الكاتب أحمد إبراهيم الفقيه.
حوارات

الفقيه… وحياته مع الابداع الادبي والفني

حاورهُ: عذاب الركابي

الكاتب أحمد إبراهيم الفقيه.
الصورة: عن الشبكة.

د.أحمد إبراهيم الفقيه كاتب وقاص وروائي وصحفي غزير الإنتاج، ومتابعة أعماله السردية والمسرحية والنقدية ويومياته الصحفية، وهي ترصد بدقّة ومهارة نبض حياتنا الاجتماعية والثقافية والسياسية في ليبيا وباقي بلدان الوطن، أمر يحتاج إلى إصغاءة وتأملٍ عظيمين، بقدر ما فيها من جهدٍ، فيها فاكهة العطاء بأعمق وألذ طعم. أكثر من خمسين عملاً سردياً ونثرياً، عشرون رواية، ومثلها في القصّة القصيرة، بالإضافة إلى أعماله المسرحية، وكتبه النقدية. كاتب يجدُ في المثابرة والتواصل المثمر رغيفه اليوميّ، تولى رئاسة تحرير أكثر من صحيفة ومجلة ليبية، وفي مقدمتها مجلة (الثقافة العربية) الأكثر انتشاراً، وهي الفضاء الرحب لكل الكتّاب والمبدعين والمثقفين العرب طوال فترة صدورها. كاتب وروائي لهُ حضوره في ثقافتنا العربية، يفوّضُ أمره للكلمات، يمنحها كل السلطة على أرض أصابعه، وأنهار قريحته، لأن تضيء بلا حدود، تحكي بأبجدية من ذهب الوقت حياة الوطن والناس،والأحلام، والحرية. يجدً في عسل الكلمات هبة الله، وعطر الخيال منحة المستقبل.. أكثر أدباء ومبدعي بلده ليبيا إنتاجاً وحضوراً وتواصلاً.. ذو نفس سردي وروائي طويل، وهو صاحب الرواية الشهيرة (خرائط الروح) الاثنى عشرية، العمل السردي الأطول في تاريخ الأدب العربي. الوطنُ رحمهُ الدافيء.. مساحة الحرية بكل فضائها المخمليّ.. وهو يتسعُ لرؤاه.. ولهذا تراهُ منتشيأً بفروسية الكلمات وسحرها الأزليّ، وهي تنسابُ على أصابعه انسياب الماء في قلب نبتةٍ ظمأى.. وهي تسبرُ أغوار تاريخ بلاده، موضوع سرده المتقن المثير!!

– كاتب قصّة قصيرة، ورواية، ومقال من طراز رفيع.. غزير الإنتاج من “اربطوا أحزمة المقاعد” و”امرأة من ضوء” في القصّة القصيرة وغيرها إلى “حقول الرماد” والثلاثية “هذه تخوم مملكتي – نفق تضيئه امرأة – سأهبك مدينة أخرى”، وانتهاء باثنى عشرية “خرائط الروح” وحتّى الرواية العشرين “الطريق إلى قنطرارة”.. وهأنت تأخذ كل مدنك، وأحلامك إلى الرواية.. لماذا الرواية!؟

