شخصيات

الراحل صلاح عجينة

الراحل صلاح عجينة

-ملف-

الراحل صلاح عجينة

سيرة

صلاح عجينـة: شاعر وكاتب ليبي .

مواليد 3 /7/ 1979

حائز على جائزة الدولة للآداب (تعرف بجائزة الفاتح)

مهام ثقافية سابقة

– رئيس تحرير مجلة شؤون ثقافية

– مدير تحرير مجلة شعريات

من كتبه الصادرة:

1- كلام البرق: 2001 نشر خاص.

2- قريبا من ناصية البئر والتحوّل ط1: 2003 منشورات صحيفة الثقافي ط2: 2006 أمانة الثقافة.

3- مطالعات وهوامش : 2004 دار أنامل

4- زغاريد أخرى: 2004 دار أنامل (سلسلة التوثيق الثقافي 1)

5- من السطر الأوّل للرواية الليبية: 2004 دار أنامل (سلسلة التوثيق الثقافي 2)

6- الكتاب الجـوّانيّ : 2006 مجلس الثقافة العام

7- ربيع النص أم خريفه؟: 2007 مجلة المؤتمر- (قراءات نقدية)

8- أسئلة نصف خطوة : أمانة الثقافة : (حوارات وقراءات حول تجربة صلاح عجينة الشعرية)

9- مسلك كتابي: أمانة الثقافة ط1: 2008

10- كتاب الناصية وما بعده: أمانة الثقافة : مجموع الكراريس الشعرية الأولى ط1: 2008

11- ماء الشاعر : مجلس الثقافة العام : شعر، ط1: 2008

12- يوم في حياتي: دار مداد ، ط1: 2009

كتب عنه:

-تناول إنتاجه مفتاح العمّاري في كتابه (عتبة لنثر العالم) وأبو القاسم المزداوي في كتابه (عناقيد قيد الاشتهاء)

– أعد حول تجربته الشعرية الطيب الجمّازي –ناقد تونسي-كتابا بعنوان (مغامرة السؤال حكمة الجواب..قراءة في التجربة الشعرية لصلاح عجينة)، كما تناول إنتاجه عبر الصحف والمجلات عدد من النقاد.

– حاورته الصحف والمجلات: – مجلة الملتقى- صحيفة الشمس- صحيفة الشباب- صحيفة ليبيا اليوم- صحيفة المرصد الإعلامي الحر- صحيفة العرب (لندن)- مجلة الثقافة العربية- مجلة غزالة (قبرص)- صحيفة الحقائق (لندن)- صحيفة القدس العربي (لندن)، كما حاورته الإذاعات المحلية الليبية والفضائية الليبية في مناسبات عدة.

– يكتب للإذاعة الشبابية المسموعة برنامج كتاب اليوم ويعد للشبابية الفضائية برنامج المشهد الثقافي.

– منتسب لعديد الجمعيات والإطارات ذات الصلة بالعمل الأهلي وهو يؤمن به كشريك في رسم الحياة العامة في المجتمع ويرى العمل من خلاله وبه نوعا من النضال اليومي الذي يولد فيه المبدع ولا يختاره لاحقا.

أنتقل إلى جوار ربه في أحد المصحات التونسية بعد صراع مع السرطان اللعين يوم 19-9-2012

*** * ***

من شعره

من أورادها

التي انقش

في سماءٍ وئيدة

أهذّب طيفها

من أمزجةٍ قارة.

التي طيفها

تأويلي

امتهن دمي عُذرا

لنكاياتها

وأراهن

عبر أثير الحرف

على الذي يلثمني أكيده.

التي أنا

دفئها القديم اسمي..

التي وهبتني- دون أن تهبني-

غدُ أمسها

وهبتني أيضا

مكنون بئر فاطم وعده للغتي

بئر يستلزمني فطمه وعد لغةٍ

متناقض دم تجاسده.

موهبتي

تعقبي لإيابي من هجرةٍ إليها

أو كتابة أقنومها ذات حزنٍ.

التي أقنومها

امتهن دمي سؤالا

يقرضني كلما هبت ريح

كلمةٍ

محتدمة.

هل اصطفاها قلبي

الشريد بالكلم

المندّى بها؟.

هوذا الموت المشاع

للخوارج عن سلطنة الثابت

هل كانت أمثولتي؟

أم كنت أقولها؟

هوذا

الجرح والرؤيا

البرد والتبغ

منقولات الكتبة

وازورار الحرف.

وكنت إذ كنت

انشد المغفرة

على صدرها الريّان

كأنما الطهر والتبرك والسر

في نسغ ريّانها قدسٌ.

– إليّ وحدي-

إذ امتهن سؤالها

تنشرح المغفرة.

هل كانت قصيدتي؟

أم كنت مبدعها؟

التي في السماء العامّة

تنسج غيمتها

أحتاجها كلما استدعتني يد المغفرة.

***

مقاطع من سيرة التعب والكلام

سنتان من ضياع الذاكرة

مرتا كهتاف هزيل

بيعتا من رحم سؤال نكر

اغتصبتا من العمر اكليلا.

مروحة هوائية في صحراء.. ماذا تجدي؟!!

والصلوات والنسك قيد البحث.. متى كانت العبادة؟!!

أو ماذا في البعث من نشيد؟!!

حوار من دم وسماء جاوز مداه وانكسر والمساء يبكي..

وشؤون من أحوال الطقس تهذي!!

سؤالان آخران.. هل لديك بالأمس قيثار؟!!

هل في غدك لحن شجي؟!!

سنتان وسنتان من خراب الأجوبة

تغصان بقيظ شارد وفكرة

يجن جنونك، يتفتح المساء في صدرك ملاكاً عبقري الحبور

وتنفلت الأشياء من معطف الريح إلى ملاكك الخرافي

ويضج جنونك وكل جسدك هوائيات تستقبلك

ويجن جنونك، تبصق على سلطنة الهوامش والمتون

ويعتريك الذي يأتيك حتى تسبح في خبرك

موعدا للقيا وآخراً لفعللة اللون

ويسقط المطر.. وملاكك مكتئب

لا يحب المبارزة بعد

والهواء الطل والسماء ذات ملاكك أكثر ابتساما إليه..

فيسقط المطر منشرح السريرة بضمير أبيض

ووجدك من وراء الغيمات رؤية

كفاه الذي كفى وزر الحدأة والنغم

وملاكك درويش يرقص من فرط الحب في صدرك يبتهل

رأسه بندير مطرق

وملاكك بين قلبيك صمد

والجنون إلهي نوع من الطرب

■■■

سيبقى الضوء ضوءاً وأوراق الخريف هشيما

تبقى ثبتاً أحلام الضوء

ويحيا الحلم رغم رماد الجفون

أو قذارة اللحظة

ستحوز بعض الحزم والجنادب هي الجنادب

مهما استبد النهار

سيشهد النخيل تغريداً غريبا وحاداً

ستفكر ملء الخلايا، ملء الأرض

في قصص الضوء

والتغريد

ماذا قلت؟

أجل الضوء ضوء والجنادب هي الجنادب!!

■■■

بلا موعد ولدت.. بلا موعد تموت أبدا

والشاي الرديء واللايمين

تمنحهما إياك الكائنة على وجع

وأكواب مملوكة لكائنات اليأس

وفضاء حزين كلماته بلا حروف

وحزن ودموع بلا بكاء

يا لهذا التعب الماجن حد الخيبة!!

وعيناها تلجك كنهار قرمزي.. لكنها ستمضي..

هذه خيبة أخرى..

فلتنعم بزمهريرها التائق

كيفما اتفق

للغياب حرقة جاثية وانتظار

كيفما اختلف

للعين موهبة مخلّقة..

كيفما كان

للشعر ولها شهوة نافرة

فلتغني يا قلبي للنصائح البليدة من أولى حبر ميت..

فلتغني حد البكاء أو الضحك

ليس ثمة نصف لون

كل الكلمات معنونة

هذه قبيلة وجع أخرى غائرة في أحلام الماء

فقدت طقوسها أو شخوصها

والطبل ما عاد يقرع

وذاك جيش رابض

أضاع سنامه في موسم ليس عصيباً

كل الغرائب إلا أنت أو أنت والنشيد يهتف

وأنت غريب

ما عدت تطيق!!

كل الستائر مغمضة

والقصيدة تلو القصيدة شتم أفصح!!

ماذا بعد؟

نصف وألف من الأيام والموت حلم!!

من آخر الوهم إلى بداية الغياب تتفرس

لكنك.. ستُخذل

هذه خيبة أخرى

فلتكتب سفر ما مضى أو يأتي دون حسرة!!

للآلام طقس أخرس!

سنتان من قلق نزيف

شهقتا كوطن منسي

كعصارة مزبدة بالترح والفضول

سنتان وسنين من دوائر مجهولة

ومعارك دونما عراك ما عدت تموت ولا البعث نشيدك

أيها الصارخ بين نوافير الخلق

والثابت كالجريمة

يا عجينة من بلل وفتح

في عينيك ملل بليد

وعلى شفتيك يرقد سفك مجهول

أيها المغروز بالإطالة والخرس

بعُكاظيّة محترزة

لكم أشتهيك بنزف أعمق وأعمق

سنتان وسنتان من غضب المسيرة وفلول الحلم المتهجمة

لكنك ستقول- ريثما تتألم أكثر-

أقداحك المسفوكة هدراً أين تروح؟

وأين صلواتك كانت تخب؟

سنتان وسنين والرأس جرة دم لا سرج ولا هطول

وأنت تثب من حزن إلى حزن

وقضاؤك قلب فسيح

تخره عشرون طائفة من الأعوام والشعوب

لكنك ستقول

حينما يتراكم في أحشاءك الجليد

وحينما تزفر في طراقاتك المتربة

أعنّة الجياد

وحينما يصبح النزق جنيناً

حوله تهترئ أغلفة الولادة

وحينما يلتمع قرط القول

في أذن الاشتهاء

تقول أو تقول

كيف يغرّر الليل بالنهار

سنتان أو دهر

من اكتفاءٍ وماء نيئ

سنتان أو دهر

من كلام مفكك وخطوط..

