شعر

الشـعـراء

نحبّ النوارسَ والبحرَ ،

أو هكذا ندّعي ..

لا خلافْ ..

ونعشقُ رقصَ السنونو

مع الريح ،

أجنحةً لا تَزِلُّ بها

لا تخافْ ..

نلونُ زهرًا بزهرٍ

ونزرع آخرَ فينا

تغطي ابتسامتُه الجُرْحَ

بين الهوى والشغافْ

وتصغي الرباباتُ أشواقَنا

إنََّ أوتارَها من صبانا

وأخرى لها في مرافىءَ لِلْعُمْرِ

أو في الضفافْ ..

نحبّ التأكـُّدَ ، نخشاهُ

نرهبُهُ ، أن يسارعَ للبوحِ

للاعترافْ ..

ونعشقُ ما كانَ

ندري استحالةَ عَوْدَتِهِ

غير أنَّ لنا ما يطيبُ لأحلامهِ

أنْ يضافْ ..

نحب الفراشَ الذي يعشقُ النورَ

نشفقُ مِنْ حَرْقَةِ الاكتشافْ

ونعرف أن الذي أشعل النارَ

يُطفئُهَا

يجعلُ البردَ فيها سلاماً

وَسَهْلاً يصيرُ بها الإلْتِحافْ

ولكننا قد نحب الأساطيرَ

لهوًا

وما لا يُؤَاخَذُ فيه الخُرَافْ

نحب الدوالي

إنِ اشْتَاقتِ الكأْسَ

مدّتْ عناقيدَها بالسلافْ

ولا نقصدُ السّكْرَ

نعرف سكرتها الموتُ

نعرف ما هم سكارى

ولكننا نشتهي خمرةً لا تَمَلُّ

وتزعجُها قلةُ الإغترافْ ..

نحب من الليل ذكر الصباحِ

فهذا غموض وهذا اتضاحْ

ونترك بعضا لهذا

وبعضا لهذا

لما قد يتاحُ وما لايتاحْ

نحب الرياحَ

ولسنا بأشرعةٍ لا زوارقَ

لسنا ببحارةٍ ..

فالرياحُ انشراحْ ..

تُقِلّ ُالسحابَ لأقداَرِهِ

تحملُ الموجَ نحو المرافيءِ

يرتاحُ فيها عليها الجناحْ

نحب العيونَ التي تُشْتَهَى

والعيونَ التي لِلمهَا

والعيونَ السّلاحْ ..

نحب العيونَ التي إنْ بَكَتْ

كلّ ُشيءٍ يُبَاحْ ..

عيونُ الديار النوافذُ

أشواقُها لا تُؤاخَذُ

إنْ مرََّ طيفٌ ولاحْ ..

نحب الغِنا

فهو صوتٌ لنا

بين عذبِ المباهجِ يسري

وبينَ الجراحْ ..

هنا أو هنالكَ

أجملُ ما في الجمالِ السماحْ .

نحب العصافيرَ حُرِّيَّةً

والعصافيرَ ذرّيّةً

فالعصافيرُ أنقى ..

نحب السنابلَ

قبل التحوّلِ أرغفةً

فالسنابل تخضرُّ عشقًا

وتصفرُّ عشـــــقـاَ

فمنْ قالها للمناجلِ

من قالها للمطاحنِ

يا عشقُ رِفقَا ؟ ..

تعودُ المواسمُ من حيثُ تبدأُ

نأتي لنمضي

ونمضي لنبقى

فكمْ تُشرِقُ الشمسُ بالعمر مِنْ مَرةٍ ؟

كَمْ تغيبُ ؟ ..

وكم أقمرَ الليلُ بالبدر ، وَصْلاً

وأظْلَمَ شَوْقَا ؟ ..

نحبُّ الذي كانَ ،

ندري استحالةَ عودتِهِ ..

واستحالةَ غولٍ وعَنْقَا

فيا هَوْلَ ذاك اللقـا يالروعتهِ

ما الذي سوف نلْقَى ؟ ..

ونعلمُ علمَ اليقينِ بأنّ الفريقين

هذا سيسعدُ هذا سيشْقَى .

تمادى بكِ الحلمُ ـ يادولة الشعر ـ

بعضُ الكلامِ انطفا

بعضه ماتَ خنْقَا

نحب الكلامَ الذي لمْ يطعْ حبرَناَ

أبكماً ظلّ فينا جراحاً وصدقاَ

فمنْ يا ترى يمنع الشعرَ دولتَهُ ؟

ما لأِقْلامِهِ الذّهَبِيةِ حمقاءُ

حَمْقَا ؟ ..

أَأكتبُ إلياذتي

يملأ الشعرُ عينيكِ سحراً ،

فأوُقِفُهُ الإرتحالْ

لذلك أسْمَيْتُكِ السِّنْدَبادةُ

كيْ يَمْلُكَ الشِّعْرُ أزْمانَهُ

المستحيلاتِ

يُدْنِي بعيدَ المنالْ .

وَمِنْ غيْرِماَ حاجةٍ للتّشَكُّلِ في لُغَةٍ

تعرفُ الحِبْرَ فيما يُسَطّرُ أوْ ما يُقالْ

فإلياذتي فيكِ تبحثُ عن لغةٍ

للمحالْ ..

وأجمل ما في البيان الفناء

إذا ما تجلى الجمالْ ..

عيونٌ قَدِ اجتازتِ الحُلْمَ

عقلٌ تأكّدَ مِنْ خَرْقِهِ الإحْتِمالاَتِ

جاوزَ أوْهامَهُ والخيالْ …

وقلبٌ ـ وإنْ كان يخشى مِنَ الموتِ ـ

طافتْ به نبضةٌ بالزمانِ

الذي لا يزالْ ..

فأيْقنَ أنّ البقا لا يغيبُ

وأنّ الحياةَ اتصالْ

سأكتب إلياذتي ..

لا ِلأخْبـِرَ ،

أو أحمِلَ النقصَ أدْنو

بهِ للكمالْ ..

ولكنْ ، لأُبْقِي

لعينيكِ ذكرى

لعلّ المواقيتَ ترجعُ

أو تلتقي في مواعيدَ أخرى

لها في الاضاءاتِ

أو في الظلالْ ..

تعيد المعاني التي كنتِ

أشواقَها

نفْسَ ذاك السؤالْ :

أذي سندبادةُ ؟ ..

لا .. أو نَعَمْ ..

فالإجابةُ لمَّا يُطَالُ

الذي لا يُطَالُ

أحبّكِ أكثرَ مِمّا أنا قلتُ للشعرَا

إنّ عينيك أكثر ..

عينيك أكثر .. لا .. لا جدال .

النجيلة:16.01.2004

مقالات ذات علاقة

يدٌ من تحت اللحاف

مهند سليمان

أكذب 

عائشة المغربي

اسحبْ سماءَك و الجدار

عبدالدائم اكواص

2 تعليقات

خالد لطفي عبداللطيف 28 سبتمبر, 2015 at 06:05

تصحيح بخصوص أسم الشاعر الراحل لطفي عبداللطيف
الأسم : عبداللطيف سليمان حسين
وليس كما جاء في تعريف الموقع ..

رد
المشرف العام 29 سبتمبر, 2015 at 06:13

أخي خالد.. شكراً للملاحظة
تم التعديل

رد

اترك رداً على المشرف العام