المقالة

أين نهرك.. وأشياء أخرى

تخيلوا..!!!

في كل مراحل التاريخ كان للخيالِ دورٌ مفصليٌ. فالخيال هو القوة المبدعة وراء الاختراعات والكشوف والتطوير والتحديث.. هو القوة وراء الاعمال الأدبية الكبرى في تاريخ الانسان.. وهو القوة وراء كل الفتوحات والانتصارات… فهانيبال وأفياله وجبال الآلب.. محمد الفاتح وجر سفنه على البر لفتح القسطنطنية.. كولومبس وإكتشاف العالم الجديد… كلها صور للخيال تلك القوة الملهمة والملتهبة لدى الطامحين والرواد.. أما لدى العاجزين فما الخيال سوى اضغاث احلام وترديد أوهام… لذا نجد الاتجاهات الحديثة في التربية والتعليم تحرص على تنمية الخيال لدى التلاميد إيمانا منها بقول إينشتاين الشهير… الخيال أهم من المعرفة. كل تقدم شهده هذا العالم كانت بداياته خيال شخص لم يكبله الواقع البائس وانما استفزه للتمرد والتخيل والحلم…. فتخيلوا…. تخيلوا معي… لوأننا بعيدا عن مباريات قذف الطوب السياسي اتفقنا على مجموعة من المشاريع التي تهم الجميع ولا يختلف عليها إثنان… تخيلوا لوأننا اطلقنا مبادرة لإصلاح التعليم تكون من ملامحها التعاقد مع افضل العقول بالعالم لوضع خطط لإعادة تصميم المناهج الدراسية بشكل عصري وجذاب… وإطلاق يد البناء والتعمير لمدارس حديثة بمكتباتها الالكترونية وبمعامل العلوم واللغات وبالملاعب الرياضية المختلفة.. وبفصولها الحديثة وحدائقها… في كل بقعة من ليبيا…. والبدء في تنفيذ برنامج تدريبي تنفذه أرقى الجامعات بالعالم للرفع من مستوى المعلمين ومدراء المدارس والمفتشين المدرسين وموظفي التعليم والبدء في اصلاح معاهد التعليم وكليات التربية وتطويرهما بشكل ممنهج وعقلاني…. تخيلوا معي..!!!ّ

تحية لتونس…!!

خطت الشقيقة تونس خطوة كبيرة نحوالاستقرار وبناء الدولة بتصديق المجلس التأسيسي على مشروع الدستور الجديد والذي انبثق بعد صراعات واختلافات كادت أن تعصف بالمسار الديمقراطي للبلاد. لا تزال تواجه تونس العديد من التحديات أهمها تقليص البطالة وتعافي الاقتصاد. تهنئة من القلب للخضراء وتمنيات لها بالاستقرار والرخاء. نأمل ان تنعكس هذه الخطوة ايجابيا في بلادنا التي بحاجة الى توافق وطني ينعكس في التوجه الى بناء الدولة والحفاظ على وحدتنا وكياننا وسط عواصف وتحديات جسام. والى الأخوة الليبين الذين يتجادلون ويتخاصمون وينقسمون حول فرص نجاح الدستور التونسي أقول لهم: أهل تونس هم أدرى بدستورها… وكل ماتمناه لهم هو الاستقرار والرخاء.

الحقيقة المرة…!!

أعرف أن الأوراق قد اختطلت.. وأن الحقائق قد تم مزجها بالأوهام والأكاذيب عن جهل وقلة خبرة أحياناً وعن عمد أحياناً أخرى.. وأن كثيرا مما صدقهم الشعب ومنحهم صوته وثقته قد خذلوه ونهبوه وأبدوا عجزا مخيفا وقلة بأس وحيلة وتمسكا بشعارات بائسة… وأن اجيال شابة لم تنل حظها من التربية والتعليم تمسك بزمام الأمور وبالسلاح لتهدد مستقبل هذا الوطن تدفعها حماسة غير منظبطة ومطامع في المال والسلطة… وأعرف ان بلادي صارت مرتعا لرجال الدول الطامعة… ولكن كل ذلك لن يبدل من حقيقة أننا لا زلنا ندفع فواتير نظام قمعي وحشي إرهابي جاهل احترف امتهان كرامة البشر وسلبنا حقوقنا وخرب الاقتصاد والتعليم والادارة… وزج بالبلاد بحروب وعدوات واقام المشانق والمجازر… وفوق كل ذلك سلم البلاد لمجموعة لصوص وأفاقين وشواذ… نعم القذافي كشخص مات ولم يعد يعنينا في كثير أوقليل فهو في ذمة الله والتاريخ ولكن… السياسات التي اتبعها… والقوانين التي سنها… ومنهج التفكير الذي ابتدعه… والفساد الذي رعاه… والفوضى التي احتضنها… كلها لازلت حية ترزق بيننا وتنعكس في سلوكيات أفراد المجتمع وفي سياسات الدولة وقراراتها…وتقودنا الى المزيد من التأزم… ومالم نعترف بهذه الحقيقة ونعمل على كشف هذه السلوكيات والسياسات في انفسنا ولدى غيرنا ونطرح البديل العقلاني الرشيد لها فإنها ستقودنا الى المزيد من الازمات والانكسارات…