• في البدء كانت الرواية، بمعني اننا ننشأ في الحياة مع الرواية، وكل ما حولنا هو رواية، ما نسمعه في زمن الطفولة من خرافات جداتنا هو رواية، وما يعرض لنا منذ الصغر من تاريخ اسلافنا هو رواية، وما نسمعه في مجالس الاهل يقال على السنة الرواة الذين يسردون الاحداث عن معارك الجهاد اومعارك العشيرة او القرية ليست الا روايات، واعتقد ان الادب في الاساس بدأ بالرواية منذ ان اشعل الانسان البدائي نارا وجلس يستذكر مع اهله او رفاقه احداث حياته، يخبرهم بها اويستمع الي روايتهم عنها، فذلك سرد في شكله الفطري الطبيعي، الذي تهذب وتشذب، وصار فيما بعد قصا، سواء اسميناه رواية اوقصة قصيرة او طويلة، ولذا فانني اراه امرا طبيعيا ان تتجه ملكات التعبير لدى الاديب الذي زرع الله في قلبه موهبة الادب، الى الرواية اذا كان ناثرا، او الى الشعر اذا كانت موهبته اميل الى الشعر، لان الشعر ايضا استلهام للغة الطبيعة التي ننشا معها فهي الوان من التعبير مثلها مثل الموسيقى والرسم. ربما تاخرت في كتابة الرواية، لاسباب عملية اجرائية تتصل بظروف النشر في ليبيا، وربما بظروف اخرى، يصعب الحديث عنها تفصيلا في مثل هذه الحيز من الوقت، ولكن النشر هو اكثر مباشرة ووضوحا حيث لم تكن هناك صناعة كتاب عندما بدأت الكتابة، ولم تكن هناك وسيلة نشر غير الصحيفة او المجلة التي لا تستوعب غير السرد في شكله القصير او المقالة، ولذلك اتجهت اليهما، ولم تصدر لي رواية في كتاب الا بعد عقد ونصف من ممارستي الكتابة والنشر في الصحف، ولذلك جئت الى مجال الرواية بشيء من النهم، والرغبة في تعويض ما فات من زمن، وربما هو ما حفزني الى ان اتجه الى ما يسمى الصناعة الثقيلة في الكتابة الروائية بمعنى ان اكتب ثلاثية ثم اتبعها برواية هي الاطول في تاريخ الادب العربي واقصد الاثني عشرية المسماة خرائط الروح، نعم احب كتابة الرواية، واراها تعطي الكاتب فرصة الغوص مع عوالمه التي يصورها وشخصياته التي يبتغي سبر اغوارها بقدر اكبر مما تتيحه القصة القصيرة، ولعلني كنت ساكرس وقتي كاملا لكتابة الرواية لو ان الادب يطعم خبزا في العالم العربي، ويكفي صاحبه عناء الذهاب الى عمل آخر يكسب منه لقمة عيشه، الا ان ضرورة الالتحاق بعمل آخر لا يتيح هذا الترف، ولذلك تنوعت كتاباتي، واقتضى عملي بالصحافة ان اتجه الى كتابة المقالة، التي كثيرا ما كنت اكتبها بشكل يومي، واحيانا اسبوعي، وهو ما جعل كتب المقالات تشكل حيزا كبيرا من رصيدي في الكتب لانني اتوخى ان اكتب مقالات فنية لا تستهلك نفسها في يوم نشرها مثل التعليقات السياسية، ولان لي منذ بداياتي اتصالا بالحركة المسرحية ودرست المسرح دراسة اكاديمية وعملت ممثلا ومخرجا في المسرح القومي الليبي، فقد كان لابد ان يحتل هذا المسرح وكتابة النصوص حيزا من نشاطي الادبي، ثم انني بدأت بالقصة القصيرة، وصارت احدى مكونات شخصيتي الادبية، ولذلك فانني واصلت كتابتها وصار في رصيدي الان عشرين مجموعة قصصية بينها مجموعتان تنتميان الى القصة القصيرة جدا. ومجمل القول ان الكتابة، صارت بالنسبة لي اشبه بالشهيق والزفير، انها صنو الحياة، ولانني مارستها منذ سن مبكرة جدا، فان رصيدي من الانتاج الادبي كبير بالنسبة لانسان لم يتفرغ لها، وكان دوما يشغل وظائف عامة حيت عملت موظفا في الحكومة وتوليت عدة مناصب بينها مدير ادارة الفنون والاداب ومدير معهد التمثيل والموسيقى، ووظائف ديبلوماسية منها مستشار اعلامي في لندن والرباط والقاهرة ورئيس بعثة سياسية في اثينا وبوخارست ثم رئيس تحرير لاكثر من عشرمطبوعات بعضها باللغة الانجليزية , ولكن اغلبها مطبوعات ادبية مثل الاسبوع الثقافي والثقافة العربية.

– هل تؤكد قول “سانت بيف” بأنّ (الرواية ستكتسح كلّ شيء) وصيغ النقاد الانفعالية (هذا زمن الرواية) و(الرواية ديوان العرب) أم أنك تجدُ نفسك، وتؤكّد ذاتك في هذا الفنّ العابر للأزمان، وانه مَن يجيب أكثر عن أسئلتك؟ أم ماذا؟ حدّثني!

• سبق ان تعرضت للتعليق على هذه المقولات واقترحت تبديلا في الصياغة لانني احترم التقاليد التي استقرت في مجتمعاتنا الادبية العربية ولا ارى اننا بحاجة لان نصنع معركة مع قول الاسلاف بان الشعر ديوان العرب، وهو كذلك ليس بما يؤديه الشعر من دور هذه الايام، ولكن بما اداه لحياتنا على مدى الاف السنين، فهو ديوان العرب امس واليوم وغدا، وان تبدلت الحالات وتغيرت الادوار، ولا باس من قول ان الرواية ديوان العصر الحديث، واراها قد تبوأت مركز الصدارة في حياتنا الادبية، وينطبق ذلك على المجتمع الادبي في بلادنا العربية وعلى مجتمعات ادبية لدى شعوب اخرى، وفعلت ذلك لانها الوريثة لتقاليد ادبية عريقة في الحواديث والاساطير وخرافات الشعوب فاذا كان قد اختفى سارد السيرة الهلالية وانتهت في ادب الغرب ملاحم هوميروس الالياذة والاديسة ثم التراث الروماني مثل الانيادة وغيرها من اساطير رومانية وصينية وهندية وفارسية، فالرواية صارت هي الوريث لكل ذلك وحق لها ان تتسمى باسم ديوان العصر، المعبر عن حالات وتحولات يعيشها اهل زماننا.

