من أعمال الخزافة ميسون عبدالحفيظ.
قصة

الثوب الممــــــــزق

من أعمال الخزافة ميسون عبدالحفيظ.
من أعمال الخزافة ميسون عبدالحفيظ.

 

شدني خفقان الأجنحة الذي يصم الآذان من حولي… ثم رأيتهم ينظرون نحوي، أحسست كأنهم يدفعون بي للحاق بهم، نظرت إلى ثوبي الممزق المتهدل على  جسدي، وفجأة أشار أحدهم إلي، وما أن رفعت ذراعي حتى وجدت نفسي أطير نحوهم، رغم عدم امتلاكي أجنحة مثلهم.

جميعهم ابتسموا في وجهي، وكنت المتجهم الوحيد…انطلقت فأخذتني الدهشة لجمال الطبيعة والخضرة التي تطغى على المكان.

ظلت ابتسامتهم مرسومة على شفاههم ، عندها ابتسمت وازدادت المناظر إشراقا وجمالاً… بعد برهة اصبحنا نفهم بعضنا دون أن نتكلم، واستمر بنا الحال في الطيران واللعب، ولكن حنيني إلى ثوبي الممزق دفعني إلى العودة.

وجلست أرقب الجموع التي تأتي وتذهب…. سمعت أحدهم يهمس

مسكينا هذا الشاب وتعجبت ولم أدرك من المقصود…!!!

كانت الجماعات تأتي وتشاهد وتمضي

سمعت صخب وصراخ والجميع يصيح أبتعدوا

يبدو أنه وصل أخيراً

نظر إلى ثوبي الممزق وأشار بكلمات مقتضبة،ثم أخرج عدة أوراق وأخذ يكتب ومد تلك الأوراق إلى أحد الحاضرين الذي كان يرتدي ملابس رسمية، أما البقية فقد أخذت ثوبي الممزق ورمته في أحدى السيارات التي انطلقت تسابق الريح

وقررت اللحاق بهم فالمسافة ليست بعيدة ، توقفت السيارة وأخرج احدهم ثوبي الممزق ورمه في أحد الأدراج ، ويبدو أنهم مستعجلون أو متعودون

المهم تركتهم وعدت إلى جماعتي

ولكن الحنين إلى ثوبي وربما الفضول دعاني للعودة، وما إن اهتديت إليه حتى رأيت مجموعة يهيلون عليه التراب.

لم أفهم لماذا يفعلون بثوبي ذلك؟

كان البعض يتهامسون وآخرون يتحدثون ، والكل يغني على ليلاه، وأنا أراقب الجميع بوجل واستغراب

وما أن تفرق الجميع حتى عم السكون المكان وما أن اقتربت حتى وجدت أحد يدفعني إلى حيث ثوبي الممزق وعندما حاولت الالتفاف وجدت نفسي في حضرة شخصيين بدت عليهما سطوة القوة وكل منهم يحمل رزمة أوراق وسجلات.

ابتسمت لهما إلا أن نظرة أحدهم قتلت تلك البسمة المؤودة .

أشار إلي أحدهم وتكلم ولم أفهم

ضربني الثاني … أعاد الأول ما قال ولم أفهم .

عندها ضربني الأول والثاني

وثم نظرا إلى بعضهما ، وأخرج أحدهم ورقة وأشار بأن أوقع عليها ومن شدة خوفي والضربات التي تلقيتها ، حاولت التوقيع بأصابع مرتعشة

استيقظت على رنين ساعتي القديمة.

____________________

نشر بموقع بوابة أفريقيا الإخبارية.

مقالات ذات علاقة

رسالة..

حسين بن قرين درمشاكي

الصـــــراخ

إبراهيم حميدان

أسئلة الدرويش المقتول

الصديق بودوارة

اترك تعليق