حوارات

القاص: محمد عقيلة العمامي/ التقييم مجال بعيد عن تخصصي

القاص الليبي : محمد عقيلة العمامي..

التقييم مجال بعيد عن تخصصي

 

التقته/خلود الفلاح

الكاتب: محمد عقيلة العمامي

عن الأديب الليبي الراحل “خليفة الفاخري” كان كتاب (منابت الريح) المعنون باسم الرواية التي أنجزها الأديب الراحل قبل رحيله بأيام .

منابت الريح.. سيرة “الفاخري” أعدّها القاص “محمد عقيلة العمامي” متضمنة ثلاث فصول: سيرته الأدبية.. أعماله التي لم تنشر (صور متنوعة ومخطوطات لبعض رسائله) وصدر للفاخري: 1- موسم الحكايات -2- غربة النهر – 3- بيع الريح للمواكب.

* هل جاءت كتابة سيرة الراحل “خليفة الفاخري” من كونه صديقاً قبل أن يكون مبدعاً ?

** نعم.. صداقتي له هي التي فرضت كتابة سيرته, التي اعترف أنها شهادة أكثر منها سيرة. وبالطبع ما كنت لأكتبها لو لم يكن مبدعاً.

صداقتنا التي تواصلت أكثر من أربعين عاماً, هي التي حتمت كتابة (منابت الريح) فبفعل هذه الصداقة توفر لديّ كم هائل من المعلومات عنه وكتابات له رأيت أنها حق لكل المهتمين بكتاباته, وأيضاً أصدقائه فجمعتها, وصنفتها في هذا الكتاب لتكون في متناول أيديهم.. بمعنى آخر كل ما قمت به هو إعداد حافظة موثقة -أو حقيبة- (زخرفتها) ووضعته بها كل ما قد يهم الباحث ثم دعوته ورجوته ألا يتردد في نسخ أي مستند قد يحتاجه لعمله. ولقد اتصل بي كثيرون واخذوا ما يريدون ووظفوها لما هو مفيد لهم وللمشهد الثقافي الليبي وهذا ما يجعلني راضٍ عما قمتم به.

* كم استغرق الإعداد لهذا الكتاب ?

** حوالي ثمانية أشهر فلقد شرعت فيه بعد مناسبة تكريمه مباشرة, أعدت لنفسي منهجاً أساسه تسلسل تواريخ المستندات التي توفرت لديّ, ثم سرد بداية معرفتي له بأسلوب سردي بسيط محاولاً قدر المستطاع ذكر كل الذين تربطهم علاقة به, بحيث يكون العمل مقسماً إلى مواضيع أصل بنهايتها إلى تقديم ما لم ينشر من أعمال ورأيت أن تنشر هذه المواضيع على حلقات بصحيفة توزع في ليبيا وبقية الوطن العربي فاخترت صحيفة العرب. وركزت في الحلقات الأولى على ذكر العديد من أسماء الذين عاصروه وارتبطوا معه بصداقة أو علاقة وثيقة لأنهم -أولاً- بمثابة شهود, وثانياً قد يكون بحوزتهم ما يعينني, أو يوضح ما غاب عني, أو يصحح ما قد أخطي فيه. ولقد أثمر منهجي كثيراً فقد اتصل الكثيرون موضحين ومشجعين وعندما انتهت الحلقات جمعتها في هذا الكتاب.

* هل التزمت مبدأ الحياد في وصف رسائل “الفاخري” إلى أصدقائه بأنها من الروائع ?

** ياخلود.. أنا لم أكن في كتابي (منابت الريح) حكماً, تماماً مثلما لم أكن ناقداً إن كل ما كتب في (منابت الريح) هو رأي الشخصي في صديق مبدع لم أقارن إبداعاته بأخرى حتى أكون محايداً ولم أحلل نصوصه حتى أكون ناقداً. حتى عندما تحدثت عن أدواته الجمالية كان هدفي هو الإشارة إلى إنني ناقشته في أدواته, وإنه أكد وجهة نظري.. وكل ذلك لتأكيد رأي بشأن تأثره بكتاب عصره. العديد من الأصدقاء الأدباء التبس عليهم طبيعة ما قمت به. أنا أؤكد للجميع أن (منابت الريح) ليست أكثر من شهادة اشتملت على ما وجدته بحوزتي من مستندات, وهي ليست عملاً نقدياً, ولا دراسة, وبالتأكيد ليست إبداعاً .

* هناك من يقول إنك في منابت الريح أظهرت “الفاخري” الإنسان أكثر من الأديب ?

** وهل هناك فرق بين الأديب والإنسان ?.. صدقيني ما لم يكن الأديب إنساناً فإنك لن تجدي فيما يكتب ما يفلت انتباهك!.. وأعود وأكرر لك إنني لم أنو من البداية تقييم أدبه, فذلك أمر بعيداً عن تخصصي, وأيضاً عن طبيعة علاقتي به.

* كذلك قيل إنه مشروع وثائقي بقدر ما هو مجرد مراسلات ?