***

مدينة الدمعة

صومعتان من غروب

تكتبان تاريخ سجائر

وتُصرعان في مصرف الدم..

تُزرّران سجدتين

من جنابة المحيط..

الصومعتان اللتان

تحكيان

عن ذبح الكافرين

بالأسماء الكثيرات للوثن

يحدث

أنهما ماتتا من البرد..

الصومعتان اللتان تؤلفاني

كنتُ مُصرّا على أنهما رئتيّ

أو

تراثات تمسرحي على سرير الصمت

يحدث أنهما شاعرتان.

الصومعتان المقمطتان

في ذهول الويل

واللتان تنزعان عني شحذ الشطوط

يحدث أنهما قالتا مجازا

أغضب لحظة هاربة من سفور العطن..

الصومعتان المصلوبتان

في حكومة الشعيرة

يحدث أنهما

اغتالتا نفسهما بالنظرة المواربة.

الصومعتان اللتان شيّدتا

في البركان عريشا للتأمل

يحدث أنهما سُرقتا

في سعف العريش.

الصومعتان المسمومتان

بالسكّر

ونبيذ الترك

يحدث أنهما ملاحقتان

بالكلاب المزركشة

ويحدث أنهما

مرتهنتان في نيابة الريح.

اللتان

تدعكان عالما من الأفكار والتبغ

تأكلان الآن عمرا من بصاق

وجسدا من تدبير.

اللتان اللتان

أُصيبتا في همزات الوصل

يحدث أنهما لا تتكلمان

ويحدث أيضا أنهما منشغلتان

في مناسك الهروب من الذاكرات

المنبطحة..

اللتان

يا حبيبتي اللتان

استفاقتا من غطرسة المضيق

يحدث أنهما البحر.

*** * ***

من نتاجه القصصي

هذا هو الذي

1

الكلبة في الحي مثل جردل كناسة، أودع نفسه للناموس، مجرد كائن منبوذ، يبعث في المكان روائح نتنة، لا تطاق، كروائح المؤرخين السماسرة.. الحي يتوحش تعقيداً، والكلبة في العهر تتأسس مشروعاً.. الحي يبلله الشوق لمحق ذاته برئة أفصح، والكلبة في البائسات من الأيام تختمر..

الحي يملؤه التحديق، والكلبة يعيشها اللا وقت، وقشعريرة مطبقة من اللا جدوى كلاهما، الحي والكلبة يسرق الآخر، فالحي يسرق روث الكلبة ليبتسم أديمه ويسرق سرها وأخبار دورتها السرية، والكلبة من الحي بأعجوبة تسرق حياتها.

إن المشكلة بأسرها لن تفكها خطابات الهوية – إذ ليست ثمة هوية تلغى أخرى، إن ما يحدث بعيد عن الهوية، إنها صرخات أصولية مزعجة على غرار ما يفعله المنطق احصري.. تقول القراءات.

كلاهما جان، وكلاهما مجني عليه.. بيان يكتنفه التكرار تصدره الدوائر ذات الطابع الإعلامي.

“تف”.. سيمفونية جماعية مجزوءة الزمن والضوء يجيد عزفها أبناء الكلبة المقرورين

– العدالة.. مفهوم طوباوى تتلقى ربقته – كالعادة – كائنات القدر من الناطق باسم الحي الذي – يستمر في إلقاء دروسه عن حقوق كائنات القدر مستشهداً كل مرة بما تلقاه الكلبات من الويلات.

– ليست نظيفة هي الدروس.. تقول جمعية الرفق بالكائنات المتعددة الإعاقة.

– مكملاً حواره. يجدد الناطق دعوته بقوله :

دعوا الكلبات تتمرغ وتمرح في المستنقعات، هناك أو هنا، دون أن تقترب من محلات بيع السجائر أو الأرصفة التي تمثل الطابع المجتمعي التاريخي لدين الحي.