– يقول أوسكار وايلد: (نحن مدينون للتاريخ بواجبٍ واحدٍ، وهو إعادة كتابته) ما رأيك في هذه العبارة؟ في “خرائط الروح” و”الطريق إلى قنطرارة”… هل عملت بمقولة (وايلد) وأعدت كتابة التاريخ؟ أمْ ماذا؟

• اعتقد ان كل رواية تتعامل مع وقائع الحياة، اي غير روايات الخيال العلمي، هي نوع من اعادة كتابة التاريخ، ان لم يكن تاريخ الوقائع والاحداث فهو تاريخ العواطف والانفعالات والمشاعر، فالتاريخ لا يستطيع ان يرصد ما يجري في العوالم الداخلية للبشر، ولذلك فهي مهمة الادب، ان يرصد ذلك، وربما لهذا السبب يقولون انك تستطيع ان تتعلم من مطالعة الادب القصصي لشعب من الشعوب عن حياته وتاريخه اكثر مما تقدمه لك كتب التاريخ. وربما نجد في القصص ذات المنحي التاريخي اقترابا من هذه الحقيقة، اكثر من غيرها، دون ان تكون بالضرورة قصصا تاريخية، فالحرب والسلام رواية تتناول مراحل من التاريخ الروسي، ولكننا لا نحسبها رواية تاريخية، انها اوسع واكبر من التاريخ، لانها رواية الحياة. نعم، يمكن اعتبار الطريق الى قنطرارة رواية تاريخية، لانني اردت بكتابتها القاء الضوء على مرحلة مجهولة من تاريخنا ويكاد التاريخ نفسه يهملها ولا يذكرها الا في سطور قليلة، ولكن خرائط الروح ليست رواية تاريخية، وهي تغطي مساحة عشرين عاما من التاريخ الليبي الحديث فهي تبدا في مطلع الثلاثينيات وتنتهي في مطلع الخمسينيات، وخلال هذه الفترة شهدت ليبيا صراعا من اجل مولد الدولة الليبية وتحقق الاستقلال وعانت من اثار الحرب العالمية الثانية، فهي رواية علاقات انسانية، وليست رواية احداث تاريخية، وتعمدت ان اتكيء على مرحلة مهمة من التاريخ، لان الشدائد تظهر معادن البشر، ولكي استطيع ان اتمكن من سبر اغوار النفس البشرية التي جعلتها محور الرواية واتتبع خريطة حياة هذه الروح صعودا وهبوطا وضعفا وقوة كان لابد ان اجعلها تمر باختبار الحرب والشدائد التي تمثلها الحرب. لامبرر لاستحضار التاريخ في اعمال فنية الا لكي يضيء لنا حاضرنا، وهو هدف الاعمال التي تتناول الواقع، فلا تناقض في الهدف بين هذه الانواع التي تتناول الماضي او تعتني بتصوير الحاضر.

– وهذا آلي سميث يقول في هذا الصدد: (إنّ الروايات المهمة تاريخياً، هي الروايات المقبولة اجتماعياً).. هل أنت معه؟ ماذا تضيف لهُ أيضاً؟

• لا استطيع ان اتفق مع مثل هذا الكلام، الذي يعطي اهمية لنوع دون آخر، لانني لا ارى اهمية لاي عمل خارج قوة الابداع، والموارد التي تغذي العمل اسلوبا وتحليلا وحبكة وبراعة في التصوير واجادة في سبر الاعماق وغيره، ولن تكون هناك افضلية لرواية تدور على مطاردة سمك في البحر مثل موبي ديك او العجوز والبحر، على روايات لها حمولات اجتماعية وتاريخية مثل روايات الاخوة كارامازوف وانا كارنينا والدون الهاديء واعمال روائية حديثة مثل اعمال ماركيز وجورج امادو وغيرهما.

– جلّ كتاب السرد العرب الآن يلجئون إلى التاريخ، أهو صدى قراءاتهم لكتّاب السرد في العالم (ماركيز، يوسا، موراكامي، أليف شفق، أمين معلوف)؟ أم هو هروب من الواقع العربي المضحك – المبكي؟

• بالتاكيد ليس هروبا من الواقع العربي، فهو واقع خصب وغزير بالمواقف الدرامية، وكلما كان الواقع ماساويا وعبثيا كان ادعى ان يغري الكتاب على اقتحامه ومعالجة ما فيه مواقف مضحكة مبكية كما تسميها، والواقع الذي غذى جسر على نهر درينا للكاتب إيفو أندرتش، في يوغسلافيا، او الساعة الخامسة والعشرون لجورجيو في رومانيا، ليس اكثر الما ولا ماساوية من وقعنا او واقع معاصر ايضا غذى رواية مدن الملح للراحل عبد الرحمن منيف، دعك من ادب امريكا اللاتينية الذي كان بتغذى على رعب الاستبداد والقهر والتفاوت الطبقى والصراع الاجتماعي في تلك البلدان. للرواية التاريخية موقع في الادب السردي مثلها مثل الرواية التي تتحدث عن الحاضر، انها لون من الوان الرواية، ربما اقرب الى الرواية الادبية من رواية الخيال العلمي او الرواية البوليسية او رواية التشويق والاثارة التي يكثر انتاجها واستهلاكها في الغرب للتسلية، ويمكن طبعا تحميل الرواية التاريخية بحمولات الواقع المعاش وتقديم معادل رمزي له من خلال ذلك بل نجد ان هناك من يذهب لاستحضار مرحلة تاريخية في سالف العصر والاوان لانه يريد بشكل ما ان يعقد مقارنة بحالة ما موجودة في الواقع والذين كتبوا عن رواية صدرت حديثا في بريطانيا هي رواية قاعة الذئب (Wolf Hall) للكاتبة هيلاري مينتل، تناولت احداثا عاشتها بلادها في عهد الملك هنري الثامن منذ خمسة قرون، رأوا فيها تناولا وتعليقا وتصويرا لممارسات وسلوكيات مقتبسة من الواقع السياسي المعاصر في بريطانيا، وهكذا، فنجيب محفوظ باعتباره صانعا لتراث الرواية العربية المعاصرة، قدم بانورما تنوعت وتعددت فيها الوان الرواية، وكان لابد للرواية التاريخية ان تكون ملمحا من ملامح هذه البانوراما بجوار الرواية ذات الطابع الاجتماعي او الفلسفي، او النفسي، فالرواية التاريخية لا تشكل ظاهرة منفصلة عن غيرها من ابداع في مجال الكتابة الروائية، انما تنويع وتلوين واثراء.