لماذا تكرار الأخطاء…؟؟

من مساوئ العهد السابق أنه كان يضع سياسات قتصادية وإدارية وقوانين تغلق الابواب الشرعية امام الناس وتدفع بهم نحوالبحث عن حلول خارج دائرة القانون والمنطق. فليجأ الناس الى الكذب والتزوير والخداع للحصول على ابسط حقوقهم.. من منا لم يقم بتزوير ورقة ما للهروب من التجنيد اولإسترجاع حق اوالحصول على ترخيص وما إلى ذلك؟ ولا يخفى عليكم خطورة تفشي مثل هذه السلوكيات في المجتمع. الآن نجد مثل هذه السياسات تطبق دونما إدراك لخطورتها على المجتمع… فعلى سبيل المثال لحصول المواطن على سلفة للقيام بصيانة بيته اولتغطية تكاليف مناسبة إجتماعية لا يجد أمامه سوى التقدم للحصول على قرض “إسلامي” لشراء سيارة لا يحتاجها ولا يريدها وإنما بغرض بيعها ربما لنفس المعرض الذي استلمها منه بخسارة بضعة الاف دينارات… وهكذا يحقق المصرف ربح أكيد وينعم صاحب المعرض برحب عند البيع وعند الشراء للسيارة… وينعم المواطن بتجربة جديدة في التزييف… وقرض يرهق كاهله لسنين طوال…. وهذه نتيجة طبيعية للقرارات الغير مدروسة والارتجالية.

أين نهرك…؟

فوجئت فرنسا بعودتها بعد غياب طويل وغامض.. كانت تحمل بين ذراعيها طفلاً مريضاً قالت إنه طفلها وأنه بحاجة لعلاج عاجل لا يتوفر سوى بالدول المتقدمة.. تقاطرت الإذاعات المرئية والصحف على تلك الشابة الفرنسية التي اختفت منذ أكثر من عشر سنوات بعد ان ذهبت في إجازة من عملها… كانت عند إختفائها مثالاً للمرأة الشابة الناجحة.. خريجة متفوقة.. تحصلت على شهادة الماجستر وتعمل كمهندسة معمارية في مكتب ناجح…كان السؤال أين اختفت كل هذه السنين؟ وكان الجواب أكثر من مفاجأة.. أخبرتهم انه رغم نجاحها وتألقها فقد كانت تعيش فراغا روحياً هائلاً وحالة من القلق المستديم وكانت تبحث عن مكان لها، فاختارت ان تذهب الى قرية صغيرة على ضفاف نهر السنغال وان تعيش بين عائلات الصيادين لفترة من الزمن… واضافت ” منذ اللحظات الأولى أسرتني السكينة وغمرني السلام وسحرتني البساطة وشعرت بأن هذا المكان هو ما كنت ابحث عنه طيلة حياتي… حدث تطابق روحي عجيب بيني وبين المكان والسكان لدرجة انني نسيت فرنسا وباريس والمهنة والنجاح المادي… تعرفت على رجل واحببته ورضيت أن أكون زوجة ثانية له… ولم افكر مطلقا في القدوم لفرنسا لولا مرض طفلي الذي تعذر علاجه هناك”. ساد الصمت والذهو ل لبرهة.. واخيرا تجاسر أحدهم قائلاً… هل تعنيين أن الذهاب الى ضفاف نهر السنغال هو “الحل”… ردت قائلة وابتسامة عريضه تسكن شفتيها…” كلا يا سيدي… ذاك كان “حلي” أنا… ولك أن تبحث عن الحل الخاص بك.. الذي قد يكون نهر السنغال أونهر السين اوالفولجا.. وقد لايكون على ضفاف الانهار… غص في أعماقك وابحث بصدق وإخلاص وستجد مكانك وحقيقتك ونهرك… غص يا سيدي وابحث عن الحقيقة بنور الصدق… وستغمرك الحقيقة كما غمرتني”….. لكل منا نهره… فأين نهرك؟؟

آخر الكلام…

الجدل القائم بين انصار اسقاط المؤتمر من ناحية… وأنصار اسقاط الحكومة من ناحية أخرى يذكرني بالحكمة القائلة…. عندما يضيع الإتجاه ما جدوى الاقتتال على السرعة..!!

مقالات ذات علاقة

إلى قيس الهلالي

فاطمة غندور

الحيوان البشري !

محمد المغبوب

الشخصية الليبية

المشرف العام

اترك تعليق