– الحي يصطفى مجلساً دسم القبح لفض نزاعات المواشي والدواب والكلبة لا تفتأ تدع ذيلها المجزوء يرسم وجداناتها العفوية، إنها لم تعرف الزيف بعد، فالزيف خدعة رشيقة بالغة الحدة، أما الكلبة بالنسبة للزيف مثالية حد التصرف، إنها تحتاج مزيداً من الربكة والإثارة.. مزيداً من الإسفلت والضباب كي تؤهل أعضاءها لفنون الزيف والبناء.. تقول القراءات

كتاب إحباط همارئتا الكلبة، أما شفتاها فهما النزف المجهول الولادة، وكذلك الكلبات الجارات والليست جارات تعيش.. إنه فرط من الظلم، ظلم المعنى وظلم المجلس … واللعنات تتردد في الأزقة الرملية المحتشدة بالملل والصمت معاً..، لكنها أبداً، لا تناغى أحداً.. ويستمر المجلس في تسيس الدواب سياسة يلحفها الليل بظله.. وتأبى الدواب إلا أن تكفن عيونها.. صارت الكلبة في مواجهة مجلس الحي وكذلك الكلبات الجارات، مواجهة بدائية تنحصر في إطلاق هواء جوفها في إحدى أزقة الحي الممتدة.. وكذلك الكلبات الجارات تفعل !

– مواجهة إعلامية لإرضاء شعر إبط الكلبة لذبح أية شكوك أو تساؤلات عن إمكانية المواجهة.. أصوات معارضة تفترض هذا.

– الفنان هو من يتخذ منهجاً ثورياً في المواجهة يضرب من خلاله عنق السلفية استيفاء ثم يحيلها إلى قائمة التقاعد عن العمل ليخترع – وهو الأقدر – منظومة مستحدثة ليمارس دوره كمناضل مبشر، يحمل نبوءته، وفى ذات الوقت يهيئ هذه المنظومة بأن تنسحب – دون مماطلة – فور انتهاء لحظتها التاريخية لتنتهي مشرقة في ترتيبها المعجمي.. يقول النبأ التاريخي.

مجتمع الكلبة.. مجتمع اللحظة المعادة على الدوام، والمنفصل على الدوام.. أدركت هذا الكلبة وكذلك أدركت الكلبات.

– من هناك، حيث الأوحال والأزقة الباهتة، حيث الفقر كله، والملل مبلغ نقدي، حيث يموت ديوجين في اليوم ألف مرة، صرخت الكلبة في جمع الكلبات :

– لمتنا لباس المعنى، ومرآة القوة، فلنعلن عن أنفسنا، فنحن في النهاية إناث من فصيل الحقراء وأبناء عهر متواصل.. إذن، لننسى عقائدنا الخاصة ومرجعياتنا ريثما نجد لنا بيان.. فلنتفق ولنمزق هذا الليل الجامح فينا !!

– كيف ؟.. هل نعيش سوية في زقاق واحد ؟

كيف سنحقق المعنى إذن ؟ كلبة من زقاق أرستقراطي تساءلت – ماذا تقصدون ؟. أتريدون إعلان الخصومة ضد الحي ؟ … تريثوا، فثمة أمور لا يمكن التعامل معها بحرارة !.. كلبة أليفة غاضبة.. بتأفف ألقت برأيها والذي لا يعنيها الأمر كثيراً. وخلعت أبواب الحوار، وانشرح الخلاف، وسقط الجميع في بركة الأيدلوجيات ومستنقعات الدرجة.. صارت الكلمة اجتراح لمستحيلات وبات الرأي مصنعاً لموضوعات طوباوية.. ربما يتعين الافتراض أن حالة كهذه نشأت عن الاختلاف المذهبي أو تعدد الخيار السياسي في مجتمع الكلبات، إلا أن الواقع يرصد عكس هذه الرؤية، إذ أن تعددية الخيار السياسي والمذهبي تبدو مرحلة لا تجسدها حالة الكلبات على الخارطة الحياتية… فكلبة قذرة في زقاق رخيص، وأخرى أليفة في بيت عريق، وثالثة تعيش على أعضاء تناسل أبنائها، و…….، وجميعها تتفق في العهر وحب البقاء دون جاهزية نموذجية للبقاء.. فتغيير الحياة أو إعادة ترتيب المحيط ليست من شأن الحلم في الذاكرة المجتمعية للكلبات، بالتالي.. فإن أسئلة الحاضر مؤجلة إلى حين إيجاد منظومة لإجابة الماضي الذي لم يكف عن التدفق بحيوية لبحث قصة الخلق الكائناتي.. تقول القراءات.

11

إن المشاكلة التي يقطر من أردائها الحنق هذه التي يصر على تنفيذها أبناء الكلبة، والتي تتلخص في اختلاق أسطر مضيئة من تاريخهم المنحوت بالشطط، فرغم أن التاريخ مادة تعالج عجز الراهن، إلا أنه لم يكون إلا ذاكرة مجهدة إزاء تاريخ موغل في العهر.

وأبداً لا تكف محاولات أبناء الكلبة المشلولة الشرف في تحقيق مبتغاهم، وأبداً لم ينالوا قسطاً، صار التاريخ – بالنسبة لهم – مطلباً جماعياً وتساؤلاً يذعن لخطابات تذعن في نهايتها، لكسب رهان الأسبقية الماضوية ليبرروا عجزهم الآني.

