شعر

الحزن القادم من الشرق بعد أن كَبُرَ الشَرك

أما في الليلة السابعة والستين بعد الألف التاسعة ناقص حزنين

ففي تلك الليلة أيها الملك السعيد،

إنه لمّا ضاق الخناق والتفت الساق بالساق وثار الرفاق،

صرخ أحدهم أيها الرفاق:

شدوا الوثاق وتأهبوا للطلاق

فإني رأيت الدولار في المحاق

وتلك علامة الاختراق

وعليكم بالصبر الجميل في المحافل الدولية،

والاحتراز من البصل المقلي في قعر المهلبية،

فإنه دامغ للبصيرة حارق كالذخيرة.

وكان هناك بين الجنود السحاتيت

جندي وسيم

يغني أغنية ذائعة الصيت

لعبد الحليم

استل سيفه الخشبي القديم

وصار يغني “وسترجع يوما يا ولدي منخوصاً مكسور الأسنان”

ثم انسحب إلى اسطبل الملك “فصوص” صاحب اللصوص وسارق العبارات والنصوص، الذي تأهب قبل “الدعكة” وأرسل بالبريد طبقاً من حلوى العيد إلى المصري الجديد فرد عليه هذا بكلمة السر( عسعس الغلس)،، ففطن فصوص للمكيدة واستشار قاضي القضاة شمهروش فرد عليه بحكمة في قصيدة يقول فيها : ( إن ابن الزانية

أراد أن يملك السانية

ويعيدك إلى جملك الأجرب

فاقطع عنه النفط

وتغدى به قبل أن يتعشى بك )

فأسرّها فصوص في جلبابه المنقوص

وأمر رجاله المخلصين بالتخلي عن المحاربين حين يحين الحين

وتقوم الساعة المتفق عليها بين الاثنين.

أما ما كان من أمر البغلوش المصحصح فإنه استورد المؤن

وعبأ المحصول في زجاجة

وخباءه في الفريز والثلاجة

وأمر أن ينادى في الأسواق أن من يملك دولارا تقطع عنقه

فالمعركة معركة مصير وليست معركة تحرير وتبشير.

ونادى في جنابات المحروسة، تعالا خذلك بوسة،

وعليكم بحمل السلاح والدفاع عن الجواري الملاح

في بلاد المسلمين فإنها القاضية القاضية..

عندها تجمهر اللاعبون بشورتاتهم القصيرة أمام العربة

وكان بينهم حسام حسن ومجدي طلبة

فعقروا الحكم قائلين بالصوت المرفوع :”لاحكم إلا لله”

وأخذوا في رجم الشرطة بالحجارة، فإذا المطر يتساقط زخات زخات.. والمدافع تنحر الطلبة.

والأزهر يصرخ من خلف الحجاب الوطني اللهم امحق اليهود وباعد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بين غورباتشوف والكوكاكولا في سالف الأيام.

واستمر القصف حتى الثامنة فعمت أخباره أرجاء الديرة

وغطت مجرياته أجمل مراسلة في قناة الجزيرة.

وأما ما كان من أمر “سعدان الجيعان” فإنه خاف الواقعة وهو الذي ليس له من جند ولا مال يقيه ذل الحاجة والسؤال إلا إنه أمر بفتح الحدود للنصارى واليهود وسلمهم مفتاح المدينة على شرط أن يحرسوه هو ودولاراته ويصونوا قصره وبناته، فوفوا بذلك فأصبح شامتا في الملك بغلوش وفصوص ونام مستريحا البال وصورة “غولدامائير” تشخر إلى جانبه في الفراش وهو يقول:

في العجلة الندامة

وفي فتح الحدود الربح والحماية والسلامة.

وأما ما كان من أمر الناس فإنهم هاجوا هياجا شديدا وأصبحوا يترقبون لمن تكون الغلبة بعد أن ذهبت ريح العصبة و( انكسر القحف وتفرقت لكلاب)، فإذا بهم عزموا أمرهم أن يتركوها على عروشها ( يصفر فيها الذيب) فاتجهوا إلى المطارات والطرقات السريعة يركبون البر والبحر والجو، حاملين معهم كل ما يملكون من تأشيرات ضرورية وجوازاتهم بأيديهم وطلبات الهجرة موقعة مختومة وما هي إلا انتقال من دار إلى دار علّ أعينهم لا تكتحل صباحا بمرأى الملك والأمير والقائد والوزير لذلك هجوا شيكا بيكا..

تاركين الراعي بلا رعية

والديمقراطيين بلا ديمقراطية

والحاكم بلا محكومين

والدستور المؤبد بلا دستوريين

وحقوق الإنسان بلا مواطنين

والسجون بلا مسجونين

والملاعب بلا متفرجين

وخطب الرؤساء بلا مستمعين

والمدارس بلا تلاميذين

والشوارع بلا متبطلين

والضرائب بلا دافعين

والجمعيات الاستهلاكية بلا مستهلكين

وقروض المصرف بلا منتفعين

والسيارات بلا سائقين

والمساكن التي ستبنى حال الانتخاب بلا ساكنين

والصحف التي جعلها رؤساء التحريرعزبا لهم بلا كتاب ولا قارئين

والانفتاح بلا منفتحين

والبترول بلا مطالبين..

وهم يصرخون عاليا قائلين : أن الأرض يرثها “عبادك الصالحون”.

مقالات ذات علاقة

بابي والشوق

لطفي عبداللطيف

حياة بلا أنانيين

خلود الفلاح

 الخرابُ الأخير !

مفتاح البركي

اترك تعليق