– بقراءة موضوعية لواقعنا العربي الراهن، والمؤامرات تحاك للعودة بنا إلى خمسة عشر قرناً مضت، من قبل التطرف – ديدان الظلام! ألا يوحي الواقع بمادة سرد مثيرة.. جديدة.. ومسنفزة؟ وأنت من الروائيين الذين شغلهم التاريخ، أعمالك الأخيرة تقول هذا! قل لي لماذا التاريخ، وفلاسفة العالم وعلى رأسهم (ماركس) يرونهُ كابوساً؟

• وخلاصنا بالرسم بالكلمات، يقول الشاعر العربي الراحل، نزار قباني، وهو ليس خلاصا خاصا بالكاتب، حتى اذا كان يقصد ذلك، ولكن في الكلمات خلاصا للقاريء ايضا، لاننا نقرا الادب، لنفهم واقعنا ونرى بوضوح ما حولنا ونضيء شيئا في وجداننا، ونكسب اثراء واغناء لعوالمنا الداخلية، ليس عن طريق ما يسمونه الهروب الذي تقدمه افلام الاثارة والفانتازيا من اجل ان تنسينا واقعنا، رغم انني لا اعترض على اي نوع من الفن يقدم تسلية او يسعى لان ينسينا واقعا نريد ان ننساه حتى ولوكان عن طريق برشامة التسكين، كله مشروع وجائز، ولا اجد منه ضررا، الا ان الرواية الادبية تقدم شيئا مضافا الى ما يقدمه فيلم جيمس بوند وقصة اجاثا كريستي، وهذا الشيء المضاف نحتاجه في واقعنا المزري في العالم العربي، او في واقع اقل بؤسا في مناطق اخرى من العالم، او فترات اكثر بهجة وجمالا، رغم انني لا ادرى متى كانت هناك مثل هذه الفترات المبهجة، او تلك التي درجنا على تسميتها الزمن الجميل، فانا الذي عاصرت واقعنا العربي منذ طفولتي في الاربعينيات، عبر سبعة عقود، لا استطيع ان اضع اصبعي على مرحلة في تاريخ بلادي اسميها الزمن الجميل، علما بان زمن الاربعينيات كان اكثر ماساوية واكثر معاناة ورعبا، وكان حلقات تتبع حلقات من موجات الاستعمار وموجات الفقر وموجات القحط وموجات الاوبئة، واستطيع لو كان الوقت يسمح، ان اقول لك ماهي كوارث عقد الاربعينيات وكوارث عقد الخمسينيات وهما عقدان تميزا بالفقر في اكثر حالاته رعبا، ثم الستينيات، وفي اخرها جاء الانقلاب الذي كان جملة طويلة واحدة مفادها الاهانة والمعاناة. فانا لا اريد ان اقرن الادب واربطه بزمن جميل وزمن بائس وزمن افضل من زمن آخر اواسوأ من زمن سابق له او لاحق له، ان للادب رواية او قصة او مسرحا او شعرا، علاقة بالحياة في مجمل تحولاتها واوجهها وما يتعرض له الانسان من خير وشر وسرور وحزن والم وبهجة، وفي حين هناك عرس وزغاريد في هذا البيت، هناك في بيت ليس بعيدا عنه نواح وبكاء وموت. لا ادري ما الذي يراه ماركس كابوسا، وربما لم استوعب السؤال، او انك لم تشرح بما فيه الكفاية، ولكنني لا ارى ان ما يحدث في المنطقة كابوسا، ولا انظر للحياة باعتبارها كابوسا، وارجو ان لا امر باية حدث يجعلني اراها كذلك، واشير الى ما تعرفه انت من وقائع عاشتها ليبيا، فقد شهدت ثورة هي ثورة 17 فبراير عشنا معها اشهرا من الاثارة والترقب والانتظار وكانت اياما مجيدة بكل المقاييس، تكللت بنصر عظيم ضد الطغيان الذي استمر اكثر من اربعين عاما، وهذا العهد نفسه، رغم انه على المستوى السياسي اهانة لشعب عريق مناضل، الا ان الحياة تحته لم تكن تخلو من مباهجها وافراحها ولحظات الخير والهناء برغم ما قد يتخلل هذه الحياة من معاناة او الم. ليبيا الان تمر بمرحلة انتقالية بعد الثورة، انتكست فيها البلاد بسبب قوى ظلامية، واجندات اجنبية، وتحولت الى حالة من الفوضى والاحتراب والصراعات العشائرية والقبلية وغيرها، ومع ذلك يمكن النظر اليها باعتبارها مخاضا، والما يشبه الم الميلاد، لعهد جديد، لابد ان يعقب الثورة ضد الاستبداد، وقد كتبت شخصيا عن كل ذلك، فانا اواكب تحولات واحداث المشهد السياسي الليبي بمقالات اكتبها كل اسبوع وانشرها في الصحف، كذلك كتبت من واقع الثورة اكثر من مسرحية، وكتبت عددا كبيرا من القصص القصيرة وانتهيت من كتابة روايتين تنتميان لادب الطاغية الاولى سوف تصدر عن مركز الاهرام للنشر بعنوان الحالة الكلبية لفيلسوف الحزب، والثانية لم اقرر من يكون الناشر، وهي رواية العائد من موته. (صدرت اخيرا عن دار الهلال).