– لا تجسيد اللحظة ولا ترتيب المعنى يعنيهم، أنهم يغصون في مساحة ممتدة من الوهم، مفترضين أن لهم مملكة غابرة، وإن هذه المملكة غارقة في بطن الحجر.. حروف بائسة لم تتعلم بعد، معنى الطقس ومعنى الآخر !!

– ظاهرة بحجم هذه – تلفيق تاريخ مضيء – تحيل الذائقة إلى قائمة مشوهة تحوى بأسماء مومسات، إنها فانتزيا من البلاهة وسوء الحال. إن تاريخ الكلبة – في واقع الأمر – كامرأة خطلاء، أحمق من يأتيها طالباً القرص.

– أرضهم حقد، أشجارها حقد، وثمارها أحقاد، ذلك كونهم يشعرون بالضيم وفقدان المعنى والبيان، لذا فسطور تاريخهم لا تعدو كونها جذوراً سحيقة من الأحقاد القديمة والجديدة، والخارج من تلفيقهم التاريخي لا تعيشه سوى حالة من الغثيان والقيء، إنه تاريخ دموي حاد، وجنسي حاد، محوره الفني السياسة ومحوره الخفي صراعات تدور في فلك الأعضاء التناسلية..

تاريخ لم يولد كي يقال أنه تاريخ.. بإيجاز يقول النبأ التاريخي.

111

هؤلاء هم الذين

قضموا بأسنانهم معاول البرد

فأرهقوا الضباب

وأشاعوا في الجمع حكايا الدفء

وانطوا في الركن

يتسلقهم الوهم

ودائرة تقصى دون رائحة

ومات البرد دون رماد.. لينحسر الدفء.

إلحاد دون إصغاء

وكفر ممتد..

وكلام كثير يمزق الحرف

يلعن الزيف.. يصنع إكليلاً للحدس.

سلام عليكم أيها الذين..

في هدأة الليل

أدرائتم، فأفرغتم الشرايين نزف

وكنتم قبراً مجهول الهوية

وسحر تضوع رائحته في النسل

سلام من فوهة سعال

إلى قدح من دم

يمزق بنطال الرطم

أزميراً في عنق المخ

يقول :

يقتعد الحق دار البيض وجحر الخمر

***

البديــل

لأن الموقف لا يستحمل المط والإسهاب، وجملة الحدث تنحصر في مراوغة فعل الموت فاندفاع الكلبة، وبكل مخزوناتها الانفعالية كان تلقائياً، فلم يكن بوسع المسكينة سوى تقبل الموقف المشحون بلحظات فزع رهيبة.

ودون إسراف تركت الكاهن يقطع رجلها اليسرى لتلحق برجلها اليمنى التي قطعت منذ حقبة تاريخية رغم مظاهر الفزع لفعل القطع الفجائي، بيد إن الانتصار على الموت المحدق تهون من أجله كل الخسائر المتتابعة، هكذا يقول النبأ التاريخي لكل تشكيل من شأنه أن يكون تاريخياً.

قطع الرجل اليسرى يعنى فشل اتكاءها على خيار السير الأيسر، معادلة التزحف الكامل أضحت كلمة الواقع الذي لا مفر منه.

هذا القطع في منتهى الحكمة – يقول المؤرخ – ذلك كون هذه الرجل صارت مدعاة للأورام والمرض العضال المتتابع، أما قطع الرجل اليمنى في حقبة مضت هو الخطأ بعينه – رغم احتفال شعر إبط الكلبة بهذا القطع.

السبب الكامل وراء قطع الرجل اليسرى كان وقائياً … قال الكاهن أما قطع اليمنى فكان من قبيل الجهل بعلم المداواة، سببه، مشاكلة غبية بين الأمعاء والشرايين، قطع قديم، في فترة رديئة وكفى!!

حكاية ليست عجيبة، هي التي خطها الكاهن للكلبة الفاقدة لرجليها الأماميتين لأنه، ليس ثمة عجب يلحق بقرارات الآلهة والأرباب.. قال الكاهن الحكاية – هي أمر علوي – أن تستخدم الكلبة أثداءها للمشي عوضاً عن أرجلها المفقودة، وإن لم تشأ فإنها ستودع الحركة والتنقل !!

أمر من شأن الرب، قال الكاهن وتابع بقوله محدثاً إياها:

إن أمر السماء إن قبلتيه فلا مرد له، فليست هناك في السماء مثلاً مفردات غريبة وأخرى ليست غريبة، وإنما هناك سياق ومنطق تعجز عن فهمه الكائنات التي تتلقى أمرها من أعلى.

لم يعد أمام الكلبة البائسة إلا أن تختار: إما أن تكون سفيرة لإمبراطورية العجز لزمن سيأتي، أو تكون جندية مقاتلة لآخر لحظة لخصومات الراهن في سجلات مستقبل قد يكون وضيئاً.

