الإنسان في الحياة مشروع رحلة اكتشاف لا تتوقف لأنه يملك نزعة التجدد باستئناف الأزمنة ومنعها من التوقف وتجديد الأمكنة وإخراجها من حالة السكون والرتابة، وهو بكل اكتشاف يعزز دوره في الوجود، وللأشياء دهشتها الأولى لكن بعضها لا يلبث أن يصادر الزمن وهجه وبريقه.
وفي كل مرة نحاول فيها استعادته يتلاشى حتى يغدو مصدر ملالة وصد وإعراض، وحدها الأشياء العصية التي لا تمنح نفسها بسهولة تظل تحتفظ بديمومة الإدهاش، تتجدد دائما وتتسع رقعة سؤالها، تشدنا إليها بما تخبئه من مفاتيح سر جمالها ونظل نتوق إليها من دون أن نكتشف في أي مكمن منها سر فعلها، وسر تأثيرها وحين نستعيدها نحس كأننا نطالعها للمرة الأولى، تسيطر بقوة على مقاييس العقل والخيال مقتحمة أطر الفلسفات التي تؤطر اللذة في ثنائي محدد لا يتجاوز الحس والعقل، أنها ليست فضيلة حتى يمكننا الركون إلى رأي القائلين باللذة العقلية ولا بالحسية المطلقة البوح حتى ننحاز لرأي أصحاب مذهب اللذة الحسية/، إنها هذه وتلك.
فأي إحساس لا تأسره مشهدية أعشاش الطيور في لحظة اكتشافها الأولى ويتجدد المشهد ذاته ولا يبعث فينا الملالة، لكن هل يمكن لعلاقتنا الأولى مع العصافير أن تفسر هذا وهي العصية على التفسير فعلاقتنا الطفولية معها علاقة تصادمية لأننا نحبها ونستمتع بشدوها ونحلم بامتلاكها وهذا حالنا مع من نحب إدهاش بلا تأويل؟
المنشور التالي
سالم العبار
سالم على العبار
مواليد بنغازي عام 1958م، درس الحقوق بجامعة بنغازي قاص وناقد وإعلامي – يكتب القصة القصيرة والدراسات النقدية والبرامج الإذاعية.
صدر له الكتب التالية:
1- تجليات مهرة عربية (قصص قصيرة).
2 – منشورات ضد الدولة (قصص قصيرة).
3- خديجار (قصص قصيرة).
4 – اللعبة (قصص قصيرة ترجمت للغة الفرنسية).
5 – ملامح البطل في القصة الليبية القصيرة (دراسة).
6 – مقالات في التراث (دراسة).
7 – دراسات في الأدب (دراسات نقدية مع كتاب اخرين).
8 - لغة الجسد (دراسات في النقد مع كتاب عرب).
9 – على هامش المتن (رؤى فلسفية).
تناول كتاباته العديد من النقاد العرب والأجانب من بينهم الفرنسي (ادجار ويبر) ونجيب محفوظ وغيرهم من النقاد من تونس والمغرب والعراق وسوريا ومصر وليبيا وترجمت بعض قصصه للغة الكردية.
مثل ليبيا في عديد المهرجانات الثقافية في العراق ومصر والمغرب وفرنسا.
كتب العديد من البرامج الإذاعية أشهرها برنامج ما يكتبه المستمعون الذي اكتشف من خلاله عديد المواهب الأدبية التي تشكل حاليا حضورا بارزا في الساحة الثقافية الليبية.
أسس صحيفة أخبار بنغازي عام 1996 م ومازالت تصدر حتى الآن وبتمويل ذاتي من الصحيفة نفسها - من مؤسسي اتحاد كتاب ليبيا فرع بنغازي عام 1979م.
ترأس رابطة الكتاب الليبيين - ترأس تحرير مجلة الثقافة العربية ومجلة الفصول الأربعة - نشر انتاجه القصصي والأدبي بالصحف والمجلات العربية والليبية.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك