تجارب

العدسة تقفز على الرمال

تصوير مسعود علي محمد علي

انطلق مسعود، هو واثنان من أصدقائه في توثيق لحظات ممارستهم للرياضة، هوايتهم المفضلة وسط رمال مزرعتهم في قرية الفجيج، وهي واحدة من قرى وادي الحياة في الجنوب الليبي.

بطابع الصدفة شاهدت حالات الصديقات وأنا أتفقد حسابي على الواتس أب، فمرت أمامي مجموعة من الصور الليلية لعدد من الشبان الرياضيين وهم يؤدون حركات رياضية، وقدكان المشهد جميلا قبيل غروب الشمس بقليل أو بعده بلحظات كما يبدو في هذه الصور، التي تظهر سيطرة الأزرق القاتم على المشهد حيث تكاد تختفي كل الألوان الموجودة أمام العين.

عندما تقف وتراقب التهام الظل لحركة الشخوص عن بعد وتعيد تحديد ملامح الصورة من جديد مكتفية باللون الأسود وهو يتمدد مستندا عند حافة بقعة الهالة البيضاء التي تركتها الشمس عندما نزلت تجر ذيولها نحو السواد لتسمح له بإخفاء التفاصيل الصغيرة لتقاسيم الجسد القوي وهو يمارس رياضته المفضلة مستفيدا من طبيعة قريته الصحراوية.

تصوير مسعود علي محمد علي

وعن هذه الصور يقول أبوبكر الذي يظهر في الصورة هو وابن خالته وهما يتقافزان: لم نكن نفكر إلا في توثيق لحظاتنا الرياضية يوميا، ولكن ذات مرة خرجنا رفقة صديقنا مسعود لممارسة الرياضة متجهين نحو مزرعتنا حيث الرمال الذهبية المحفزة للجري والشقلبة والقفز في الهواء الطلق، وكان مسعود محبا للتصوير الفوتوغرافي، بالرغم من عدم امتلاكه آلة تصوير مناسبة، ولكن هذا لم يمنعه من ممارسة هواية التصوير بعدسة هاتفه المحمول نوع  X9 هونر، وكان يجلس على سفوح الكثبان الرملية بينما نحن منهمكون في تأدية ما نطلق عليه نحن مصارعة بأعواد الشجر اليابسة، فما كان منه إلا التقاط مجموعة من الصور للحظات متفرقة وكان يهبط وينزل بين الكثبان مستفيدا من تضاريس الرمال المتحركة في الوقوف أو الجلوس لالتقاط الصور، مقتربا تارة ومبتعدا تارات، فلما انتهينا جلسنا نشاهد تلكم الصور، فكانت جميلة كما بدت لنا، فتشجع على مرافقتنا دوما لتصوير ورصد جانب من أدائنا الرياضي. 

 مسعود علي محمد علي من مواليد 2000، يدرس حاليا في المرحلة الثانوية، شاب موهوب يستحق التشجيع لينطلق، قبل أن يفقد الأمل في التعريف به كبقية المواهب التشكيلية التي تلاشت في قرية لا يكاد يعرف موقعها على الخارطة الليبية.

تصوير مسعود علي محمد علي

مقالات ذات علاقة

الهدية التي جعلتني كاتبا

سعيد العريبي

أنا وميزران.. والسينما!

المشرف العام

ما وراء النقد الجائر

حسن أبوقباعة المجبري

اترك تعليق