الراحل علي السني
شخصيات

القلم الساحر ، ومبدع الكلمة

عبد الرحمن محمد قنيوة


علي السنّي (علي محمد علي السني).

كافح مع جيل الكلمة وجيل مغنى الزمن الجميل كفاح الصابرين على السراء والضراء ، بدأ عمله:-
• مع المصالح المشتركة في بداية الخمسينيات .
• وانتقل للمركز الثقافي الأمريكي ، وكان خلال تواجده في المركز المذكور كثير القراءة فيه فأجاد اللغة الإنجليزية بكفاءة .
• ثم انتقل إلى وزارة الصحة وعمل كممرض والتقى برفيقة عمره فيما بعد السيدة البارة الفاضلة ( فاطمة عبدالله الورفللي ) رحمها الله وأثابها على الخدمة الجليلة التي يذكرها بها كل الأجيال التي مرت عليها {غفر الله لهما}.
• ثم جاء المقام الأخير في خدمته الوظيفية وهي “شركة أسّو النفطية” الذي التحق بها في الستينيات إلى أن تقاعد سنة 1985م.

أكرمه الله بذرية صالحة لها مكانة مرموقة في المجتمع ككل {أربعة أنجال وكريمتان}:-
{ رضوان . صلاح . حسني . خالد . كريمة . مفيدة }
أدامهم الله وأطال في عمرهم ، وألهمهم ، وألهمنا الصبر والسلوان.

إنه الأستاذ والشاعر الكبير علي السّني ، أستاذ الكلمة والشعر الغنائي على الساحة الليبية منذ العام 1949م روائعه لا تُنسى لغالبية أقطاب التلحين في ليبيا : كاظم نديم _ محمد مرشان _ محمد الدهماني _ عبد الرحمن قنيوة _ عبد الباسط البدري.

أعماله الخالدة التي لازالت ليومنا هذا غناها كبار مطربينا إضافةً إلى مطربي العالم العربي من المغرب إلى المشرق. على سبيل المثال:-
• هايم بيك وعيوني سهارة غناء سلام قدري لحن من التراث
• بيناتكم ياساكنين الحارة غناء علية لحن كاظم نديم
• لا لامتا يامركبي عوامة غناء خالد عبدالله لحن عبدالرحمن قنيوة
• تغربت تبعني الحنين ينادي غناء المطرب المصري الكبير كارم محمود ، لحن عبدالرحمن قنيوة
• ذوقي الشوق واحتاري شوية غناء نوري كمال لحن عبدالباسط البدري
• حبيت مرة قرنفلة خطفوها غناء مصطفى طالب لحن عبدالرحمن قنيوة
• حبيتك أول مرة يوم كنا صغيرين غناء مصطفى طالب لحن عبدالرحمن قنيوة
• لا تغيبك على العين يابو العيلة لحن وغناء سلام قدري
• أغانِ أُخرى كثيرة لمطربين عرب وليبيين .

رغم السنين الطويلة التي قضاها في خدمة الكلمة الهادفة والمعبرة لم تكرمه الدولة ، ولم يحظَ بالتقدير سوى تكريمه في سنة 2010م من المركز القومي للبحوث والدراسات الموسيقية ، وهو الآن في رعاية الله وبين يدي الكريم العظيم.
من ميزات هذا الشاعر الكبير والأنيق أن كل من غنى ولحن أعماله يحتفظ بها كلها أو غالبيتها وقد جمعتني به جلسات كثيرة ” في سانيته ” بطريق الجديدة ، ولديَّ أوبريت لم نكمله بعد عن المدينة القديمة وذكرياتها الجميلة. حيث أننا من نفس المنطقة منذ الصغر ، وكان مقر سكناه بزنقة الجمل، ولقد أقمنا الأفراح والسهرات الجميلة في سانيته كانت بدايتها فرح صديقنا _ ابنه الوفي رضوان _ في نهاية التسعينيات.

يتسم الأستاذ علي السني بشيمة الوفاء والأخلاق الحميدة والبسمة الصادقة ومتابعته لأصحابه وأصدقائه وزيارتهم في السراء والضراء ، ومواصلته لي لن أنساها في ظروف صعبة مرت بي ، وعشرته المشرّفة نتمنى أن يحذو حذوها جميع الفنانين . كان قليل الإختلاط بعد تقاعده من النفط حيث أعطى كل جهده لسانيته الصغيرة ولأعماله الغنائية ولأسرته المباركة ولربه أولاً وآخراً .
مهما كتبت ودونت وأثنيت على هذا الفنان الإنسان فلن أوفيه وأعطيه حقه . فهو نجم النجوم من الفنانين الليبيين في الزمن المشرق الجميل المليء بالحب والود الذي لازمه حتى انتقاله للرفيق الأعلى يوم الأحد الموافق 8/6/2014م .

رحمه الله ، وحفظ الله له أسرته المباركة التي أخذت من سيرته وأخلاقياته كل شيء . فقد كان لوفاة المرأة الصالحة زوجته “الحاجة فاطمة ” صدمة كبيرة أثرت فيه . فهي ملاك الرحمة لجميع المرضى طوال أربعين عاماً وأقرب الناس لوالدتي وخالتي عويشة الخريف وأخواتي البنات ، ولقد عانت ورعت الكثير من حجاج بيت الله الحرام عند مرافقتها لهم في بعثات الحج العديدة ، وكانت راعية لأخي المرحوم الأمين قنيوة في رحلة الحج خلال فترة الثمانينات على ما أعتقد حيث مرض مرضاً شديداً فكانت ملاك الرحمة له حتى تعافى . فهي من أوائل الممرضات الليبيات حتى أخذت شهرة في مجالها وفي معاملاتها الإنسانية والإسلامية وطول بالها . رحمها الله ، ورحم أستاذنا وأخانا علي السني.

مقالات ذات علاقة

في رحيل الكاتب الصحفي عبدالرازق بوخيط

المشرف العام

عمك علي والي

المشرف العام

في عيد ميلاده الرابع والتسعين: علي صدقي عبد القادر.. الشاعر الطفل الذي أشرع الباب

حواء القمودي

اترك تعليق