المقالة

الشاعر والكتاب

قيس خالد

لم يعد ينبغي على الشعراء إجهاد أنفسهم و جيوبهم بأمر اصدار الدواوين الشعرية، فالديوان الشعري كان غنجازًا مصاحبًا لعصور المحدودية التقنية، حيث كان الناس لا يمكنهم التعرف على الشاعر إلا عبر ديوان ورقي، والورق والمطابع وأغلفة الكتب تشكل في ذلك العصر ذروة التقدم التقني>

أما اليوم فالامر مغاير كليًا و لم يعد الشاعر يحتاج لأهرامات الورق ولهدير المطابع و لتواضع الناشرين وتحرر أجهزة الرقابة، بل صار ممكنًا له استغلال التقدم التقني لهذا العصر في خدمة فنه، و أن ينشر لنفسه بنفسه و يصل إلى كل مكان في العالم عبر شبكة الانترنت وحدها…

ولكن الغريب في الامر؛ أن الشاعر نفسه مازال لا يعترف بشاعريته إلا حين يصدر ديوانًا ورقيًا، يكلفه الكثير من المال والكثير من المجاملات وصفاقة الوجه أمام مكاتب الناشرين، مواصلًا بجنون بالغ تقليد عصر قديم و شعراء قدامى، وإذا كان العالم الجديد يمنحه لقب شاعر بالمجان، فإنه يرفض الاعتراف باللقب مصرًا على أنه لن يصبح شاعرًا الا بعد أن يبيع ذهب زوجته و ينشر ديوانه الأول.

مقالات ذات علاقة

عن الفن التشكيلي والشعر

ناصر سالم المقرحي

ويصطاد السمك

منصور أبوشناف

الفرق بين الحضر، وشبه الحضر خاصة في دولتنا ليبيا

حسين بن مادي

اترك تعليق