الصادق النيهوم – إبراهيم الكوني – أحمد إبراهيم الفقيه
الصور عن الشبكة

– ما يُلفت الانتباه في قصصك القصيرة ورواياتك الشعرية العالية، وهذا يُحسبُ لك بحق، فإبداع من دون شحنة شعرية لا يُعوّلُ عليه ! لماذا الشعر؟ أهو (فاتح شهية) للقراءة والجذب للعمل أم أنّ القصة القصيرة والرواية حالة شعرية أيضاً؟

• لا مجال لقول “لماذا” في هذا السياق، فروح الشعر هي العبق الذي يفوح من قلم الاديب، ولا سبيل لان نسأل الوردة لماذا يضوع منها العطر، او الشجرة لماذا تطرح هذا الثمر، مثل هذه الشاعرية، اما ان تكون قادرا عليها فتثرى بها ابداعك، او لا تكون، وتنتج عندئذ ابداعا خاليا منها. واعتقد ان الادب في اساسه شعر، والادب هو هذا الاستخدام الشعري للغة تركيبا وتفجيرا للطاقات الكامنة فيها، وطبعا هناك قواعد واسس تحكم هذا الاستخدام للشعر في السرد القصصي طويلا وقصيرا، ولعل القصة القصيرة بما تتميز به من تكثيف وتركيز احوج الى هذه الشحنة الشعرية من الرواية، الا انه استخدام لا يقضى على تدفق احداثها وسرعة انسيابها، فهي ليست قصيدة، وهو ما يقع فيه كثير من المبتدئين، عندما يرهقون السرد بالاسراف في التركيبات اللغوية الشعرية، كما ان التعامل مع الرواية لغويا لا يسعفك لان تكون شاعرا في كل الحالات فنثر الحياة لابد ان يفرض نفسه، وياخذ المساحة التي يستحقها من الحمولة الشعرية الواجب توفرها في اي نص ادبي.

– الرواية اختصار للعالم!.. ألهذا عرّفها ميلان كونديرا بـ”هذه الكيمياء الإلهية”؟ ما تعريف المقتضب للرواية ككاتب لك حضورك، وإضافاتك المهمة للسرد العربي؟

• الرواية كما نعلم جميعا عمل من اعمال الخيال، وهي بالضرورة ذات طول يصل الى ان يكون كتابا، والا اصبحت حكاية او طرفة او قصة قصيرة فكلها نص ينتمي الى الخيال، وهو خيال وثيق الارتباط بالواقع، وثيق الارتباط بالحياة، وليس بالضرورة محاكاة وتقليدا لها كما تقول النظرة التقليدية، ولكنه يقدم واقعا موازيا للواقع، وحياة تجري بموازاة الحياة، وقد تعرضت لهذا المعنى في كلمة القيتها نيابة عن لجنة التحكيم، في مسابقة الرواية التي نظمها اتحاد الكتاب السوريين، اقتبس منها هذا المقطع الذي ارى فيه اجابة على السؤال الذي تفضلت بتوجيهه لي: “الابداع الادبي لا يستطيع الا ان يكون صادقا، خاصة هذا الابداع السردي قصيرا وطويلا، انه حقا يقوم على الخيال، ولكنه خيال ينفذ الى جوهر الحقيقة، ويقدمها الى القاريء بكلمات تملك نبض الحياة، وتتنفس الواقع، وتعانق الحلم، انه يقدم الحيوات التي عاشها ابطال قصته، واضحة جلية، كما لا تستطيع ان تفعل الكاميرا، وكما لا تستطيع ان تفعل الصحيفة او وكالة الانباء، وكما لا تستطيع ان تفعل كتب التاريخ، لانها تقدم الصورة الخارجية اذا كانت صورة او خبرا، وتقدم الاحصائيات، وتقدم الوقائع باردة، اذا كانت اسطرا في كتاب التاريخ، بحياد وسرد جامد، مجردة من اهات الالم ونبضات القلب الملتاع، خالية من جسارة الروح في حالة تالقها واشتعالها، فهي هنا، اي هذه الاداة من ادوات التعبير، اكثر بلاغة وقوة وبراعة في توصيل الرسالة من اية اداة او وسيلة اخرى، اكثر من اي اداة من ادوات البحث والتقصى، لانها تستطيع النفاذ من سطح الاشياء الى عمقها، واختراق المظهر الى قلب الحدث او الواقعة، وكسر القشرة الخارجية وصولا الى ما يمور في الاغوار، هذا هو التعبير الادبي قصة ورواية، الذي نحتفي به اليوم، ونقيم من اجله هذه الاحتفالية، ونكبر كتابه ومبدعيه. انها ميزة اعطاها الله لاصحاب الاقلام المبدعة، وهبة لا يستطيع احد اخر ان يغوص في الواقع دما ولحما ونبضا مثل غوصهم، والتأريخ لمشاعر وانفعالات اهلهم، ونقل هذه الصورة الامينة الصادقة عنهم، لتبقى زادا للضمير الانساني، وغذاء للوجدان، وصرخة احتجاج تتردد عبر الاجيال، وادانة ولعنة تطارد الجناة على مدى التاريخ.”

