المقالة

اتحاد الأدباء والكتاب

صدر القانون 44 بشأن انشاء “اتحاد الأدباء والكتاب الليبيين” في مثل هذا الشهر من العام 1976 مادعا الى انعقاد الجمعية العمومية، التي اجمعت لجنتها المنتخبة باختيار الأديب الراحل “خليفة التليسي” أمينا له، حينها آلت مكتبة “جمعية الفكر” للاتحاد الذي اتخذ مقرا دائما له في حي الاندلس بجوار فندق الشاطئ، شهدت قاعته العديد من النشاطات والندوات الثقافية المختلفة، كما تشهد صوره في الذاكرة على نهايته ركاما منذ سنوات.

كان صدور دورية “الفصول الأربعة” كمجلة متخصصة عن الاتحاد، هدفا مهما تحقق طوال مايتجاوز العقود الثلاثة، نتج عنه تراكم أدبي يمثله أكثر من مائة عدد، كما تعاقب على رئاسة الاتحاد العديد من رواد الحياة الثقافية الليبية، مانتج عنه حراك ثقافي مميز، ثم اختلطت الأوراق شأنها شأن كل أوجه الفعل المحلي، حينما ألغيت معايير الانتساب، وغدا الباب مفتوحا دون ضوابط، خاصة بعد ظهور الروابط، فتغيرت التسمية إلى “رابطة الأدباء والفنانين” كما تغيرت معها شروط العضوية، إلى حين تعرضها للقصاص المتمثل في زحف “لجنة وضع اليد” باقتحامها المقرّ صيف عام 2004 واستلام المفاتيح من الإداريين، في ظل مقاطعة المجلة التي تعثرت ثم توقفت، وعزوف عن حضور بعض المناسبات التي لم تكن تمثل الأدباء والكتاب السابقين، إلى ان طالت معاول الهدم البناء، فنقلت صناديق المقتنيات إلى عقار قريب، تدفع قيمة الانتفاع به وزارة الثقافة بلا طائل.

خلال الحرب مع الطاغية، كان فرع الاتحاد شرق البلاد يظهر دور الأديب من خلال ماتناقلته الشاشات، وفي الشهر العاشر من العام الماضي، تنادينا في طرابلس لاختيار لجنة تسييرية، هدفها خلق نشاط ثقافي ينأى بالمثقف عن الصمت والغياب، لكننا أخفقنا في الاستمرار لأسباب عدة، رغم مانشهده في كل المدن الليبية التي تزدهر بما تنجزه مؤسسات المجتمع المدني خلال هذه المرحلة بما يعد بديلا مهما، ولكن الى متى يظل الاتحاد غائبا؟ الم يحن الوقت بعد الى استئناف نشاطه؟ لتكن دعوة آخر لجنة شرعية للاتحاد عقد اجتماعها على مستوى ليبيا، ثم تقدم استقالتها للمؤتمر العام من الأعضاء المسجلين، بموجبها يتم اختيار لجنة جديدة بديلة، توكل لها مهام عديدة؛ من بينها وضع شروط العضوية الجديدة، وضم كتاب وأدباء المهجر الليبيين، ولكي تستأنف مجلة “الفصول الأربعة” صدورها.

مقالات ذات علاقة

نساء ليبيا: هل نحن بخير؟

المشرف العام

المطربون الشباب بين المحاربة والإهمال

إنتصار بوراوي

معاناة

أحمد الفيتوري

اترك تعليق