفة من بدايات البث الإذاعي.

الإذاعي محمد عبدالرحمن، يتحدث عن تجربته الإذاعية.
الإذاعي محمد عبدالرحمن، يتحدث عن تجربته الإذاعية.

وتوقف الإذاعي عبدالرحمن أحمد في ورقته عند أهمية الخطاب الإعلامي ومضمونه الذي يجب أن ينحاز إلى الموضوعية في الطرح بعيدًا عن لغة التهميش أو الإقصاء أو المبالغة في تضخيم الخبر، وكذا معرفة المذيع الطريقة المناسبة التي يجب أن يقدم بها نفسه للجمهور.

ثم سرد جانبًا من رحلته الإذاعية التي بدأها منتصف ستينات القرن الماضي، كمذيع قارئ للأخبار ومعد ومقدم العديد من البرامج منها على سبيل المثال برنامج «صباح الخير»، «سهرة الأسبوع» الذي تضمن لقاءات مع ضيوف من المشهد الثقافي والغنائي الليبي والعربي.

ويشير في سياق ذكرياته الإذاعية إلى وصفه للاستعراض العسكري بميدان الشهداء لمناسبة عيد الاستقلال في الرابع والعشرين من ديسمبر العام 1968، وهو النقل المرئي الأول للتلفزيون الليبي، واختياره لنقل الحفل الفني الساهر للفنانة الراحلة أم كلثوم في الثاني عشر من مارس 1969.

كما أتيحت له الفرصة أن يكون أول مذيع عربي يقرأ الأخبار في التلفزيون المصري، وذلك ضمن اتفاق التبادل الإذاعي بين مصر وليبيا، إضافة إلى فرص عمل أخرى في لبنان وألمانيا.

وقدم الفنان إسماعيل العجيلي خلال حديثه ملامح للدراما والمسلسلات التي قدمت في مراحل مبكرة سبقت افتتاح الإذاعة الليبية وإشارته إلى جيل الرواد أمثال الكوميديان الشعبي خيري الحجازي والذي اشتهر بتقديمه برنامج «خالتك لولو وعمك محو» وهو نوع من المحاكاة للواقع الاجتماعي آنذاك.

معرجًا في ذات السياق على المرحلة الثانية من جيل الرواد يمثلها الإذاعي والكاتب محمد بوعامر، وتطور الأعمال الدرامية على مستوى الكتابة ببروز أسماء مثل عزالدين صبيح، وإبراهيم الهنقاري، عبدالقادر بوهروس.

الفنان إسماعيل العجيلي يتوسط الأستاذ إبراهيم حميدان والإعلامية فريدة طريبشان.
الفنان إسماعيل العجيلي يتوسط الأستاذ إبراهيم حميدان والإعلامية فريدة طريبشان.

ويلمح العجيلي إلى أن الدراما الليبية قدمت مسلسلات تجاوزت فنيًا ما كان موجودًا بدول الجوار, ومع تواصل المسيرة الإذاعية لمع في فضائها أسماء كتاب وفنانين كان لهم حضورهم المميز كالفنان مصطفى الأمير ومحمد بن نعسان اللذين قدما مسلسل «عيشة وسليمان»، كما كتب مصطفى الأمير مسلسلًا من بطولة الفنان شعبان القبلاوي حمل عنوان «الفلفولي»، وقدم الأزهر أبوبكر أحميد على صعيد الكتابة مسلسل «أوراق الخريف». 

وأشار العجيلي إلى الأعمال الكوميدية من خلال شخصيات الفنانين عبدو الطرابلسي وعبدالرزاق بن نعسان وحمد المسكيني ومصطفى ازقيرة ومحمد الزقوزي وعامر الجدي، إسماعيل الريحاني، كما قدم عبدو الطرابلسي كنموذج لأعماله الكوميدية مسلسل «ثلاثة في دكان».

من جانبه تناول الباحث مراد الهوني جانبًا من تاريخ الإذاعة الليبية خلال مرحلة الاستعمار الإيطالي ثم لاحقًا زمن الإدارة الإنجليزية وما بعدها، موضحًا أن ليبيا عرفت الإذاعة في أواخر العهد الإيطالي باسم إذاعة طرابلس العربية، وكان من بين عناصرها المترجمين أحمد بن زيتون ومصطفى السراج، وعمل بها كل من أحمد الحصائري وأحمد قنابة كمذيعين.

وقبيل الاستقلال 1951 انطلقت إذاعة بنغازي بإشراف الإدارة الإنجليزية، واستمع المواطنون عبرها إلى أغاني علي الشعالية والسيد بومدين وعبدالسلام الصابري وبعض المجموعات الفنية الشعبية، ثم شهدت الإذاعة بمقرها بمعسكر الريمي التحاق المزيد من العاملين كمحمود دهيميش قارئًا للقرآن بالإضافة إلى مفتاح السيد وإبراهيم اطوير وحميدة بن عامر ومحمد علي التاجوري.

ويضيف الهوني أن الإذاعتين قدمتا تجربة جيدة خصوصًا بعد الاستقلال والذي عبّد الطريق نحو الإذاعة الوطنية الواحدة التي انطلقت صيف 1957.

ر
الجمعية الليبية للآداب والفنون تحتفل باليوم العالمي للإذاعة.

وتطرق الإذاعي عزالدين عبدالكريم في ورقته التي ألقتها الإعلامية فريدة طريبشان إلى تجربة إذاعة طرابلس المحلية والتي استطاعت شد المستمع إليها بتوافر أهم شروط النجاح المتمثلة في الاختيار الدقيق للعناصر الإذاعية، وطرح القضايا التي تمس اهتمام المواطن بشكل حر وصريح، كما لا يمكن تجاهل السياسة الحكيمة لإدارتها برئاسة الأستاذ عبداللطيف بوكر، إضافة إلى ركائزها الأساسية من الرواد والذي  تتلمذ على يد بعضهم أمثال الأساتذة ناصر عبدالسميع، محمد كشلاف، فاطمة عمر، أحمد الحريري، لطفي عبداللطيف، ونور الدين هويدي وغيرهم.

واختتمت الندوة بتكريم عدد من الإعلاميين الذين مثلوا جيل الريادة في العمل الإذاعي وهم الإذاعي والكاتب محمد بوعامر، والفنان لطفي بن موسى، والفنانة عويشة الخريف، والإذاعي عبدالرحمن أحمد، والمخرج عبدالحفيظ شلابي، وذلك بتسليمهم درع الجمعية الليبية للآداب والفنون.

مقالات ذات علاقة

فعاليات اليوم الأول للأمسيات الطبرقية

المشرف العام

تاريخ طرابلس يستعيد أنفاسه في معرض من الفكرة إلى اللمسة الأخيرة

مهند سليمان

“الليبية للاداب ” تحتفي باليوم العالمي للشعر بطرابلس

عبدالسلام الفقهي

اترك تعليق