– يقولُ الروائي الأمريكي هنري ميللر في كتابه (اعترافات الثمانين): “إن الزمن القادم هو زمن الرواية الأوتوبوغرافية – السيرة الذاتية.. يعني رواية المستقبل، وكنت أول المعترضين على ورقتي في مؤتمر الرواية السادس بالقاهرة 2015.. الواقع أنك تعترض على “ميللر” و”مرجريت دوراس” و”مويان” و”مونتان” و(فاليري” وعديد من روائيي السيرة في الغرب والشرق معاً! قل لي هل تكتب شيئاً خارج الذات؟ ألست موجوداً في أعمالك؟ أم أنها محض خيال الذي صار واقعاً مركزاً بفرضيات (فيشر)؟

• ليس اعتراضي على ان الكتابة تحتوي شيئا من حياة الكاتب او شيئا من سيرته وتنقل بعض نبضه وانفاسه، وقد تكون تأريخا لمشاعره وانفعالته، بل انني لا اعترض على رواية تقتبس احداثها من السيرة الذاتية وتكون رواية سيرة، ولكنها ليست هي السيرة الذاتية، وليست هي الترجمة لحياة الكاتب وليست هي المذكرات او الذكريات، والفرق هنا يجب ان يكون واضحا جليا لا لبس فيه ولا غموض، لاننا قلنا تعريفا للرواية انها عمل من اعمال الخيال، فالخيال يدخل في تكوينها ويحقق شرطا من شروط تجنسها باعتبارها رواية، اما السيرة الذاتية او ترجمة الكاتب او مذكراته، فهو حقائق حياته، ينقلها لنا بصدق وامانة، ودون تزيد، ودون اضافة من خيال، وليتفضل باستخدام مهاراته في التعبير والصياغة الشعرية ورسم الصور والرؤى، ولكن دون خروج عن حقائق الحياة التي تتطلبها الشهادة، فاذا خرج عن ذلك صار تزييفا وصار تزويرا وصار اختراعا لحياة اخرى لم يعشها ويريد ان يخدعنا بانه عاشها، فهو اذن طلاق لا وصال فيه ولا ارتباط بين السيرة والترجمة وكتابة المذكرات، وبين العمل الروائي. رفضي للمزج بين الاثنين هو رفض للقبول بالتزييف والتزوير، انني اقرا ايام طه حسين باعتبارها درة من درره الادبية، ولا ينتقص منها انها عمل من اعمال السيرة الذاتية، يحكي فيها مذكراته الخاصة في زمن الطفولة وهو طفل ضرير، فهل تقول انه كان يصح في مثل هذه المذكرات ان يضيف اليها من الخيال ويقدمها على انها مذكرات؟ هل يجوز؟ هل ستكون الايام هي الايام؟ انها مذكرات، وسيرة ذاتية، وليست رواية. نعم، كان يستطيع ان يضيف اليها ما شاء من خيال، ولكنه لن يقول عنها مذكرات حياته، وانما تصوير لحياة فتي اخر راه بعيني الكاتب وقام بتحرير وانشاء كتاب قصصي عنه؟ وفي هذه الحالة تصبح الايام رواية وليست سيرة. وكتب توفيق الحكيم سجن العمر، وروى فيه عن ابيه وعن امه وعن بيت الطفولة، فهل كان جائزا ان يخترع لنا ابا غير والده واما غير امه واخا غير شقيقه ثم تصبح مذكرات، طبعا لا احد يتصور ذلك، ولا يجور لاحد ان يفعل ذلك، ولكنه كان يستطيع ان يكتب رواية كما فعل في عودة الروح، وهي مقتبسة من حياته ولكنه اضاف شخوصا وصنع احداثا غير ما هو كائن في الحقيقة وقدمها لا باعتبارها ذكريات حياته وانما رواية تنتمي الى عالم الخيال. هذا هو الفرق. وارجو انني كنت واضحا، وهما كما قلت لك بهذا المعنى لا يقبلان الدمج ولا الاختلاط، كلاهما جنس ادبي، السيرة جنس ادبي للعالم فيه تراث يملأ ارفف المكتبات، والرواية لها تراث غير السيرة هي الاخرى تصنع اميالا من الارفف.

