مدية امقارنس الأثرية.
تاريخ

“أمقارنس” .. آثار تنتظر النهوض بها

وال

مدية امقارنس الأثرية.
مدية امقارنس الأثرية.
الصورة: وال.

تقع هذي المدينة الآثرية بالمدخل الجنوبي لمدينة قورينا شرق مدينة الأبرق التي تبعد حوالي 13 كم على الحافة المصطبة العلوية للجبل الأخضر شمال الأبرق 1 كم.

يرجع تاريخ نشأة المدينة إلى الحقبة نفسها وتزامنا مع نشأة  مدينة قورينا.

وترجع تسميتها بالمدينة القديمة” نفارنس” أو “قارنس” إلى أحد القساوسة الذي عثر عليه منقوش في مدينة الأبرق على كتلة صخرية معاد استخدامها في حصن إيطالي على جدران إحدى الكنائس في مكان يعرف بوادي “السطل”.

ومن المرجح أن مستوطنة امقارنس كانت مهمة جدا في نهاية القرن الأول قبل الميلاد، حيث كان لها مجلسها القضائي الخاص بها من خلال طرز المقابر وأسلوب البناء والمواد المستخدمة في بنائها وأن هذي المستوطنة على الأقل تعود إلى العصر الهلنستي أي حوالي 1900سنة.

لوحظت هذه المستوطنة من قبل الرحالة الفرنسي جان ريمون باشو صاحب كتاب رحلة الإغريق في برقة الذي زار برقة في عام 1824وأيضا التقطت لها بعض الصور في القرن التاسع عشر ولكن لم تنشر عنها أي دراسات مفصلة.

أسست امقارنس في الحقبة الإغريقية مع بداية الاستيطان الإغريقي على أثر قانون العالم دليوس حوالي 600 سنة قبل الميلاد وقد أنشئت تزامنًا مع قورينا على يد أرسطو طاليس، كما يوجد بها كنيسة ومن خلال هذه الكنيسة يدل على أنها كانت مزدهرة خلال العصر البيزنطي.

وما يؤكد ذلك أن أغلب العناصر الموجودة بها تعود إلى العصر البيزنطي كما يوجد بها مقابر تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد وهي تشبه بعض المقابر الموجودة في مدينة قورينا.

ومن أهم معالم امقارنس (القلعة) أنها مبنى مستطيل الشكل له إطلالة جميلة على الجهة الشمالية، ومازلت جدرانها الخارجية بحالة جيدة ولها مدخل منفرد معقود في الجانب الشمالي، وهي محاطة من الجانبين الشمالي والشرقي بخندق، ومن الداخل تحوي عديدًا من الحجرات التي تفتح في ميناء وسط القلعة وهناك أيضا حمامات صغيرة تعود الي العصر البيزنطي وهي بحالة جيدة جدا.

حتى أن أسقف حجراتها التي من ضمنها القباب لاتزال بحالة جيدة، أما المكانة الاقتصادية لهذه المستوطنة فقد أسهمت كمثيلاتها من المدن الأخرى الرومانية والإغريقية في إنقاذ روما من المجاعة لمدة خمس سنوات متتالية.

ومن أهم منتجاتها حبوب القمح الذي كان من أهم السلع في ذلك الوقت علاوة على إنتاج الزيت والعنب والسيلفيوم، أما ديانة المستوطنة فقد ظلت هذه المدينة علي الديانة الوثنية لمدة طويلة إلى ما بعد الحقبة الإغريقية والرومانية.

مقالات ذات علاقة

معركة الاسترداد

بدرالدين المختار

كتّاب الاسياد

المشرف العام

رحلة مع الزمن عبر أبواب طرابلس

المشرف العام

اترك تعليق