مسايسة القرارات العليا لا يعنى شيئاً، عدم الإسراف في حوارات الهامش كبد الحقيقة، فالرب مهما تهجدت وتبتلت له من يعيد لها أرجلها كي تمشى … تقول الاستقراءات

ليس بمقدور الكاهن – إن أرادت – إلا أن يبلغ أربابه متوسطاً لها كي يصير بمقدورها المشي والحركة لكن عن طريق أثداءها ومباشرة تتنازل عن أدوار كثيرة منها إدرار الحليب وصناعات الأنوثة بالكامل.

أمر مفزع … قالت إحدى الكلبات التي لعقها الروع مما شاهدت

وبلغة يؤرق جبينها التعب، وبوجه مذعور مرعوب، مكتظ بالهموم وبعينين مزدحمتين بلا نظر، بإعياء مطلق وكفى.. سألت الكاهن:

هل أفقد أنوثتي كاملة مقابل كسر شللي ؟

أجابها الكاهن:

لك أن تستخلفي ذرية لكن ليس بمقدورك لن تعيشي أو تعايشي أحداً لحظة لذة واحدة.

ولن يأتيك من مجتمع الذكور إلا فرد فقده نظامه مثلك !!

من جديد عاودت السؤال للكاهن:

هل الآلهة أرادت أن تعاقبني ؟

أجابها:

تموت الإجابة عن أسئلة القدر !، هذا قدرك وإن كان هذا عقاب – فلأنك زانية ابنة زنى ولن تنجى سوى الزناة – كما قال مهاجر من ذريتك منكراً ذاته.

وقبل أن تخبره عن موافقتها لتقبل لأن تصير أثداءها هما رجليها، حاولت بمهارة اعتيادية أن تلعب آخر أدوار الأنوثة مع الكاهن نفسه.

دون وعى من الكاهن وجد نفسه يطأها … في اللا وعى سألته بحيلة واحتراف … لماذا الآلهة غضبت علىّ ؟ مسفكاً لقدسية السر ومنشغلاً في فعله، أجابها بقوله: إن الآلهة لم يعد بإمكانها أن تحترمك منذ أن عرفت أن أمعاءك في خصام مع شرايينك منها عرفت أنك لا تستحقي المشي إلى الأمام.

ودون أن يكمل الحديث، قاطعته بسؤال محرج، قالت ها أنت يا سيدي الكاهن تنظم تفعيلات الفسق !!

مخفياً عورته بكومة من الصوف – نهض متعجلاً قائلاً:

ليس من شأنك أن تسألي عن فن العروض عند الكهنة – تعفف الكهنة – وحده – لا يصنع فن التكهن – لا يصنع فناً – العبادة وحدها لا تبتكر فعلاً.. لكن المهم كيف تعبر العبادة عن نفسها – أي كيف يتجلى سياق التكهن بالعبادة – أمراً لا يعنيك مختتماً حواره معها قال:

دون أن تضيف شيئاً انصرفت وقبلت بالقدر، وطفقت تسير على أثداءها.

يا للهول !!.. كل الجارات، الكلبات والليست كلبات قالت.

دون أي توش تلحق بحوارها اليومي مع الحياة صار بإمكانها المشي لكنه حتماً مشى إلى الوراء، ذلك كونها صارت تعتمد على رجليها الخلفيتان كأساس للسير، صارت مؤخرتها مقدمة ومقدمتها مؤخرة وصحيح أن أثداءها صارتا بمثابة أرجل أمامية لكنهما – بإزاحة – أشباه أرجل فليس بمقدورها الانثناء إذ لا مفاصل ولا جهاز حركي لها، مجرد ألياف متصلبة كالعكازين.

لذا صارت تسير إلى مبتغاها بمؤخرتها محاولة أن تدير رأسها المرتبك إلى الأمام كلما سنحت لها الظروف لذلك.

أمر يتعلق باستمرار قراءة معادة للحظة المشي المنصوص عليها في أسفار الخلق الكائناتى.. قالت القراءات.

مفزع حد الفاجعة، أمر هذه الكلبة، لكنه أمر قدر ليكون، فكل مشى جائز الحدوث عندما تضطرب الأجهزة الدورية والتنفسية للكائن.

حتفها أقرب إليها من حياتها.. فالجراثيم لا تفتأ تمتص نخاع عظمها.. لم يعد بإمكانها تحسس الحياة، فخطورة الموقف لا تنبع من كونها رويداً رويداً صارت تفقد أجهزتها الحيوية، الأرجل، الرئتين، العظم، وإنما لكونها صارت تسير نحو بدائية مطلقة.

كل القراءات والمؤرخين والكلبات أنفسهن أجمعوا أن مرض هذه الكلبة غير معدي – أمر شاذ – يندر تكراره مثار لاحتمالات كثيرة متعددة الأطراف والأغراض شأن هذه الكلبة.