تابع: موقع الكاتب أحمد إبراهيم الفقيه.

– خرجَ لنا السيميائي رولان بارت بـ”موت الؤلف” ورونان ماكدولاند بـ”موت الناقد”.. أهو انتصار للقاريء؟ هل ترى القاريء جزءاً من العمل؟ ما تعليقك على هذين الناقدين؟

• املك ذائقة تربت في مدارس النقد التقليدي وصار صعبا ان امرن نفسي على استيعاب وفهم وحفظ المصطلحات والبروتوكالات التي تتلطبها مدارس النقد الحديث للسادة رولان بارت وميشيل فوكو ولوسيان جولدمان، فقد كنا نقرا الدكاترة مندور والقط واحسان عباس ومحمد يوسف نجم وانور المعداوي وخليفة التليسي، غير النقاد الرواد من اهل الفكر امثال العقاد وطه حسين ومارود عبود وحسين مرة واخرين اكثر مجايلة لنا مثل محي الدين صبحي ورجاء النقاش وصبرى حافظ، وصلاح عبد الصبور الذي كان ناقدا مجيدا، بجوار ريادته الشعرية، ويصعب تحديد كل الاسماء، دون ان اقول انني لم احاول الاقتراب من هذه المدارس وهناك من زاوج بين الحداثة والتقليد من امثال جابر عصفور وصلاح فضل فكان سهلا التعامل مع انتاجهما، بل وحضرت جلسات نقاش وحوار مع بعض طلائع النقاد الذين زاروا العالم العربي من فرنسا مثل الناقد الشهيرجاك دريدا، وربما استطيع ان افهم الاضافة الاساسية وهي ابداع المتلقي، والمساحة التي اتاحها النقد الحديث للدور المنوط بالقاريء، والذي يجب ان يحرص المبدع نفسه على ان يتيحه، فلا يقفل امامه كل السبل التي يجب ان تتيح لمخيلته وملكاته العمل والمشاركة. دون ان استطيع المضي مع هذا الطرح الذي يتحدث عن موت المؤلف او موت الناقد، وقد اعجز عن استيعاب الابعاد الفكرية والفلسفية لهذا الطرح، رغم علمي بانها لا تعني حقا الغاء دور المؤلف ولا تعني الغاء دور الناقد وانما تحرير النص من هذه الهيمنة وهذه السلطة التي يفرضها المؤلف على نصه او الوصاية يفرضها احيانا الناقد على النص وعلى القاريء.

– حفلت الثقافة والأدب والإبداع في ليبيا بأسماء مهمة، لها حضورها العربي والعالمي أيضاً، أضافوا الكثير برأيي ككاتب عاش إيقاعات أدبهم وإبداعاتهم عن قرب كأصدقاء.. مع ذلك يشكو القاريء العربي من عدم معرفته بإداعات الليبيين، أين المشكلة؟ أهي قوانين الرقابة التي تفرضها بعض الأنظمة؟ أم هو كسل دور النشر، أم تقصير من القاريء نفسه.. ماذا ترى؟ كيف يمكن أن يقرأ بعضنا البعض مهما بعدت المسافات، وتعددت القوانين التي تقمع الكلمات؟ هل تعطي وسائل التواصل الصورة نقية؟ البعض يراها خطراً على الإبداع ! حدّثني!

