شعر

أقفاصُ التُّفاحِ الإليكترونيِّ

من أعمال التشكيلية نجلاء الشفتري.

.

الجنُّ العظيم…

– سادنُ منارةِ “سيدي خريبيش” –

يحبسُ زوجَتَه الصغيرةَ في صندوقٍ عتيقٍ

يُشفِّرهُ بكلمةٍ سرِّيَّة يحفظُها مقلوبةً

ويحرسُ حروفَها

خَشية التَّمَعْنِي سهوًا في الكلام.

.

يبتلعُ الجنُّ العظيمُ

(وكلُّ وحوشِ مدينتي الـمُنهكةِ)

مفاتيحَ الصناديقِ العتيقةِ

ويغشُّونَ الحُلمَ بزيتِ الكافورِ.

.

يغفو الجنُّ العظيمُ على طريقته:

(يَصفِقُ كفَّيه فيتبخَّرُ في العَدَم.)

.

.

غفا الماردُ

وتَـمَعْنَى الـ Password صدفةً في كلام النومِ

انفتح الصندوقُ… ومن النورِ انبثقتْ “جليانةُ”

عاريةً مثلَ العاج.

.

تنهَّدتْ

فارتفعَ الـ Dopamine

ووضعتْ شرطَ اللعبةِ:

“لديكَ أقلُّ من دقيقةٍ واحدةٍ

لينتصبَ الـ Testosterone

أو…

أوقظُ زوجي!”

.

انسكبَ الـ Testosterone خَرَزةً خَرَزةً.

فانفلتتْ لحظاتُ الإخصاءِ الإليكترونيِّ

سريعًا

مثلَ عدَّادِ البنزين.

تنهَّدتْ ثانيةً…

ثم…

أيقظتْ زوجَها.

.

نقرتُ (x) الصغيرَ في زاويةِ الشاشةِ الحمراءِ العُليا…

بهدوءٍ

كي لا أُزعجَ الإغفاءَ الفنيَّ.

فالصَّحو يُـخصي النصَّ

.

تخبئُ جليانةُ – سيدةُ العاجِ –

تفاحتيها

في مَـحفظةِ زوجِها الْـجلديةِ.

ثم تقول لي من خلفِ حجابٍ “هيتَ لكَ”.

.

يقْطعُ الجنُّ العظيمُ رأسَ زوجتهِ الصغيرةِ كلَّ فجرٍ،

وهي ترقصُ له!

يسفكُ فيها التُّفاحَ،

وهي تغسلُ أصابعَ رجليه بالملحِ.

ثم يحبسُها في قفصٍ حجمه نصف Megabit

.

يُفرِّقُ الجنُّ العظيمُ زوجَتَهُ على جيوبه:

1. جيبِ المعطفِ،

2. على الجانبين،

3. الجيبِ الخلفيِّ.

ويحفظُ اسمَهَا في ملفِ الجيبِ الصغيرِ المخفيِّ.

.

كلُّ وحوشِ مدينتِي الـمُنهَكةِ يحفظون أسماءَ زوجاتِهم مقلوبةً

يحرسونَ حروفَهَا السودَ مُطفأةً.

يفتلونَ شواربَهم بالزِّفتِ،

يمشونَ على دربِ التبَّانةِ

وتمشي زوجاتُهم تحتَ الزِّفت!

2012م

مقالات ذات علاقة

نَبْضَاتٌ …

جمعة الفاخري

هي نظرةٌ!

المشرف العام

تنهيدة عيد

آمنة الأوجلي

اترك تعليق