** ماذا يسمون مشاريع (توثيق) الرسائل?.. ثم ماذا عن نصوص “الفاخري” التي نشرت ولم يتضمنها كتاب?.. وماذا عن نصوصه التي لم تنشر من قبل?.. ماذا عن قصة (منابت الريح) التي لو لم يعطها لي قبل رحيله بأيام لما وصلت إليهم? .

وعلى العموم (القيل والقال) ظاهرة صحية تنتشر -عادة- بعد صدور أي كتاب.. واعتبرها أمراً مفرحاً, لأنها ببساطة تعني أن هناك من يتابع ما يكتب!.

تصوري أن أحد أصدقائي وأصدقاء المرحوم -وهو مثلي متفائل بظاهرة (القيل والقال)- صارحني بنفس هذا الرأي!، واقترحت عليه أن يطرح رأيه هذا, في الصحف للنقاش, لأنه عمل مثمر ومفيد لي وللمشهد الثقافي, وأيضاً لأدب الراحل “الفاخري” والأهم من كله مفيد له أيضاً فقد يجد في المجال النقدي نجاحاً, لم يحققه, من قبل, في المجال الذي يتخصص فيه الآن!.. فهل تسمحي لي, عبر هذه الدردشة, أن ندعو أصحاب هذه الآراء لطرحها ومناقشتها على الملأ بدلاً من تناولها في الجلسات الخاصة.

* بعد أن نشرت الجزء الأول من الكتاب في صحيفة العرب، عاودت تجميعه في الكتاب خاصة وأن الفترة الزمنية بين حلقات العرب والكتاب ليست طويلة ?

** لقد قلت في بداية الحلقات, التي نشرتها بصحيفة العرب أنها هي مشروع الكتاب, وما نشرته بنفس الصحيفة -باستثناء فقرات بسيطة عدلت أو صححت- هو ما احتواه كتاب ( منابت الريح ).

* إذا كان هو “تشنر” ظل “هيمنجواي” , وأنت كذلك بالنسبة “للفاخري” فما سبب ابتعاده عن الساحة الأدبية في السنوات الأخيرة?

** الفاخري لم يبتعد عن الساحة الأدبية, ولعل (منابت الريح) التي أنجزها قبل رحيله بأسبوع واحد فقط دليل على ذلك!.. “الفاخري” لم يغب أبداً عن الساحة الأدبية الليبية, فهو دائم الحضور إلا إذا حالت دون ذلك أمور خارجة عن إرداته, واعتقد إنكِ التقيت به في “درنه” قبيل رحيله بأشهر بمناسبة خمسونية الشاعر المرحوم “إبراهيم الأسطى عمر”. أما إن كنتِ تقصدين قلة إنتاجه.. فهو بطبيعته مقل يعطي لما يكتبه وقتاً طويلاً. وأنا متأكد, عندما قلت أن نصاً من نصوصه استغرقت كتابته ثلاث سنين!!.. ثم أن “الفاخري” كان يتابع جل ما يكتب, فهو مدمن قراءة, ثم لا تنسِ أنه كان يقوم بتصحيح الكثير من الأعمال قبل نشرها. فكيف يكون بعيداً عن وسطنا الثقافي?.

* ماذا بعد (منابت الريح)? هل هناك أعمالاً أخرى عن “الفاخري”?

** لا.. أكرر لك, ولكل الأعزاء -خصوصاً الأساتذة النقاد- لم يكن هدفي من كتابة (منابت الريح) إلا تقديم ما وجدته بحوزتي لكل من يريد تناول إبداع “الفاخري”, بمعنى أن الدور, الآن, على النقاد للكتابة عن إبداعاته, التي -والحمد لله- لم يضع منها شيئاً.

* وهل لمحمد عقيلة العمامي أعمالاً إبداعية جديدة?

** نعم.. أعمل حالياً في رواية أتوقع إنجازها مع مطلع العام القادم?

* وماذا عن رواية (الكراكوز) التي قلت , منذ فترة, إنها تحت الطبع?

** (الكراكوز) سوف تكون في المكتبات خلال الشهر القادم. فلقد كان يفترض أن تطبع خارج الجماهيرية, ولكن ظروفاً حالت دون ذلك, فلقد طبع الناشر بدلاً عنها كتابي عن طهي الأسماك بعد أن زينه بصور ولونه بالألوان الزاهية وأصبحت له (صوراً لأطباق شهية) إذ يبدو أن كتب الطهي -في بلادنا- هي الأكثر رواجاً!!.. تصوري أنني وصفت طريقة لطهي “الكركند” الشائك كاملة, في قصة من قصصي في محاولة يائسة لتسويق بقية المجموعة.

* معقول .. في أي قصة كتبت هذه الوصفة ?

** في قصة (حانة الكلب الأبيض) بمجموعة الديوك.. أقرئها وسوف تستمتعين بطبق الوصفة.

مقالات ذات علاقة

الروائي الليبي صالح السنوسي: اعتمد على الموروث الشعبي في كتابة رواياتي

المشرف العام

التشكيلي الليبي القذافي الفاخري

المشرف العام

الكاتب والمترجم الليبي فرج الترهوني: الترجمة عشق أبدي يطاردني حتى في أحلامي

مهند سليمان

اترك تعليق