• دعنا نقول اولا ان ليبيا عاشت ما يقرب من نصف قرن في حالة استثنائية لا اعتقد ان هناك شبيها لها في كل العالم، لوجود طاغية يكره ان يرى اسما بجوار اسمه، حالة مرضية تعتريه تجعله يغار من مذيع تظهر صورته على الشاشة الصغيرة وينافسه في ظهوره فوقها، ويكره ان يسمع اسم لعيب كرة يذاع وينافس اسمه في الظهور فما بالك ان يرى نجوما في الابداع الادبي والفني، وكيف لا يجن جنونه لذا رؤية مثل هذا المبدع في الاعلام او سماع اسمه يتردد بين الناس، وهذه ليست مبالغة، لان الكثيرين من خارج ليبيا قد لا يصدقون هذا الكلام وقد لايصدقون ان الرجل انشا جهازا امنيا اسماه محاربة النجومية ولا يصدقون ان شعار الحكم كان يقول لا نجومية في المجتمع الجماهيري، وهذا لابد ان يكون له تاثيره على بروز اناس في مجالات فنية وادبية ورياضية وسياسية وغيرها يراهم الناس على مستوى العالم العربي والعالم اجمع. نعم هناك اسماء نفذت، ربما لان بعضها كان لها حضور قبل ان يخرج هذا الطاغية على الساحة، ورغم ما بذله من جهد لحجبها الا انه لم يكن بالضرورة ينجح مع كل الناس. ولكننا لا يجب ان نضع اللوم على شخص الطاغية فقط، ولكن ايضا على حالة عامة، قد تشترك فيها اجزاء اخرى في العالم العربي لم تبتلى بمثل هذا الحاكم المريض بداء عبادة الذات وكراهية ان يرى اسما يظهر مع اسمه، وهي حالة احباط، تكسرت، حسب تعبير صلاح عبد الصبور، خلالها، قوادم الاحلام، فاصابت المبدعين باحاسيس اللاجدوى، وهي حالة غير صحية، وتترك اثارا سلبية على الاوساط الادبية والفنية، لانها تجعل المبدع يتقاعص على الابداع، وقد عشت حضرتك في ليبيا، ورأيت بالتاكيد اصواتا واعدة وجميلة ، شعراء وكتاب قصة ونقد، وربما ايضا في مجالات اخرى مثل الموسيقى والرسم، انتجوا قليلا جدا، اظهر براعتهم وتفوقهم، وتوقفوا كثيرا جدا، رغم قدرتهم على الابداع، بل استطيع ان اذكر من ابناء المدينة التي عشت فيها انت وهي بني غازي، اسماء كثيرة قل لي اين ذهبت وهي لا تزال على قيد الحياة وتوقفت منذ اكثر من ثلاثة عقود، اين انيس السنفاز، واين عبد الرزاق ابو خيط، واين حسين مخلوف، واين في الرسم صالح بن دردف وشقيقه حسن بن دردف، واين واين واين؟

– (إبراهيم الكوني، صالح السنوسي، خليفة حسين مصطفى، أحمد إبراهيم الفقيه) هؤلاء سفراء السرد الليبي الآن ! ماذا تقترح من أسماء أخرى؟ كيف ترى مستقبل الرواية والإبداع في ليبيا، وهذا الخراب غير الضروريّ يطول كلّ شيء يبشّر بالحياة؟

• طبعا هناك اساتذه قدموا دروسا وان لم تكن لهم اسهامات غزيرة في نوع ادبي معين، مثل يوسف القويري، فهو قلم عبقري، ربما اصابته امراض الشعور بالا جدوي، لكنه اكثر اثراء، وكان مدرسة في التعبير والكتابة، وهو موجود وكان يكتب الى ان منعته الاحداث الاخيرة، وهناك الراحل عبد الله القويري، وهو استاذ في فن الكتابة، وهناك رواد لهم اسهام في التاسيس للقصة والرواية امثال عبد القادر ابو هروس ومحمد فريد سيالة، وطبعا هناك جيل اقدم منهما يضم وهبي البوري واحمد راسم قدري ومصطفى السراج، وهناك في المسرح شقيق مصطفى السراج، الرائد المؤسس سعيد السراج، وهناك طبعا في المسرح احمد البيزنطي ومحمد شرف الدين ومصطفى الامير، وهناك استاذنا فؤاد الكعبازي واستاذنا على مصطفى المصراتي واستاذنا خليفة التليسى واستاذ الجميع المؤرخ والعالم الجليل الشيخ الطاهر الزاوي والمؤرخ محمد مسعود ومن تلاميذه اليوم محمد مسعود جبران، ورائدات في العمل الادبي مثل الشاعرة والكاتبة خديجة الجهمي، التي تركت اثرا في الاذاعة والاعلام، وهناك كتاب يتنوع عطاءهم نقدا وابداعا امثال حسين المزداوي، والمرحوم صادق النيهوم ومحمد وريث وهناك نقاد امثال نجم الدين الكيب ومفتاح السيد الشريف وامين مازن ورمضان سليم وطبعا يصعب ان احيط بهم جميعا ولكن اشير الى اصوات في الكتابة الرواية والقصصية مثل السيدة رزان نعيم المغربي، وقبلها السيدة مرضية النعاس في نفس المجال، والراحلة الكبيرة شريفة القيادي، وهناك طبعا سالم الهنداوي وفوزي حداد وبشير زعبية وعبد الرسول العريبي وسالم العبار ومحمد المسلاتي وهناك السيدة نجوى بن شتوان ولطيفة القبائلي ووفاء البوعيسى وابتسام عبد المولى والشاعرات حواء القمودي وخلود الفلاح وسعاد سالم وفاطمة محمود وتهاني فرحات دربي، اما الشعراء الرجال فيضيق المجال عن سرد اسمائهم.

____________________________

عن موقع ليبيا المستقبل

مقالات ذات علاقة

فنان الكوميس عبدالله هدية يقول: حبوا بعضكم يا ليبيين!!!

رامز رمضان النويصري

أشعر أنني ساهمت قدر استطاعتي وإمكانياتي في تأليف الكتاب ونشره

حسين نصيب المالكي

زنوبيا الشريف: إن فكرة التعليق عما أكتبه تبدو لي غير مجدية!

المشرف العام

اترك تعليق