*** * ***

من كتاباته النقدية

مقاربة صغيرة تخص أوراقها الخاصـة

لا أذكر مرةً أنني كنت متلهفاً لما تكتبه الأستاذة شريفة القيـادي ذلك الشعور الراسخ في ذاكرتي من خلال مطالعاتي المجتزئة والعابرة والذي يرسم لي نظرتها التقليدية في تناولها للمضامين التي تعالجها إلا إنني كنت موقناً تماماً بقيمتها الثقافية كرائدة باسلة بين كاتبات ليبيات هن أقل عدداً من أصابع القدمين وكصاحبة مشروع له فرادته في التواصل والتطور.. إن التواصل والحراك داخل إطار المعني للأنثى الليبية ما زال ضعيفاً وما أن تتأمل في أسئلته حتى يبرز ذلك التناقض الشاهق في نفسية المواطن الليبي.

ليس صحيحاً أن الليبيين مثل بقية العرب والشرق.. إن المجتمع الليبي وجبة أدسم بكثير من ذلك الشرف المديد والمجتمع الليبي جاد في تحقيق دسامة عرفه حتى النهاية وعلى كامل محيط الدائرة وفي مركزها أيضاً وهو مستعد لأكثر من ذلك إذا ما شعر بخطر ما!! والكتابة تحتاج إلى شجاعة قاسية للتصدي للإحباطات الاجتماعية التي هي في مجتمعنا بعدد أجرام السماء حتى تحرر خياراتها ومعانيها..

يقول الصادق النيهوم:

“الشرق كله شرطي آداب، الشرق شرطي آداب جاهل يدمن الحشيش والعادة السرية ويكره النساء في النهار ويحترق بالشبق في الليل، مثل خنزيرة سيسيليه في شهر مايو، فإذا رأى قصيدة من الشعر تتحدث عن امرأة رفع بندقيته وأطلق النار في الحال”.

بهذا المفهوم تكون الكاتبة الليبية الأكثر انشغالاً من غيرها، إذ يتصدى لها العرف الاجتماعي كتنين خرافي يجيد أشياء مفزعة كما يتصدى لكل النظم المعرفية والسنيَّة داخل المجتمع وفي مقدمة هذه النظم الدين!

إن تعاطي التحدي مع نظام اجتماعي كالعرف الليبي ينوء بحمله الرجل ذاته كما تنوء المؤسسة الثقافية كذلك بتحمل الرزء الناجم عن تحديه ولا أبالغ إن قلت أن الدولة وإن كانت ذات نوايا طيبة تستطيع فعل ذلك.. ووسط هذا الظلام الدامس تظل المحاولة في فضاءات صغيرة والتي تتخذ طريقاً فرعياً للمواجهة الحقة هي سيدة الموقف في الظروف المثالية، وبالتالي يقف النتاج أو الفعل الثقافي المتمخض عن هذه الظاهرة هزيلاً..

أما الكاتبة شريفة القيـادي فإنها ظلت تشق طريقها بمحاولة تعميق الإحساس بمعنى الكيان الأنثوي بصفته معنى وجودياً حاسماً لحياة الإنسان يبرز ذلك من عناوين أعمالها “هدير الشفاه الرقيقة” “كأي امرأة أخرى” “من أوراقي الخاصّة” “هذه أنـا” “بعض الهمس”.

في كتابها “من أوراقي الخاصّة” الصادر عن المنشأة العامة للنشر والتوزيع عام 1986 والذي ضمّنته أربعاً وأربعين قطعة نثرية تقترب جداً من فن الخاطرة، والتي كتبتها في أواخر عقد الستينات وحتى بداية عقد الثمانينات مما يتيح للباحث والمتابع للحركة الثقافية الليبية رصد بدايات هذه الكاتبة..

والخواطر تمور بسيل انفعالات متنامية بلا حدود وفي كل الاتجاهات.. تمور بغزارة وجدانية وعن شعور الوحدة عند الفتاة الليبية.. عن شعور الخوف والارتقاب وهي إذ تستعرض ذلك لا يفوتها عرض أمانيها في التحرر من هذه الكوابيس والتي لا يمكن للمرء إغفالها ما دام يملك الرغبة في النهوض في وجه الحياة الرجعية..

لقد كتبت ما كتبت وهي ما زالت شابة في مقتبل حياتها طامحة لتسجيل الكثير من الهموم الصغيرة بلغة بسيطة مما يتيح للقارئ القلق فرصة الاستغناء عن أجزاء من أي خاطرة متى طاب له فعل ذلك..

لكن عنوان الكتاب يحمل إغراءً ما في مجتمع ذكوري يقف أفراده على رصيف الهزيمة العاطفية بانتظار أي بارقة أمل للاقتراب من عالم الأنثى الغامض والمستحيل ولكن ما أن يقدم للهجرة نحو هذه الأوراق حتى يفاجأ بأنثى طموحة لا تبيع أفكاراً ماجنة ولا تتمرد على أي شيء إنما تشتري الإرادات الصغيرة وتسحقها بما هو أكبر..

أنثى تقول: “أريد لروحي الخلود إذا ما لم يخلّد الجسد.. أرنو للمستقبل السعيد المشرق الذي أريد أن أبنيه.. ولكن الذي يعرقل خطواتي هو رداء التردد المحيط بي.. الذي يعوقني هو هذا النسيج العنكبوتي الذي يضيق على خناقي يمنعني من أن أعلي صوتي متحديه.. هاتفه.. أتركوني بالله عليكم.. أعطوني.. حريتي.. وكسروا أغلال الاستعباد عن رسغي ودعوني كما أريد زهرة فوّاحة تنشر عبيرها في كل أرجاء الحياة..” ص 31-32.

والمتأمل في سطور الكتاب تواجهه نهنهات الذات بكثافة وجرأة وبأسئلة مترامية الأطراف ومتماهية مع الشأن الاجتماعي..

إن الكتابة بسؤال الذات أمر مشروع ما دامت الذات تملك اضطهادها..

والمتأمل أيضاً أن الخواطر الأولى والتي كتبت أواخر عقد الستينات تتعرض لمفاهيم الوحدة والخوف والهروب من الناس واللجوء لمعاني لامظة وبذا كانت أفكارها غير واضحة، مضطربة مجرد تهويمات نثرية مجرد سطور محشوة بتناقضات النفس البشرية وما يواجهها أثناء سنوات التكوين..

أما الخواطر التي كتبت عند منتصف عقد السبعينات وحتى العام 1983. فإنها تبدو على قدر من النضج متجاوبة مع أفكارٍ واضحةٍ كالأمومة والزواج من الصغيرات والطلاق والحنين للماضي والإنجاب غير المنظم وغير ذلك، ويمكن ملاحظة احتفاء الخواطر هنا بأسئلة وحوارات من أطفال الكاتبة وزوجها وسطوع أسماء هؤلاء ومن خلال هذا تنزاح الكاتبة أكثر للشعور بالطمأنينة والتي طالما ناشدتها عبر خواطرها الأولى..

والإنسان يولد ويولد معه الخوف كائناً كامل الصلافة يقاسمه ذات الجسد وعبر حياته يحاول قتل هذا الشريك السلبي بالنجاحات المتواصلة وبأوهام كثيرة أخرى لا يمكن الإتيان بها في سطر من مقال..!

والكاتبة إذ تتسرب منها مشاعرها عبر كتاباتها فإنها تستطيع حسم أو حصر المعاني المتسربة من وجدانها الفيّاض لذا جاء إهداؤها لكتابها يحمل هذا الوعي..:

“هذه سطور خاصة بنفس قلقة.. سطور مشحونة بالقلق الذي ما فتئ يملأ أعماق ذاتي منذ أول أيام عمري.. هذه السطور الصادقة مني لكل بنات جنسي”.

وأنا إذ أستجيب لنداء الكتابة عن هذه المبدعة فقد وجدتني استنجد بهذه الأوراق الخاصّة المكلومة بمجتمع اللالات الذكورية وهمسات الطاعة الأنثوية…

هذه الأوراق البسيطة جداً والجريئة أحياناً تعكس أرضية مجتمعها الحضارية والروحية..

هذه الأوراق محاولة هادئة لنيل ما يمكن نيله بطريق الأنين..

وفي الورقة الثانية والعشرين قولاً هذا نصه:

“لقد حاولت أن أكون شيئاً له خواصه الفريدة وحاولت أن أكوّن لنفسي شيئاً أو قوقعة أذوب في لحاها ولكن أحس بأن كل ذلك قد امّحى”.

11/4/2004

*** * ***

الراحل في صور

ختم يوسف باشا القرهمانلي (الصورة: الباحث عبدالمطلب أبوسالم)كتاب (فصول من تاريخ زليتن، 1959 - 1969)، جمع وتصنيف وتعليق، الأستاذ محمد إبراهيم الصاري

مقالات ذات علاقة

إدريس المسماري صديقي… مُعارك الحياة مُريد الموت

أحمد الفيتوري

كل يوم شخصية ليبية مشرقة (24)… سلام قدري

حسين بن مادي

حدث في مثل هذا اليوم: رحيل عبد القادر العلام

محمد عقيلة العمامي

تعليق واحد

ميلود عاشور 22 سبتمبر, 2012 at 22:48

ثقافة المواطن رداء يحيكه بأنامله، ومهما يكن لونها أو شكله، فإنه يضل رمزاً يتبادر إلى أذهان الآخرين كلما ذكر ذلك الوطن
إنا لله وإنا إليه راجعون
تقبله الله الفقيد بواسع رحمته، واسكنه فسيح جنانه
آمين

رد

اترك تعليق